مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

مشكاة الوحي: النقد

 


قال تعالى:  ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ (التوبة/122).

من الضروري للإنسان. بشكل عام. أن يحمل روح النقد، والنقد لا يعني إظهار العيوب أو كشف السلبيات وإنما يعني وضع الشيء تحت المحك لتشخيص حسنه من رديئه، فمثلاً لو أراد أحد أن ينتقد كتاباً معيناً فلا يعني هذا أنه يريد كشف سلبياته بل يعني أنه يريد إظهار العيوب والسلبيات من جهة، والمحاسن والإيجابيات من جهة أخرى، ولا بد للإنسان أن يكون ناقداً لكل ما يسمعه من الآخرين، وبعبارة أخرى يكون مراقباً ومحللاً لكلامهم، وليس من المستحسن له أن يقبل كلاماً أي كلام ثانٍ بمجرد ذيوعه في الوسط الاجتماعي وشهرته بين الناس حتى إذا كان كلاماً جميلاً عذباً، فالإنسان يجب أن يكون ناقداً في كل الأحوال لا سيما فيما يخص أمور الدين.

يقول لارسول الأعظم صلى الله عليه وآله: "اعرضوا حديثي على القرآن فإن وافقه فخذوه وإلا فدعوه" وما هذا إلا لون من ألوان النقد. وهناك حديث نقله أئمتنا (عليهم السلام) ومضمونه تقريباً: أنتم تتعلمون العلم ولكن الأصل أن تكونوا نقّاداً، أي تتفتق عندكم قابلية الانتقاد، ولا تقلّدوا القائل تقليداً أعمى صالحاً كان أو غير صالح، ووردت في هذا الحديث عبارة "كونوا نقادا".
وهنا حديث آخر يتعلق بأصحاب الكهف الذين ورد ذكرهم في القرآن حيث قال تعالى:  ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾.

فيقال مثلاً إنهم كانوا صيارفة ولكن ليسوا صيارفة بالمعنى المتداول اقتصادياً كما ظن البعض بل «كانوا صيارفة الكلام» كما ورد على لسان أئمة أهل البيت عليهم السلام وليسوا صيارفة الذهب والفضة، وبعبارة أخرى: أنهم كانوا حكماء علماء، وبما أنهم كانوا حكماء لذلك كانوا يتفننون في قياس ومناقشة ما يعرض عليهم من كلام، والتفقه في الدين الذي ورد في قوله تعالى:  ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾. إن الإنسان المتفقه يجب أن يكون ناقداً إلى الحد الذي يكون فيه قادراً على تحليل كل ما يطرح وله علاقة بالدين.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع