مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

احذر عدوك: العدوّ والفضاء الافتراضيّ(1) 

 

إنّ شبكات التواصل الاجتماعيّ هي مجموعة من المواقع على شبكة الإنترنت العالميّة، التي تتيح التواصل بين الأفراد الذين يشتركون في الاهتمامات والميول، من خلال الرسائل والتعليقات داخل مجتمع افتراضيّ إلكترونيّ، وتمكّن من الاطّلاع على الملفّات الشخصيّة ومعرفة الأخبار والمعلومات المتاحة للعرض والنشر العام.


•"وادي السيليكون"
تتجمّع الكثير من شركات المعلومات والاتّصالات الأمريكيّة العاملة في مجال التقنيّات المتقدّمة في مجمع ضخم في وادي السيليكون (Silicon valley) في منطقة خليج سان فرنسيسكو جنوب كاليفورنيا، وتتّخذها مركزاً لمقرّاتها الرئيسة، وهي أهمّ منطقة وموقع لصناعة تكنولوجيا أجهزة الكومبيوتر والاتّصالات الأمريكيّة والعالميّة. وتمثّل اليوم العاصمة التقنيّة للكرة الأرضيّة. وقد استثمرت فيها أفضل المهارات والعقول التقنيّة الأمريكيّة والغربيّة والآسيويّة.

•إدارة الصراعات
تُعدّ شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعيّ من أبرز نماذج التطوّر التكنولوجيّ الجديد في العصر الحديث. ومن خلال دورها كمنصّة لجمع المعلومات، والاستهداف المعلوماتيّ، والعمليّات الإلكترونيّة، والحرب النفسيّة، والقيادة والتحكّم، تحوّلت إلى وسيلة فاعلة في إدارة الصراعات. وقد تحوّل مهندسو "وادي السيليكون" إلى وسطاء قوّة عالميّين، يقومون بإنتاج الوسائل التقنيّة العالية الجودة والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا. وتشكّل قراراتهم ساحة المعركة الحاليّة التي يتقرّر فيها مصير كلّ من الحرب والسياسة العالميّة. وقامت الدول الكبرى بتوظيف هذه القدرات لتأمين الإمكانات والوسائل لتحقيق الهدف من الحرب وهو النصر على العدوّ باستنزافه من بعيد.

•معركة غير عسكريّة
من هنا، يُعدّ الفضاء الافتراضيّ وعالم الإنترنت في القرن الحادي والعشرين ساحة معركة وليس رسولاً للسلام والتفاهم فحسب، وإنّما هو منصّة لتحقيق أهداف الأطراف المتصارعة. وهذا هو النوع الجديد للحروب، وأسلحته الفتّاكة هي الموادّ والمعلومات التي تُنشر بأهداف محدّدة؛ فينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ الصراع العنيف في حروب الرأي، ولا يكون في هذه الحرب الجديدة أرض محايدة؛ بل يكون الجميع فيها جزءاً من المعركة، ومحاطين بكمّ كبير من المعلومات التي يكون بعضها المرئيّ وغير المرئيّ صحيحاً وبعضها كاذباً.

لم تعد مهاجمة عقل العدوّ وقواه البشريّة تتطلّب عمليّات قصف ضخمة، بل كلّ ما يتطلّبه الأمر هو هاتف ذكيّ، والتفاعل مع الدعايات والمعلومات التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعيّ بكثافة، وتستهدف التأثير في مستخدمي وسائل التواصل والإنترنت للتلاعب بالحقائق والأحداث والتحيّزات لديهم للتأثير في أفكارهم، وتوجّهاتهم، واختياراتهم، وتوظيفها في نشر الكراهية بين الشعوب المتنافسة، وبثّ أفكار الفرقة، التي تؤدّي إلى انعدام الثقة، فيؤدّي ذلك إلى نشوب حروب بين البلدان، أو اضطرابات وشقاق داخل البلد الواحد، وتحقيق الأهداف الاقتصاديّة والسياسيّة والاستعماريّة للحرب دون إطلاق رصاصة واحدة، ودون أيّ خسائر. مضافاً إلى أنّ هذه الوسائل تمكّن الحكومات من استخدام طرق جديدة للتأثير في الشعب والسيطرة عليه، أو استخدامه لقمع خصومها المحلّيّين، وتشويه صورتهم من خلال قوّة "التضليل"، بالاستفادة من وسائل الإعلام الاجتماعيّة. ويمكن استخدامها لتجنيد أفراد للقيام بهجمات إرهابيّة ضدّ الدول المنافسة، كما حصل في تجنيد "داعش" وغيرها من المنظّمات التكفيريّة الإرهابيّة للهجوم في العراق وسوريا وغيرهما.

•عيون العدوّ الإلكترونيّة
1- وحدات ومراكز متخصّصة

يمتلك العدوّ الإسرائيليّ قدرة ضخمة في مجال عمليّات السايبر. وقد أنشأ مكتب "السايبر الوطنيّ" التابع لمكتب رئيس الحكومة، لتطوير التكنولوجيا، والموارد البشريّة، والتعاون الدوليّ. وقد استحدثت استخبارات العدوّ الإسرائيليّ وحدة متخصّصة بحرب الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات أُعلن عنها العام 2011م، وسُمّيت وحدة (8200)، ودُمجت مع مديريّة (C4I) للقيادة والسيطرة، وأجهزة الكمبيوتر، والاتّصالات، والاستخبارات، لتصبحا قوّة واحدة، وأُسند إليها مهمّة تطوير القدرات والقيام بعمليّات "يوك الهجوميّة". 

وأنشئ في وحدة سلوك الجمهور التابعة للوحدة المركزيّة لجمع المعلومات الاستخباراتيّة (8200) مركز يسمّى سينغ، وهو مركز لجمع المعلومات وإجراء الأبحاث لدراسة سلوك الجمهور. ويضمّ هذا المركز عشرات الباحثين الذين يرصدون ويحلّلون المعلومات العلنيّة في العالم العربيّ. وتلجأ استخبارات العدوّ الإسرائيليّ إلى تجنيد ضبّاط ذوي خبرة في مجالَي علم الاجتماع وسيكولوجيا الجماهير والأنثروبولوجيا.

2-شريك "فايسبوك"
أعلنت فايسبوك أنّه عُيّن المُدير العام السابق لوزارة العدل الإسرائيليّة كعضو في مجلس الإشراف الجديد فيها، إذ سيقوم هذا المجلس، بشكل فعّال، بتحديد المحتوى الذي يتعيّن مراقبته أو السماح به على منصّة وسائل التواصل الاجتماعيّ. وقريباً ستشمل هذه المنصّة إنستغرام وواتس أب، وهذا يعني أنّ العدوّ الإسرائيليّ قد صار شريكاً مع هذه المؤسّسات في جمع المعلومات لصالحه وصالح الإدارة الأمريكيّة عن البلدان المستهدفة من قبلهم.

3- موقع "شباب حرّ"

وكشفت صحيفة "لاتريبيون الفرنسيّة" أنّ ضابط الاستخبارات الإسرائيليّ "أدون وردان" أطلق موقع "شباب حرّ"، الذي استقطب أكثر من 10 ملايين زائر من بلدان العالمَين العربيّ والإسلاميّ منذ انطلاقته العام 2003م. وأشارت تقارير صهيونيّة عدّة إلى أهميّة دراسة مواقع التواصل الاجتماعيّ في المدن اللبنانيّة لبحث سُبل التأثير في رأي الناس في الأحداث الجارية، وخاصّة في الصدامات بين "حزب الله" ومعارضيه في لبنان. 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع