•11 تشرين الثاني: يوم شهيد حزب الله
"أتوجّه بالتحيّة إلى عوائل الشهداء، الذين هم بعد الشهداء يَأتون بهذه الدرجة من الفضل بِعطائهم وبصبرهم وبثباتهم وبإرادتهم وبوفائهم وباحتسابهم لهؤلاء الشهداء عند الله سبحانه وتعالى، بثقافتهم الزينبيّة التي استمدّت من زينب عليها السلام قولها: "ما رأيتُ إلّا جميلاً"، بإصرارهم على مواصلة هذا الطريق، بإرسالهم لبقيّة أعزّائهم لِيواصلوا طريق أبنائهم وأعزّائهم الشهداء، هؤلاء عوائل الشهداء هم فخرنا الكبير والعظيم، الذين نَعتزّ ونَفتخر بهم، ونَشعر بقوّتهم المعنويّة والبشريّة، وبحاضنتهم الدافئة لهذه المقاومة، على الرغم من الصعوبات التي تَنشأ لديهم نتيجة فَقد هذا العزيز أو استشهاده أو صعوبات الحياة. لهم منّا كلّ التحيّة والسلام والتعبير عن الحبّ والاحترام الشديد"(1). سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله).
•8 ربيع الآخر عام 232 للهجرة: ولادة الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام
بشّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بولادة الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام، فعن الإمام عليّ عليه السلام، قال: "دخلتُ على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لي: "وأنّ اللّه تبارك وتعالى ركّب في صلبه [أي الإمام الهادي عليه السلام] نطفةً، وسمّاها عنده الحسن، فجعله نوراً في بلاده، وخليفةً في أرضه، وعزّاً لأُمّة جدّه، وهادياً لشيعته، وشفيعاً لهم عند ربّه..."(2).
ولقد أرشد الإمام الهادي عليه السلام مواليه إلى الإمام بعده، وأنّه الملجأ والمسؤول؛ فكتب عليه السلام لأحدهم: "أبو محمّد ابني أصحّ آل محمّد غريزةً، وأوثقهم حجّةً، وهو الأكبر من ولدي، وهو الخلف، وإليه تنتهي عُرى الإمامة وأحكامها، فما كنتَ سائلي عنه فاسأله عنه، فعنده ما تحتاج إليه"(3).
•10 ربيع الآخر عام 201 للهجرة: وفاة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام
"لمّا أخرج المأمون عليّ بن موسى الرضا عليه السلام من المدينة إلى "مرو" في سنة مئتين، خرجت فاطمة أخته في سنة إحدى ومئتين تطلبه، فلمّا وصلت إلى "ساوة" مرضت، (...) ولمّا وصل خبر وصولها إلى قمّ، اتّفق آل سعد وخرجوا إليها أن يطلبوا منها النزول في بلدة قمّ، فخرج من بينهم موسى بن خزرج، فلمّا وصل إليها أخذ بزمام ناقتها، وجرّها إلى قمّ، وأنزلها في داره، فكانت فيها ستّة عشر يوماً ثمّ مضت إلى رحمة الله ورضوانه، فدفنها موسى بعد التغسيل والتكفين في أرض له، وهي التي الآن مدفنها، وبنى على قبرها سقفاً من البواري إلى أن بَنَت زينب بِنْت الجواد عليه السلام عليها قبّة"(4).
ويروى أيضاً: أنّه لمّا توفّيت فاطمة وغسّلوها وكفّنوها، ذهبوا بها إلى بابلان ووضعوها على سرداب حفروه لها، فاختلف آل سعد بينهم في من يدخل السرداب ويدفنها فيه، فاتّفقوا على خادم لهم شيخ كبير صالح يقال له: "قادر"، فلمّا بعثوا إليها رأوا راكبَين سريعَين متلثّمَين يأتيان من جانب الرملة، فلمّا قربا من الجنازة نزلا وصلّيا عليها ودخلا السرداب، وأخذا الجنازة فدفناها، ثمّ خرجا وركبا وذهبا ولم يعلم أحد مَن هما(5)...
1.من كلمة سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله) في يوم الشهيد 11/11/2020م.
2.إعلام الورى بأعلام الهدى، الطبرسيّ، ج2، ص189.
3.الإرشاد، المفيد، ج2، ص319.
4.بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 57، ص 219.
5.(م.ن)، ج 48، ص 290.