الشيخ محمود كرنيب
نحتاج إلى الدين في حياتنا لأسباب عدّة:
1- الدين، بما هو عقيدة وشريعة، هو حاجة وضرورة، كانت وما زالت مستمرّة في حياة الإنسان ومسيرته.
2- الدين يعالج مشكلة اللاانتماء، التي تعني الفراغ والضياع.
3- الدين يعالج مشكلة الانفعالات واللامسؤوليّة؛ لأنّ الإيمان بالله تعالى يضع الإنسان في موضع المسؤوليّة باعتباره خليفة الله على الأرض.
4- إنّ مسيرة الإنسان، على ضوء الدين الحقّ، هي كفاح مستمرّ ضدّ الجهل والضعف والعجز والفقر والظلم، باعتبار أنّ مسؤوليّة خلافة الله في الأرض، التي يترشّح عنها وظيفة تدريبيّة، تقتضي حمل المُثل العليا التي هي من صفات الله الثبوتيّة.
5- الدين ينظّم الشعور الداخليّ بالمسؤوليّة لدى الفرد تُجاه الحقوق والواجبات له وللآخرين، وإذا لم يشعر بذلك، لا يتحقّق الاستقرار والأمن التّام، ولعلّ قوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾ (العنكبوت: 45) يكشف سرّاً من أسرار الأمن بالعبادة. وهذه الواجبات العباديّة لا تصدر عن الإنسان إلّا نتيجة الشعور الداخليّ بوجود الله تعالى. وفي هذا تربية على العلاقة بالمطلق، والامتناع عن تجاوز الحقوق والإخلال بالواجبات.