قاسم بيضون(*)
منذ نشأتها، والهيئة الصحيّة الإسلاميّة تبذل جهودها من أجل سلامة المواطن وصحّته. وفي ظلّ ضعف الأداء الرسميّ حول بعض القضايا الصحيّة، شحذت الهيئة الصحيّة همّة كوادرها لتلبّي الحاجات الاجتماعيّة والنفسيّة لعموم الناس، وبالأخصّ لمستفيديها وجمهورها. ومن المشاريع التي كانت الهيئة الصحيّة سبّاقة إلى إعدادها وتنفيذها، برنامج متكامل لمعالجة مشكلة سلامة الغذاء، والمشكلات الصحيّة الناتجة عنها.
•تنمية اجتماعيّة مستدامة
منذ إجراء أوّل مسح ميدانيّ على المطاعم في الضاحية الجنوبيّة، نما المشروع وبات برنامجاً متكاملاً يغطّي مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة لبيروت؛ برنامج يبدأ بتدريب المراقبين الصحييّن نظريّاً وعمليّاً، ويشمل جولات ميدانيّة على المنشآت الغذائيّة، ولا ينتهي بالتصنيف الأوّليّ والنهائيّ لهذه المؤسّسات من حيث كفاءتها في تطبيق المعايير المعتمدة لسلامة الغذاء؛ فالمشروع الذي أعدّته وأطلقته مديريّة الصحّة الاجتماعيّة في الهيئة الصحيّة الإسلاميّة، وتبنّت تطبيقه البلديّات والاتّحادات البلديّة، لهو من المشاريع الرئيسة في التنمية الاجتماعيّة المستدامة، وقد بدأ ولن ينتهي، إن شاء الله.
•فريق متخصّص
مع تغيّر أنماط الحياة وتسارع وتيرتها، بات الكثير من الناس يعتمدون في غذائهم بصورة أساسيّة على تناول الطعام خارج المنزل، مع جهلهم التامّ بما يدور خلف كواليس التحضير والتصنيع. والكثير منهم يأكلون دون أن تتبادر إلى أذهانهم كيفيّة إعداد الوجبات أو نظافة العاملين في المطاعم، أو حتّى سلامة الغذاء نفسه وصحّته.
بناءً على ذلك، أُطلق برنامج سلامة الغذاء الذي يهدف إلى الحدّ من تعرّض الغذاء المقدّم مباشرةً إلى المستهلك للملوّثات الناتجة عن الإجراءات غير الصحيّة من قِبل العاملين في تحضير هذه المواد وتخزينها. ولهذا الغرض، قامت الهيئة بتأهيل فريق متخصّص يمتلك من الكفاءة العلميّة والخبرة العمليّة والشهادات المحلّيّة والعالميّة ما يمكّنه من تقديم نموذج رائد في عالم سلامة الغذاء، والعمل مع السلطات المحلّيّة لرفع مستوى الوعي ونشر ثقافة سلامة الغذاء في مجتمعاتنا.
•برنامج متكامل
منذ العام 2008م ولغاية اليوم، عملت الهيئة الصحّيّة، بالتعاون مع أكثر من 100 بلديّة واتّحاد بلديّ في مناطق البقاع والجنوب والضاحية، على برنامج سلامة الغذاء، مستهدفةً أكثر من 3800 منشأةٍ غذائيّةٍ حيويّة. وأقامت عشرات الورش التدريبيّة لمراقبي البلديّات والاتّحادات الذين وصل عددهم إلى أكثر من 70 مراقباً في مختلف المناطق.
وتعمل الهيئة الصحيّة اليوم على استكمال نشر الثقافة والوعي في ما يخصّ سلامة الغذاء من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعيّ والفضاء الافتراضيّ، عبر سلسلة من المواد التثقيفيّة والورش التوعويّة. ونطمح في أن تُستكمل هذه الجهود بتحقيق هدفنا بحماية مجتمعنا وأهلنا من المخاطر المتعلّقة بالأمراض المنقولة غذائيّاً أو عبر المياه الملوّثة. ولهذا الغرض، تضع الهيئة الصحيّة العديد من الخطط المستقبليّة، والتي سيُعلن عنها في وقتها إن شاء الله.
•مواكبة التطوّر
مع تطوّر المشروع واتّساع رقعة انتشاره بين المناطق المختلفة جنوباً وبقاعاً، وبعد أن ضمّ نطاقه العديد من الاتّحادات والبلديّات، عمل القيّمون عليه على مواكبة التطوّر الذي يطرأ عالميّاً في سلامة الغذاء، وقاموا بدراسات معمّقة للمعايير الدوليّة في جميع المجالات والمحاور، والتي تصدر فيها رسائل الأبحاث من المنظّمات العالميّة.
•نصائح لحفظ الطعام رغم انقطاع الكهرباء
في ظلّ الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائيّ، وخطورة هذا الأمر على عمليّة حفظ الأطعمة بشكل خاصّ، نقدّم إليكم مجموعة نصائح في كيفيّة التعامل مع الطعام في ظلّ هذه الأزمة:
1- يجب ترك باب البرّاد والثلاجة مغلقاً قدر الإمكان للحفاظ على درجة البرودة الداخليّة. بشكل عام، يبقى الطعام داخل البرّاد بارداً لمدّة 4 ساعات إذا لم يفتح بابه. إذا بقيت الثلاجة مغلقة، ستحافظ على درجة الحرارة الداخليّة لمدّة 48 ساعة تقريباً إذا كانت ممتلئة بالكامل، ومدّة 12 ساعة إذا كانت نصف ممتلئة.
2- ضرورة وجود ميزان حرارة داخل البرّاد والثلاجة؛ لأنّه سيشير إلى الحرارة الداخليّة أثناء انقطاع الكهرباء، ما يساعد في تحديد إذا ما زال الطعام آمناً في الداخل، بالتالي كيفيّة التصرف حياله.
3- الاحتفاظ بقوالب ثلج (أكياس، قوارير...) لحفظ البرودة في حال انقطاع الكهرباء، للمحافظة على حرارة 4 درجات مئويّة.
4- عدم تكديس الأطعمة داخل البرّاد لضمان عمليّة التبريد الجيّد فيه، وخصوصاً خلال هذه الفترة.
5- حفظ الطعام في البرّاد في أوعية محكمة الإغلاق، مع تدوين تاريخ انتهاء الصلاحيّة عليها.
6- عند وجود أكثر من ثلاجة في المنزل، يُفضّل وضع الأطعمة التي تتلف بسرعة في ثلاجة واحدة.
7- التقليل من شراء الأطعمة التي تحتاج إلى تبريد تجنّباً لتلفها (اللحوم، والدواجن، ومشتقّات الحليب....)، وتحضير الأطعمة على قدر الحاجة اليوميّة.
8- التخلّص من الطعام الفاسد نتيجة انقطاع التيار الكهربائيّ، وعدم تذوّقه لتجنّب الإصابة بالتسمّم الغذائيّ أو أيّ مرض قد تسبّبه هذه الأطعمة.
(*) مدير مديريّة الصحّة الاجتماعيّة، في الهيئة الصحيّة الإسلاميّة.