مع الخامنئي| السيّد رئيسي الخادم المخلص* نور روح الله | قوموا للّه تُفلحوا الكوفـــة عاصمة الدولة المهدويّة أخلاقنا | الكبر الرداء المحرّم (1) فقه الولي | من أحكام عدّة الوفاة أولو البأس | المعركة الأسطوريّة في الخيام الشهادة ميراثٌ عظيم بالهمّة يسمو العمل نهوضٌ من تحت الرّماد بالأمل والإبداع نتجاوز الأزمات

ChatGPT مساعدك الذكيّ (2)

رؤبال ناصيف


هو روبوت محادثة يحوي مجموعة هائلة وواسعة من البيانات الرقميّة عن كلّ ما يخطر على بال البشر، قادر على التفاعل مع المستخدمين بسهولة وبأسلوب المحادثة الطبيعيّ، وعلى فهم استفساراتهم الرقميّة المختلفة والإجابة عنها كتابةً. وهو مدرّب بتقنيّات التعلّم الآليّ والذكاء الصناعيّ. ويستطيع قراءة النصوص والعبارات المكتوبة وتحليلها وفهم معناها والردّ عليها بطريقة مناسبة. وغيرها الكثير من الوظائف التي تعرّفنا إليها سابقاً.

* ما لا يستطيع ChatGPT فعله
على الرغم من كلّ هذه الخصائص، ثمّة بعض المهام والوظائف التي لا يستطيع ChatGPT فعلها، منها:

1. تقديم استجابات عن أيّ شيء حدث بعد 09/2021م، إذ إنّه لم يدرّب على بيانات بعد ذلك التاريخ.

2. التنبّؤ بالنتائج المستقبليّة، مثل الانتخابات والأحداث.

3. البحث عن إجابات في صفحات الويب، لأنّ قاعدة بياناته مفصولة عن الإنترنت حاليّاً.

4. كتابة الرموز (codes) البرمجيّة المعقّدة مثل تلك الخاصّة بالألعاب والتطبيقات التجاريّة.

5. القيام ببعض المهام المتخصّصة، مثل الجراحة والهندسة والتصميم المعماريّ والقانون والطبّ .

6. العمل في البيئات التي تتطلّب مهارات خاصّة، مثل الفضاء الخارجيّ أو تحت الماء .

7. اتّخاذ القرارات الأخلاقيّة، لأنّه يفتقر إلى الوعي الأخلاقيّ والقيم الإنسانيّة.

8. فهم اللغات بشكلٍ كامل، وقد يواجه صعوبة في فهم بعض الألفاظ المحلّيّة أو العبارات غير الرسميّة.

* ارتكاب الأخطاء وعدم الدقّة
يعتمد ChatGPT على تعلّمه من البيانات المتاحة في قاعدة بياناته، ويحاول الاستجابة بأفضل طريقة ممكنة باستخدام الخوارزميّات والتقنيّات الذكيّة، ولكنّه قد يرتكب الأخطاء أو يقدّم إجابات غير دقيقة، بسبب هذه العوامل:

1. قلّة البيانات: قد يؤدّي عدم توفّر البيانات الكافية إلى صعوبة في تحديد الإجابة الصحيحة .

2. التعقيد في السؤال: قد يؤدّي طرح السؤال بطريقة معقّدة إلى صعوبة تفسيره وفهمه، ممّا يُنتج إجابة غير دقيقة .

3. تغيير معنى الكلمات: يؤدّي استخدام كلمات بمعانٍ مختلفة إلى صعوبة تحديد المعنى الصحيح للسؤال .

4. الخلط بين اللغات: قد يحدث خلط بين اللغات عندما يُطرح السؤال بلغة والإجابة بلغة أخرى، ممّا يؤدّي إلى صعوبة فهم السؤال بشكل صحيح .

5. التغييرات اللغويّة: قد تتغيّر اللغة والتعابير بين الأزمنة والمناطق، ويمكن لـChatGPT أن يفتقر إلى البيانات اللازمة لفهم هذه التغييرات والاستجابة لها بشكل صحيح .

6. مشاكل في الذاكرة: يعتمد هذا التطبيق على ذاكرته فقط في تخزين المعلومات، لذا، قد يتعرّض إلى عطل في حال واجه مشاكل في الذاكرة.

