د. علي ضاهر جعفر
* قرآنيّات
من الطِّباق الوارد في القرآن الكريم قوله سبحانه: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا﴾ (نوح: 25). فالغرق من الصّفات المتّصلة بالماء لا بالنّار، فكأنَّ الآية بين الماء والنّار في معنىً واحد، وقيل إنَّ هذا أخفى طباقٍ وردَ في القرآن الكريم.
* من أجمل ما قيل في...
من أجمل ما قيل في الموت قول كعب بن زهير بن أبي سلمى (ت 26هـ):
كلُّ ابن أنثى وإن طالَتْ سلامتُهُ
يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ
وفي الموضوع نفسه، قول أبي ذُؤيب الهَذليّ (ت27هـ):
وإذا المنيّةُ أنشبَتْ أظفارَها
ألفَيْتُ كلَّ تَميمَةٍ لا تَنفعُ
* من الوصف
سُئلَ أبو العلاء المعرّيُّ (ت 449هـ) الشّاعرُ المعروف، بعد خروجه من العراق عن رأيه بالسّيّد المرتضى علمِ الهدى (ت 436هـ)، فقيهِ عصرِه، شقيقِ الشّريفِ الرّضيّ (ت 406هـ) الشّاعر المشهور وجامع نهج البلاغة، فقال واصفاً مُجيباً:
يا سائلي عنه لمّا جئتُ أسأله
ألا هو الرّجل العاري من العارِ
لو جئتَه لرأيتَ النّاسَ في رجلٍ
والدّهرَ في ساعةٍ والأرضَ في دارِ
* ثنائيّات
النّصّ المفتوح/ النّصّ المغلَق: يُشار بهذه الثّنائيّة الضّدّيّة إلى نوعَيْنِ من النّصوص، أحدهما قابلٌ لتنوُّعِ القراءات الّتي تؤدّي إلى اختلاف الدّلالات، فيما يُعنى بالنّصّ المغلق أن يكون ذا اتّجاه واحد في القراءة، لا يخرج القارئ منه بأكثر من اتّجاه دلاليّ واحد. وهذه الثّنائيّة من الثّنائيّات الّتي برزت مع تطوّر المَناهج النّقديّة الّتي دعت إلى أن يكون القارئ شريكاً في إنتاج المزيد من المعاني للنّصّ الأدبيّ، لِتَمَيُّزِه عن سواه من النّصوص في هذا السّياق. وأبرزُ مَن نَظَّرَ لهذه الثّنائيّةِ النّاقدُ والفيلسوفُ الإيطاليُّ أمبرتو إيكو (1932م- 2016م).
* مصطلحات
التّركيبُ المَزجِيُّ: هو ضَمُّ مفردتَيْن اثنتينِ لِتُصبِحا مفردةً واحدةً إعراباً وبناءً، وقد استفادت العلوم المختلفة من هذا التّركيب، ما سمح بإنتاج مجموعة من المفردات ذات الدّلالة. ومن أمثلة التّركيب المَزجيّ لفظة: بعلبكّ، فهي مفردة مؤلّفة من اسمين هما: بعل وبك. ومثلها: بيت لحم، برمائيّ، صباح مساء، سيبويه، حضرموت، وغيرها من الألفاظ.
الغُنَّة: هي صوت يخرج من الخيشوم عند النّطق بالميم والنّون، يُشبه الأنين، وهو يوازي في علم التّجويد حركتين عند تلاوة القرآن الكريم.
* من أعلام الأدب واللغة
الأصمَعِيّ (ت 216هـ): هو عبد الملك بن قريب، صاحب اللّغة والنّحو والنّوادر والمُلَح وغيرها. كان مُطايِباً ظريفاً مُفاكِهاً، خفيف الرّوح، مليح الطّبع، لا تتمكَّن من نفسه الغموم والهموم، ولذا يُقال إنّه لم يظهر فيه أثر الشّيب إلى أن بلغ ستّين سنة، ولم يمُت حتّى ناهز عمره التّسعين، وكان في أوائل عمره مُعسِراً شديد الفاقة، وكان يرتجل كثيراً من الأخبار المُضحِكةِ والأقاصيص المُستغرَبة، وكان حسن العبارة جدّاً، ونوادره كثيرة، وكان ذا حافظة عجيبة حتّى قيل إنّه كان يحفظ ثلث اللّغة، والخليلُ بن أحمد الفراهيديّ نصفَها، وأبو زيد النّحويّ ثُلُثَيْها، وابنُ كركرة الأعرابيُّ كلَّ اللّغة.