من كلام الشهيد القائد إبراهيم عقيل ( الحاج عبد القادر)
صحيح أنّ العدوّ دمّر بعض الأماكن أو جزءاً من البنية التحتيّة، وحقّق إنجازات تكتيكيّة، لكن يجب أن نضع في الميزان قدرات العدوّ كلّها أمام ما تتمتّع به المقاومة من إمكانات على تنفيذ مهامها، والتي هي أساساً عقدة النقص بالنسبة إليه.
* العدوّ يتألّم
من الواضح أنّ حجم الغارات وشكلها تعبير عن وجع العدوّ وصرخاته طيلة السنوات التي تعاظمت فيها قوّة المقاومة، وعن الضغط الهائل الذي تعرّض له. إنّ وجوده في خطر، كما أنّه غير قادرٍ في الأصل على حماية مستوطناته.
هذه (الآه) التي نسمعها مع كلّ غارة يقوم بتنفيذها، هل هي إنجاز فعلاً أم تعبير عن وجعه بسبب المعادلات المذلّة التي خضع لها؟! نحن لا نقدّم مشهداً سرياليّاً أو عاطفياً أمام الإخوان، إنّما نتعاطى مع الوقائع كما هي وكما نسمعها بآذاننا مع كلّ غارة. نحن لسنا في حالة توازنٍ عسكريّ مع العدوّ، ومع ذلك، يدنا كانت هي العليا.
* مفاتيح النصر وعوامله
إنّنا نملك مفاتيح النصر وعوامله. فمن مفاتيح النصر:
أوّلاً: توفّر القوّة الضاربة، وهي غير مرتبطة بالعدد، بل تعني فهمك لهؤلاء الأشخاص، وقدرتك على التأثير فيهم، حتّى المتردّد منهم. فقوّة الشخصيّة، ونوع الأمر الذي تعطيه، يُدخلان الطمأنينة على قلب المتردّد، والخائف، والمشكّك وحتّى الشجاع. عندها، يندفع كلّ هؤلاء بالحماس نفسه.
نحن بصفتنا قوّة ضاربة في تاريخ المقاومة، عندما كنّا نريد تنفيذ أيّ عمل نوعيٍّ، كنّا ننتقي الأشخاص النوعيّين المؤثّرين للتصدّي للقيادة الميدانيّة، ونعتبرهم القوّة الضاربة.
ثانياً: القدرة على حمايتها والحفاظ عليها بعد أن تتوفّر.
ثالثاً: القدرة على تحريكها (حُسن إدراتها).
أمّا عوامل النصر، فتتلخّص في المناورة الذكيّة، والقدرة على الحشد في الزمان والمكان المناسبَين، والقدرة على تأمينها.
على القائد، مهما كانت رتبته أو تصنيف قوّته، أن يلتزم بمفاتيح النصر وعوامله؛ فهو يستخدم مفاتيح النصر أوّلاً ثمّ ينتقل إلى العوامل، وإذا ما انتفى أحدهما فالآخر موجود.
إذا استخدمنا عوامل النصر والمناورة الذكيّة عبر ثلاثة أو أربعة أشخاص من القوّة الضاربة، عندها، لا حدود لفعاليّتهم.