* المنافسة بين ChatGPT ومحركات البحث(1)
يتفاعل ChatGPT مع الاستفسارات بطريقة المحادثة المباشرة والتفاعل الشخصيّ مع استخدام التعلّم الآليّ والذكاء الصناعيّ لتحسين الأداء والإجابات وتقديم الخدمات. في حين تستخدم محرّكات البحث تكنولوجيا البحث التلقائيّ لاستجلاء البيانات من صفحات الويب وتقديم الإجابات المناسبة والأكثر صحّة وصلة بناءً على الكلمات المفتاحيّة التي أدخلها المستخدمون. ولهذا، فهي لا تتفاعل مباشرة أو شخصيّاً مع المستخدم.

يتفوّق محرّك البحث Google على ChatGPT في المجالات الآتية:

1. في الأسئلة ذات الحساسيّة الزمنيّة، لأنّChatGPT لا يمتلك أيّ بيانات حول أحداث ما بعد 09/2021م .

2. في القدرة على البحث عن البيانات في الإنترنت.

3. في تقديم إجابات وشروحات أفضل عن الأسئلة (مدعومة بالصوت والصورة).

4. في تقديم روابط يمكن للمُستخدم الاستعانة بها للتعمّق في بحثه ولمقارنتها بغيرها.

5. في تقديم روابط متعدّدة تسمح للمستخدم الاطّلاع على الموضوع من مصادر مختلفة وبوجهات نظر متعدّدة.

6. في تقديم بيانات للمستخدم عن أصحاب الروابط، وهو ما يسمح له بتقييم مدى اعتماده على المعلومات الناتجة.

في المقابل، يتفوّق ChatGPT على محرّكات البحث من حيث:

1. توفير مشاركة تفاعليّة مع المستخدم تسمح للأخير بمناقشة الموضوع نفسه والاستفاضة فيه.

2. توفير استجابة مشابهة للإنسان مع فهم للتعبيرات الاصطلاحيّة واللغة الطبيعيّة.

3. توفير فهم للاستعلامات الصعبة والمعقّدة التي تكافح محرّكات البحث لفهمها والاستجابة لها.

4. تقديم إجابات أفضل تفصيلاً ووضوحاً وأكثر عمقاً.

5. تقديم إجابات أكثر حكمة ونضوجاً، بحيث يشعر المُستخدم وكأنّه يخاطب معلّماً حكيماً.

6. ترجمة النصوص من لغة إلى أخرى بدقّة عالية، ممّا يجعله مفيداً لمن يرغب في تعلّم لغة جديدة.

7. إنشاء ردود سريعة في اللحظة التي يطرح فيها المستخدم سؤاله، بناءً على مدخلاته. ويتيح ذلك إجراء محادثة أكثر طبيعيّة وانسيابيّة، إذ يستطيع فهم مجموعة واسعة من الأسئلة والبيانات والردّ عليها.

8. مساعدة المستخدم في الكتابة من خلال تزويده بجمل وفقرات متماسكة ومثاليّة نحويّاً.

9. إنشاء ملخّصات عن النصوص الطويلة.

10. إكمال النصوص اعتماداً على السياق المحدّد.

11. التصحيح اللغويّ المتعلّق بالقواعد والنحو ممّا يساعد في تحسين المهارات اللغويّة.

12. معالجة اللغة الطبيعيّة لمعرفة سياق استعلام المستخدم، ممّا يساعده في توفير إجابات أكثر تخصّصاً ودقّة. في حين أنّ محرّكات البحث ستوفّر للمستخدم قائمة بروابط المواقع الإلكترونيّة ذات الصلة التي عليه أن يبحث في محتواها عن المعلومات التي يحتاجها.

على الرغم من أنّ تطبيقات هذه التقنيّة ذكيّة، ومفيدة، وواعدة، وستساعد الكثير من مستخدميها في الوصول إلى معلومات وإجابات عن معظم أسئلتهم، إلّا أنّ القلق الحقيقيّ يبقى في محدوديّة الذكاء الصناعيّ وقابليّته للوقوع في الخطأ، وهو ما يجب الحذر منه. من هنا، ينبغي الالتفات إلى المجالات التي يمكن الاستفادة منها، مع الاعتماد أوّلاً وأخيراً على قدراتنا الذهنيّة والفكريّة التي تبقى أدقّ من كلّ تلك التطبيقات.


(1) محرّك البحث هو بحث مرتبط بالمواقع الإلكترونيّة، أمّا ChatGPT فهو بحث مرتبط بالبيانات.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع