الشيخ علي خازم
ستون سنة مرت على تسويق التلفزيون في العالم، وما زال هذا الشيء، الأداة موضعاً للقبول والرفض، شأنه في ذلك شأن الأعضاء الغريبة المزروعة في الجسد، قد عبّرت طفلة عن جانب من هذا المعنى بقولها أن أسرتها تتألف من جدتها وأبيها وأمها وهي والتلفزيون، فيما عبَّر أحد المخرجين المسرحيين عن رغبته في أن يصير رئيساً للوزراء في لبنان لمدة ساعة فَلأمر بإغلاق كل هذه الصناديق وبنزول الناس إلى الشارع وجمع القمامة من أمام منازلهم.
* التلفزيون مستقلاً والتلفزيون مؤثراً:
يرجع القبول والرفض للتلفزيون- إن كان ثمة مجال بعد للرفض- إلى الآثار المتعلقة بالجهاز كشيء تقني من جهة وكأداة تستخدم من جهة أخرى، ولم يزل الجهاز المستورد- رغم بداية تجميعه في بعض الدول العربية والإسلامية- يدلنا على مدى الاستهلاك الذي نعيشه وعلى تأثرنا الكبير بما تنتجه البرامج التلفزيونية لإعادة الاستهلاك مرة أخرى، وفق القيم والوظائف المطلوبة من التلفزيون لدى المصنّعين له أنفسهم شرقاً وغرباً، ويلاحظ ذلك في موارد عدة منها مثلاً: اعتباره جزءاً أساسياً في أثاث البيوت، ومنها طريقة اختيار الموديل الخارجي للجهاز، ومستوى الخدمات وعدد الأقنية التي يقدمها، وكل هذا يرجع إلى التماهي مع صور البيوت التي يعرضها التلفزيون نفسه، وقد تم تجاوز اعتباره من الكماليات واقعاً وإلاّ فكيف نفسر الإحصائية التي تقول أن في لبنان 302 جهازاً لكل ألف من السكان أي بمعدل جهاز لكل خمسة أشخاص، ولو شئنا أن نقرأ الإحصائية على أساس مقولة الطفلة التي عدّته دخيلاً في الأسرة لقلنا بوجود أجنبي واحد مقابل كل خمسة مواطنين، فضلاً عن وجود غير مقيد "لقيادة أركان" هذا الأجنبي متمثلة بإدارة المحطات المتعددة للبث.
ولئن كان موقف الفقهاء المسلمين ابتنى على الاستفادة من الجهاز ووجهتها محللة أو محرمة ليبيح أو يحظّر اقتناء الجهاز كشيء وتترتب عليه دلالات أخرى فإنَّ هذا الموقف من الجهاز مستقلاً تأخر كذلك في ملاحظته عند علماء النفس والاجتماع. وهكذا فإن الكلام عما يجب في أصل البث التلفزيوني قد تأخّر عن الكلام في لزوم الاحتياط في استقبال البث على كل الصعد، وسبق رأس المال الجشع الجميع في نصب الأفخاخ على أكثر من صعيد، وهذا التأخر حرمنا جميعاً من مراكمة الخبرة لاستكمال الاستفادة من هذا الاختراع في خدمة البشرية على كل الصعد.
وهكذا فلو أردنا ملاحظة التلفزيون والناس للزمنا أن ننظر إليه مستقلاً تارة، وعلى مستوى الدور والوظيفة تارة أخرى، وبالنظر إلى الإعداد والبرامج من جهة، وإلى آثار هذا الاستقبال من جهة أخرى، وإلى وظيفة الناس في هذه الأيام تجاه الجهاز والبرامج.
* الدور والوظيفة:
بين "إدارة الإدراك" و"تشكيل التفكير" تختصر العملية التي يقوم بها الإعلام المرئي على وجه الخصوص وكل كلام عن "حياء" أو "موضوعية" أو غيرها من المصطلحات هو في أحسن الأحوال كلام عن نوايا يستحيل تطبيقها في الواقع فضلاً عن كونها بنفسها تشكّل موقفاً يريد أصحابه أن يظهروا به، وإلاّ فلماذا تُدفع كل هذه الكلف الباهظة؟ وثمة مجالات انتاجية تحرك عجلة السوق في حركة اقتصادية حقيقية تقوم على بضائع وأموال فعلية غير "تجارة الإعلام" التي أوجدت سلعاً تصرف عليها الأموال الطائلة، عن مثل ملكة الجمال، أو مباريات الفوتبول والنجوم الرياضيين أنفسهم الذين صار لهم أثمان يشترون بها ويباعون، وأثمان لاستخدامهم في الاعلان، وهلم جراً.
إن ما وصلت إليه شركات ومحطات التلفزة في زمن الفضائيات يعيد السؤال القديم مرة ثانية: ما هو دور التلفزيون وما هي وظيفته؟ والتفرقة بين الدور والوظيفة هي تفرقة بين الموقع الذي ينبغي أن يحتله في الحياة وبين ما يقوم به من أعمال. وصحيح أن مخترع التلفزيون لم يكن في مجال تصور آثاره النفسية والاجتماعية، بل يجوز أنه لم يكن يتصور حجم التقدم والتطور التقني الذي ستشهده آلته هذه، ولكن الذين تلقفوا هذه الآلة وسوقوها تجارياً أدروا منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عالم الاجتماع الأميركي، الذي صرخ بعد مشاهدته البرامج الأولى "لقد اخترعتم للتو أعظم شيطان لهدر الوقت" أنهم قد امتلكوا مفتاحاً سرياً للدخول عبر الوقت إلى عقول وقلوب الناس لتشكيلها وفق مقتضيات السوق، وقد مرّت فترة سُجِّلت فيها أرقام قياسية لجعل المقدم التلفزيوني أو الممثل يدخِّن نوعاً معيناً من أنواع السجائر أو يشرب شراباً معيناً بطريقة عفوية، الأمر الذي كان يؤدي إلى تحول المشاهدين إلى تلك الأنواع.
ما هو الدور الذي أرادته الحكومات بداية التلفزيون، لأنها الوحيدة التي كانت تمتلك القدرة في أكثر أنحاء العالم على إطلاقه؟
إنه بكل بساطة احتلال الموقع الأول في مصادر المعلومات عن أي شيء يختص بسياساتها وبالتالي تصير وظيفة التلفزيون التأكيد على "سلامة الأوضاع" و"قدرة الحكومات" أو على الأقل "بيان العذر في حالات التقصير"، وتالياً تقديم جرعات التسكين اللهوية أو الثقافية السلبية وما زالت مجتمعاتنا تشهد مع بعض المسلسلات أو البرامج خلواً للساحات والطرقات.
ما هو الدور الذي تريده محطات التلفزيون الخاصة وما هي وظيفتها؟ أما الدور فهو أن تحتل كل موقع يمكن أن يشغر من صاحبه الأصلي ولو للحظات، إنها تطمع حتى في احتلال مكان الأب والأم والزوج والزوجة والجار والصديق والأستاذ، وإلاّ فما معنى هذا البث المتواصل غير أنها تريد استعباد الإنسان في كل مجال؟! والكلام في الوظيفة يصير أخطر لأنها تحاول في أدائها أن تكسر كل محاولة يبدي فيها المشاهد مقاومة أو كفراً بالدور الذي تريده لنفسها، فتعمل على تطويقه بتفاصيل صغيرة مجهدة في تتبع نوايا مطلقيها، الأمر الذي يؤدي غالباً إلى الاستسلام بشكل أو بآخر أو عند المميزين إلى رفض كامل والابتعاد الكلي عن المشاهدة.
هل أن أجهزة الأعلام التلفزيوني الإسلامية بل والمسيحية خارج هذه المعادلة، إن قلنا نعم دللنا بشكل أو بآخر على فشلها وإن قلنا لا فلماذا نقبل منها ما نرفض من غيرها، ولكن ثمة مجال آخر للإجابة وهو أن يكون مقياس الدور والوظيفة مختلفان وبالتالي نخرج بها عن المنافسة ونعيد لها صورة الرسالة في عصر لن يكون فيه أنبياء لكن دورهم المفقود لا يملىء إلاّ بالقيام بوظائف جمّة.
* التلفزيون وآثاره:
النظر إلى آثار التلفزيون قد يكون بفرض الأعداد واستقصاء الاستفادة من فعل الجمهور، وقد يكون بفرض التهيؤ لكيفية التعاطي مع هذا الكم الهائل الذي يلقى في وجهنا على مدار الساعات، ونحن هنا نريد الكلام عن القسم الأخير فقط بشكل أساسي وكانت المقدمات السابقة تمهيداً لذلك:
تتنوع الآثار الناشئة عن مشاهدة التلفزيون في حياتنا، ويزداد حجمها بحسب الوقت الذي نبذله أمام الشاشة، وبحسب السن وبحسب المستوى الثقافي وبحسب حجم الإدارة التي يمتلكها المشاهد، وبحسب الوضع الاجتماعي والمسؤوليات الفردية والعائلية العامة التي يعيشها الإنسان من جهة وبحسب المحطات التلفزيونية وقدراتها الفنية وتوجهاتها ووظيفتها، ولكن ثم قدر مشترك في كل الظروف وفي كل أنحاء العالم ناشئ عن الدور الذي أنيط بالتلفزيون في المجتمع، وهو كونه المصدر الحيوي لأكثر المعلومات التي، إما أن يحتاجها الناس كالأخبار السياسية والاقتصادية، وإما أنها موضوع الحوار اليومي كالأخبار الاجتماعية والقصص المختلفة التي تتابعها الجماهير والمحطات، فضلاً عن المجالات المتعددة التي تأخذنا إليها برامج الحوار المباشر التي صارت مادة أساسية في أكثر المحطات.
تلاحظ الآثار على المستوى الفردي في اتجاهات:
1- تحول الجهاز نفسه إلى حاجة شخصية (نفسية- مادية).
2- أثر المشاهدة على الجهاز العصبي والمخ.
3- أثر المشاهدة على الجهاز النفسي- الاجتماعي.
وأما على المستوى الاجتماعي فيمكن ملاحظة الآثار على مستويات:
1- القيم الثقافية للمجتمع.
2- الهوية الوطنية.
3- القضايا الاجتماعية والوطنية والدينية.
4- العلاقة بالمجتمعات الأخرى.
* تحول الجهاز نفسه إلى حاجة شخصية:
يمكننا الكلام عن ندرة البيوت التي لا يوجد فيها جهاز تلفزيون واحد على الأقل، وتتعدد دلالات الاقتناء للتلفزيون من أكثر من منظور، فهو جزء من الأثاث المنزلي رغم أنه من ناحية وظيفية مختلف تماماً عن الغسالة أو فرن الغاز أو غيرها مما يعني أنه من دلالات كون الخاطب مقتدراً مادياً مثلاً.
ثم بعد تشكيل الأسرة لاحظ التعابير التي تصدر فيما لو تعطل الجهاز أو قرر رب الأسرة إطفاءه في وقت معين، بل يصل الأمر عند البعض عدم القدرة على تخيل إلغائه نهائياً من حياة الأسرة وكأنها عملية إعدام لعنصر فاعل فيها.
ويلاحظ في أكثر البيوت أن الجهاز يبقى مداراً حتى ولو يكن هو المقصود من الاجتماع معه فيدور الحديث وهو يتحدث أو أن الأولاد يدرسون والتلفزيون يعرض ما لديه وما إلى ذلك من أحوال.
ما هي هذه الطمأنينة المزيفة التي يقدمها الجهاز وما هو نوع الرابطة التي تولّدت بيننا وبينه حتى كأنه رحم أو نسب.
أنها حالة مرضية ينبغي لنا تفحصها بشكل دوري والاطمئنان على أسرنا من عدم الوقوع فيها بين فترة وأخرى، إنها حالة إدمان ينبغي الوقاية منها وكذلك ينبغي علاجها.
* أثر المشاهدة على الجهاز العصبي والمخ:
يقول العلماء أنَّ الدماغ يشتمل على مراكز متعددة لوظائف متعددة، ومنها مركز تخزين المعلومات والصور، وحيث أن بعض وظائف الدماغ التفاعل مع الإشارات التي تصله وتحويل الآثار إلى أجهزة الجسم عبر الجهاز العصبي فإنّ لنا أن نتصور مدى تأثير المداومة على مشاهدة التلفزيون التي تقدمها العروض المتواصلة لمحطة واحدة، فضلاً عن أن المشاهد اللبناني بإمكانه ببسطة التنقل بر أكثر من خمسين محطة تلفزيونية، إن كثيراً من الحالات المرضية التي تشهدها العيادات الطبية ناشئة عن تأثير الحرب الداخلية والخارجية على أعصاب اللبنانيين مما سمعوا وشاهدوا، فما بالك إذا ما لاحظنا حجم الاستثارة الذي يتولد عن حفظ ما يشاهد ويسمع في المحطات التلفزيونية.
إنّ ملء مركز تخزين الأفكار والصور بما هبّ ودبّ وبدون توجيه وانتقاء من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي أو سوء الاستفادة منه وهذا مسؤولية عظيمة على عاتق المربين والأهل مقابل الجهاز والمحطات.
* أثر المشادة على البناء النفسي- الاجتماعي:
كما مرة سمعنا أن الأهل يستيقظون صباحاً فيشاهدون أطفالهم مسمّرين أمام التلفزيون، فضلاً عن سهر الكبار- غير المبرر- إلى أوقات متأخرة أمام الشاشة، أنها حالات فراغ يملأها من لا نعرف بما لا نعرف، وحتى بما لا نريد.
إننا في مسار بناء أنفسنا كشخصيات مستقلة أو كشخصيات في مجتمع يرتبط بعلاقات أسرية واجتماعية، نحتاج إلى جمع المعلومات وإلى التوجيه الأخلاقي بما يساعدنا على تنمية قوانا الجسدية والنفسية والعقلية للتكيف مع الواقع والمحيط فماذا يمكننا أن نتصور من آثار لهذا البث التلفزيوني المتناقض في توجهاته ووظائفه إن لم توجد أداة مؤثرة ودليل يؤمن للمشاهد انسجاماً في البناء النفسي والاجتماعي، وما الذي يمنع عن التكيف الاجتماعي إلى التفرد والاكتفاء بالتلفزيون كعلاقة وحيدة فاعلة ومؤثرة في حياة الأفراد وكيف نؤمِّن نفوسنا من تصديق أن الحياة في الواقع ليست ولا ينبغي أن تكن في مستوى الحياة التي يقدمها التلفزيون كأفراد وكأعضاء الأسرة الاجتماعية؟ وقد لوحظ الأثر السلبي على الأفراد والأسر على السواء لجهة الوضع الاجتماعي المادي أو لطبيعة العلاقات نفسها.
أثر التلفزيون الاجتماعي
* على القيم الثقافية للمجتمع:
إنَّ القيم الثقافية لأي مجتمع هي الأساس في ضبط تكييفه على مستوى العلاقات الإنسانية وعلى مستوى العلاقة بالمحيط الطبيعي، فهل تبقى هذه القيم بمنأى عن التأثر بالضخ الإعلامي المستمر والمتداخل في قيم متخالفة غالباً.
إنّ خطورة العولمة على هذا المستوى تكمن في ما عبّر عنه أحد الاقتصاديين الأميركيين إلى جريدة لوموند الفرنسية" مارس 1997 "إن الثقافة الأميركية ليست هي المهيمنة بل الثقافة الشاملة، بالفعل إن هذه الثقافة تأخذ بعض العناصر من الرأسمالية الأميركية لكن لا يمكن القول أنها أميركية... لقد أصبحت الثقافة ذاتها سلعة. إننا نجد في الولايات المتحدة القلق نفسه والحيرة والخشية ذاتها الموجودة في فرنسا، ففي الولايات المتحدة ذاتها يثار التساؤل عن التعايش بين الديمقراطية والرأسمالية".
فيما هي وظيفة محطات التلفزيون في مجتمعنا غير تسهيل ضخ المؤتمرات الثقافية عبر بث البرامج الأجنبية والاستفادة منها وتقليدها في برامج محلية، ومع هذه الحال ما هي سبل لممانعة وما هو دور المحطات الرسمية والملتزمة وما هو مستوى أدائها ومقاومتها.
* الهوية الوطنية:
بناءً على ما أشرنا إليه في كلامنا عن الدور والوظيفة، ومع تعدد المحطات التلفزيونية وعدم الحياد فيها وفي ظل صراعنا مع العدو الإسرائيلي وفي ظل سعينا لتشكيل وطن مقاوم ومتعاون مع القوى والدول الممانعة للتطبيع مع "إسرائيل" كيف نحافظ على سلامة الهوية الوطنية واستقلالها، وثمة رأسماليين كبار يديرون محطات تلفزيونية ببث متواصل لا يمانعون بل يحضرون أنفسهم للاستفادة من فرص "التسوية أو السلام" وأي هوية وطنية تحمل مثل هذه المحطات محلياً وعربياً.
* القضايا الاجتماعية والوطنية والدينية:
استكمالاً للنقطة السابقة كيف تقدم المحطات التلفزيونية قضايانا وكيف تريدنا أن نعيش مناسباتنا: شهر رمضان مثالاً وفق قيم الإسلام أم وفق قيم التسلية واللهو والجوائز التي تجذب أعداداً كبيرة وجديدة ترفع من قيمة إعلاناتها فتعيد إنتاج تمويلها وإشباع رغبة رؤوس الأموال.
* العلاقة بالمجتمعات الأخرى:
أيضاً وأيضاً كيف تقدَّم لنا صورة ما يجري في عالمنا العربي والإسلامي وما يجري في غيرهما من أنحاء العالم، وما هو المدى الذي تقدمه عن المظلومين والمستضعفين والمشاكل العالمية، وما هي نسبة هذه القضايا في برامج التلفزيونات إلى برامج اللهو والتسلية وأصحاب القصور والإعلاميين والعلاقات الفاسدة والعنف، فضلاً عن قياس النسبة إلى البرامج التربوية والتعليمية التي تفيد في تحضير الأجواء لتوليد عظماء ومخترعين؟
إلى أين تأخذنا هذه المقدمات؟ هل إلى العودة للتحريم أو أن ثمة فرصة إيجابية؟
تربوياً نحن مطالبون بتخفيف ومحاولة عصمة أنفسنا ومن حولنا من الوقوع في الآثام والأخطاء، ولذلك علينا مراعاة السنة الإلهية في تقديم البدائل المحللة لما هو محرم، وإذا كان ثمة بدائل محللة لما هو محرم فمن المنطقي أن يكون للبديل أكثر مواصفات المبدل منه، ولكن هذا لا يعني إننا مطالبون بتقديم بديل كامل لأنّ ذلك أيضاً غير منطقي ولا سليم بناءً على ما لاحظنا من آثار موضوعية يقول بها حتى غير المسلمين أو المتدينين على جسم ونفس الإنسان، ولذلك قلنا أن المطلوب مقياس جديد للدور وللوظيفة على مستوى رسالي، ووضع الجهاز ومحطة البث والإعداد في سياق العملية التربوية التي يقررها الدين، وأن يكون التلفزيون موجوداً على مكانته وليس على حساب المسجد والمدرسة والاجتماع الأسري أو الاجتماع المدني. على كل فرد منا أن يعيد تقييم علاقته وعلاقة أسرته ومعارفه بهذا الجهاز، ويلاحظ ذلك بعلاقته بالعناوين الأخرى التي ذكرناها، والعلاج باليد وليس مستحيلاً. وهذا مطلوب أيضاً من القيمين على التلفزيونات العامة والخاصة.