لقد اعتبر الكذب في الشرع الحنيف من أقبح الرذائل، حتّى عدّ الخوض فيه من الكبائر التي توعد الله عليها دخول النار الحاطمة، وذلك لما فيه من المفاسد والمخاطر الكبرى التي تعود بالضرر على الفرد والمجتمع. ووصل الأمر في التشديد على الابتعاد عنه أن جعله الله ظلماً ليس بعده ظلم، سيما في حالة الكذب على الله سبحانه فقال: ﴿ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذّب بآياته﴾. فماذا عن الكذب (في كتاب الله)، المكذبين وجزائهم، وما ورد في حقهم؟ هذا ما سيتبين لنا في الآيات الشريفة التالية:
1-ظلم المكذبين
﴿ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنّه لا يفلح الظالمون﴾. (الأنعام/21)
﴿فمن أظلم ممن كذّب بآيات الله وصدف عنها﴾. (الأنعام/157)
2-عدم هداية المكذبين
﴿إنّ الله لا يهدي من هو كاذب كفّار﴾ (الزمر /3)
3-جزاء المكذبين
﴿بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذّب بالساعة سعيراً﴾ (الفرقان/11)
﴿وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية﴾ (الفرقان/37).
﴿وأمّا إنّ كان من المكذبين الضالين، فنزل من حميم، وتصلية جحيم﴾ (الوقعة / 92-94).
﴿ويل يومئذٍ للمكذبين، انطلقوا إلى ما كنتم تكذبون، انطلقوا إلى ظلّ ذي ثلاث شعب، لا ظليل ولا يغني من اللهب، إنّها ترمي بشرر كالقصر، كأنّه جمالة صفر، ويل يومئذٍ للمكذبين، هذا يوم لا ينطقون، ولا يؤذن لهم فيعتذرون﴾ (المرسلات/32-38)
﴿وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهّلهم قليلاً، إنّ لدينا أنكالاً وجحيماً، وطعاماً ذا غصّة وعذاباً أليماً﴾ (المزمل / 11-13)
4-النهي عن إطاعة المكذبين
﴿فلا تطع المكذبين، ودّوا لن تدهن فيدهنون﴾ (القلم / 8-9)
5-أقوام مكذبة
أ- قوم نوح وأصحاب الرسّ:
﴿كذّبت قوم نوح المرسلين﴾ (الشعراء /105)
﴿كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرّس وثمود﴾ (ق/12)
ب- قوم عاد وثمود
﴿كذّبت عاد المرسلين﴾ (الشعراء /123)
﴿كذبت ثمود المرسلين﴾ (الشعراء / 141)
ج- قوم لوط وفرعون والأحزاب:
﴿كذبت قوم لوط المرسلين﴾ (الشعراء / 160)
﴿كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد﴾ (ص /12)
﴿كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم﴾ (غافر/5)