صدر مؤخرً عن دار المحجة البيضاء الجزء الأكبر من دورة المعارف الإسلامية لمؤلفه الجليل والعلاّمة العارف آية اللَّه السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني، وهو من أفاضل الطلبة الذين درسوا عند العلامة الطباطبائي ونهلوا من علومه الوافرة، إلى جانب العديد من العلماء المبرزين أمثال الشهيدين مرتضى مطهري ومحمد حسيني بهشتي، وآية اللَّه الآملي، والشيخ مصباح اليزدي وآخرين ورثوا العلامة الطباطبائي في فكره وعلومه.
وهذه الدورة هي جزء من السلسلة الكبيرة المعروفة بسلسلة العلوم والمعارف الإسلامية، التي هي عبارة عن مجموعة من الأبحاث العقائدية والتاريخية والاجتماعية والتفسيرية والروائية والفلسفية.
وقد انقسمت هذه السلسلة إلى دورتين:
أ ـ دورة المعارف الإسلامية:
وتشمل أقساماً ثلاثة هي التالية:
1 ـ معرفة اللَّه.
2 ـ معرفة الإمام.
3 ـ معرفة المعاد.
ب ـ دورة العلوم: وتشمل أقساماً أربعة:
1 ـ الأخلاق والحكمة والعرفاء.
2 ـ الأبحاث التفسيرية.
3 ـ الأبحاث العلمية والفقهية.
والذي صدر من هذه السلسلة 25 جزءاً من دورة المعارف جاء على الشكل التالي:
1 ـ معرفة اللَّه (3 أجزاء)
أصل هذه الأبحاث دورة تفسيريّة جرى فيها المذاكرة والتحرير من الآية المباركة {الله نور السموات والأرض} إلى {والله بكل شيء عليم}.
وقد جرى البحث والمذاكرة في هذه الأبحاث عن مسألة التوحيد الذاتيّ والأسمائيّ والأفعاليّ للذات المقدّسة للحق تعالى، وعن كيفيّة نشوء عالم الخلقة وربط الحادث بالقديم، ونزول نور الوجود في مظاهر الإمكان، وحقيقة الولاية وربط الموجودات بذات الباري تعالى وعن لقاء اللَّه والوصول إلى ذاته المقدّسة بفناء الوجود المجازيّ المُعار واندكاكه في الوجود المطلق الأصيل الحقيقيّ.
وأهم العاوين التي تضمنتها هذه الأجزاء هي:
إمكانية رؤية اللَّه سبحانه وتعالى بالقلب ولقائه والوصول إليه، أتباع الطرق المختلفة وتأدية ذلك إلى الهلاك والخسران، منطق القرآن هو: لا مؤثر في الوجود إلاّ اللَّه، القول بمؤثرية غير اللَّه شرك خفي، وأبحاث أخرى عن المذاهب والفرق المنحرفة عن التوحيد.
2 ـ معرفة الإمام:
مجموعة من البحوث التفسيريّة، الفلسفيّة، الروائيّة، التأريخيّة، والاجتماعية في الإمامة والولاية بشكل عامّ، وفي إمامة وولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والأئمّة المعصومين سلام اللَّه عليهم أجمعين بشكل خاصّ، وذلك في هيئة دروس استدلالية علميّة متّخذة من القرآن الكريم والروايات الواردة عن الخاصة والعامّة وأبحاث حِلِّية ونقديّة عن الولاية. ترجم منها إلى العربية (12 جزءاً).
وتضمّ هذه المجموعة (270) درسا في ثمانية عشر جزءاً. وقد جرى فيها مناقشة وبحث مطالب من قبيل: العصمة، الولاية التكوينيّة، لزوم الإمام الحيّ، لزوم متابعة الأعلم، ضرورة وجود الإمام للمجتمع، معنى الولاية، شرح حجّة الوداع، شرح واقعة غدير خمّ، أحاديث الولاية، حديث المنزلة، شرائط القيادة، علم الغيب ومجموعة علوم وقضايا ومحاكمات أمير المؤمنين عليه السلام، معيّة الإمام للقرآن في جميع العوالم، حديث الثقلين، تقدّم الشيعة في جميع العلوم، كتب الشيعة المؤلّفة... إلخ من المباحث التي تنصب تحت موضوع الإمامة.
3 ـ معرفة المعاد:
تشمل 75 محاضرة في كيفيّة سير الإنسان وحركته في الدنيا وعالم الغرور وكيفيّة تبدّل نشأة الغرور إلى عالم الحقائق والواقعيّات وارتحال الإنسان إلى اللَّه وغاية الغايات.
وتقع هذه المجموعة في عشرة أجزاء: ترجمت بأجمعها، وقد جرى فيها على نحو وافٍ ومستفيض طرح مباحث من قبيل: عالم الصورة والبرزخ وكيفيّة ارتباط الأرواح هناك مع هذه العوالم، كيفيّة خلقة الملائكة ووظائفهم، النفخ في الصور وموت جميع الموجودات ثمّ إحياؤها وقيام الإنسان في ساحة الحضرة الأحديّة، عالم الحشر والنشور والحساب والكتاب والجزاء والعرض والسؤال والميزان والصراط والشفاعة والأعراف والجنّة والنار، وذلك بالاسفادة من الآيات القرآنيّة وأخبار المعصومين ومن الأدلّة العقليّة والفلسفيّة والمطالب الذوقيّة والعرفانيّة.
وأخيراً يجدر القول بأن الكتاب في غاية لأهمية، بحيث يعتبر موسوعة إسلامية كبيرة تتناول مواضيع مختلفة، وتسلط الضوء على أهم المباحث والمواضيع التي يجدر بالمسلم الملتزم أن يطّلع عليها.
قام بتعريب الكتاب عباس جواد الصافي بإشراف الكتاب عباس جواد الصافي بإشراف مؤسسة ترجمة ونشر دورة العلوم والمعارف الإسلامية ـ مشهد المقدسة.
هكذا هم خلفاء الرسول وأمناء الرسل، وهذا هو إرثهم.