مشكاة الوحي: التقوى
1- الأمر والتوصية بالتقوى:
كما ذكرنا آنفاً لقد دعا القرآن الكريم إلى اعتماد مبدأ التقوى، وأمر بها، كما أمرت بها الكتب السماوية من قبل. قال تعالى: ﴿وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا﴾ (النساء/131 ﴾
وعندها يكون المتقي مورد مدح الله سبحانه وثنائه حيث يقول تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ﴾ (آل عمران/186).
2- التقوى سبب الحفظ من كيد الشياطين:
حيث شياطين الأنس الكثيرين الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر ويكيدون بهم المكائد. ومن هنا، فإن الله سبحانه يطمئن المؤمنين والمتقين بأنهم لن ينالهم من كيد الكافرين شيئاً وإنهم في حفظ الله وأمانه. قال تعالى: ﴿ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ (آل عمران/120).
3- التقوى والنجاة والرزق الحلال:
ومن آثار التقوى النجاة من الهلاك والمضار، وإيتاء الله سبحانه الرزق للمتقي من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب. قال تعالى:﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا - الطلاق﴾ (الطلاق/2- 3).
4- التقوى سبب مغفرة الذنوب وإصلاح الأعمال:
﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾(الصافات/76)، وقال: ﴿فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُون وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ﴾(الصافات/ 70- 71).
5- التقوى ومحبة الله وقبول الأعمال:
كما أن التقوى سبب لتوفير الرزق وإصلاح الأعمال، كذلك هي سبب لمحبة الله سبحانه، بحيث يصبح المتقي محبوباً من قبل الله سبحانه، ومقبول الأعمال وذلك ﴿بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾(آل عمران/76 ﴾و﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾(المائدة/27).
6- التقوى وزيادة العز والكرامة عند الخالق:
حيث أن الله سبحانه يكرم عباده المتقين ويجعلهم أعز خلقه عليه فيقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات/13).
7- التقوى وإفاضة نور المعرفة والعلم:
إن الله تعالى يفيض على المتقي من نوره وعلمه ومعرفته بحيث تنقشع عنه الحجب وتنجلي بصيرته فيصبح قادراً على تمييز الحق من الباطل بسهولة. يقول تعالى: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾(الأنفال/29).
8- التقوى والخلاص من العذاب: قال تعالى:
﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾(مريم/72).
9- التقوى وبشارة الملائكة ساعة الموت:
حيث تأتي رسل الله تعالى فتبشر الإنسان المتقي بجنة الخلد ولقاء الله سبحانه الذي كان ينتظره أشد الانتظار. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾(يونس/63- 64).