الدكتور سمير نعيم(*)
* تعريف:
أصبحت السُمنة في عصرنا الحالي عاملاً أساسياً في قائمة الأمراض المؤدية إلى الموت
وقد نشرت منظمة الصحة العالمية WHO في عام 1989 أنَّ السُمنة تؤدي بحياة ملايين من
الناس إلى الموت المُحتَّم.. وهذا يدفعنا مباشرة إلى التحقق من طبيعة الغذاء
وسلامته وكميته ونوعيته واختلافه بإختلاف الشعوب والمناطق واعتباره المسؤول عن
السُمنة إذا أسيئت طريقة التعامل معه، حيث يعتقد كبار العلماء في أميركا وأوروبا أن
الغذاء المثقل بالمواد الدسمة مضافاً إليها الكحوليات مع قلة الحركة والرياضة هي من
أهم أسباب السُمنة التي تؤدي في البداية للإصابة بأمراض خطيرة أهمها:
- ارتفاع الضغط الشرياني.
- داء السكري.
- التصلب الشرياني.
- إضطرابات قلبية ودورانية وهضمية.
- ارتفاع كمية الكوليسترول والتريغلسيريد.
- ارتفاع حمض البول وتسبّبه بالنقرس مع آلام ظهرية نتيجة شد العضلات.
- الضعف الجنسي المؤقت عند الرجال وفقدان الرغبة الجنسية عند النساء.
* تشخيص السُمنة وتحديد الوزن المثالي:
بعد هذا التعريف يمكننا أن نُشخِّص السُمنة بكل تحديد وإيجاز أنها زيادة في الوزن،
ولكن لهذه الزيادة جدوى قد تكون مقبولة وأخرى غير مقبولة فما هو معروف أن كل زيادة
2 كغ من الوزن تُنقص سنة من العمر وعليه فإنَّ الذين نسبة زيادة الوزن لديهم تبلغ
حوالي 20% يكون وضعهم غير مقبول ومعدل الوفيات النسبي لديهم يبلغ حوالي 30% بينما
إذا زادت النسبة عن ذلك يصبح الوضع في مرحلة الخطر. وللوصول حسابياً إلى الوزن
المثالي نقوم بما يلي:
شخص طول 172سم ما هو الوزن المثالي له؟
172 سم - 100 = 72 كغ وهو الوزن الطبيعي.
ولاستخراج الوزن المثالي نقوم بالتالي: 72 - 10% = 62,8 كغ الوزن المثالي.
* أسباب السُمنة:
هناك شيء معروف بأن الجسم يحتاج إلى الغذاء المتنوع وذلك لأن البروتينات لها وظيفة
بناء الجسم وصيانته والفيتامينات مع الأملاح المعدنية وظيفتها تنظيم وظائف الأعضاء
وحماية الجسم من الأمراض أما السكريات والدهون فتعمل على تزويد الجسم بالطاقة
والحرارة، فإذا كانت المواد الغذائية غير متوازنة الكمية والنوعية تضطرب مباشرة
عمليات الاستقلابات والتمثيل الغذائي وهنا يكمن السر في عملية السُمنة فهي زيادة في
تناول مواد غذائية فوق طاقة الجسم الذي يعمل على تخزينها بمناطق مختلفة من الجسم
كشحوم تحت الجلد أو في الخلايا الشحمية تحت الجلد أي ما يسمى بالسيللوليت وتختلف
هذه المناطق التخزينية بين الذكور والإناث ففي الذكور يتركز التخزين وبالتالي
السُمنة في البطن (الكرش) بينما عند الإناث يتركز في الحوض والفخذين.
* الأسباب الحقيقية للسُمنة:
أ - سُمنة وراثية من الأهل.
ب - سُمنة مرضية ناتجة عن قصور غددي درقي.
ج - سُمنة بسيكولوجية نفسية (سُمنة الأزمات العصبية).
د - سُمنة العادات والتقاليد (وأعتقد أن هذه بحاجة إلى تفسير أكثر مما سبق) وأعني
بهذه السُمنة أن الطفل يرث تربية الشره للطعام التي يتعلمها من أحد والديه أو
كلاهما وكذلك طبيعة الطعام الذي يقوم بتغليب المواد السكرية والدهنية على غيرها،
أضف إلى ذلك، قلة الحركة بسبب نمط الحياة الحديثة المرفهة حيث يقول العالم Hauser (إن
الأشخاص الذين يرثون البدانة عن والديهم قليلون جداً بالنسبة للذين يرثون الشراهة
للطعام عن والديهم). كما إن أسلوب التغذية للأطفال منذ الصغر مهم جداً بالنسبة لنا،
فمثلاً تقوم التغذية في بلادنا على عملية (علف الطفل) أي تقديم الحليب بالرضاعات
مضافاً إليه السكر، كذلك التركيز في الغذاء منذ الطفولة على المواد النشوية حتى
يصبح الطفل سميناً (طفل مثالي بنظر المجتمع) وهذا يؤدي إلى أمرين:
أن تصبح السكريات والنشويات والدهنيات أساسية عند الطفل. الكميات الكبيرة في الوقعة
الغذائية تصبح واقعاً في حياته. ومن هنا أصبحت التغذية الحالية تقوم على عدم إضافة
السكر إلى الحليب الجاهز للأطفال وضبط كمية الوقعة الغذائية للطفل وتنويعها له ومن
ثم محاربة السكر والملح، وكذلك حذف كمية كبيرة من النشويات والسكريات والتركيز على
المواد البروتينية.
* كيف نتعامل مع السُمنة؟
نولي في معالجة السُمنة أهمية كبيرة لكل شيء في حياة البدين وهنا يجب الإعداد لهذه
المرحلة بشكل دقيق على الشكل التالي:
1 - يجب تحديد الأمراض المرافقة للسُمنة في الحالة الراهنة وعلاجها سريعاً.
أ - البحث ما إذا كان هناك سكري.
ب - مناقشة حالة الضغط الشرياني والبدء بعلاجه سريعاً.
ج - السؤال عن حالة الهضم المعدي المعوي وما إذا كان هناك التهاب في المعدة أو قرحة
كذلك في الأثني عشرية، وكذلك الاضطرابات المعوية (القولون) وعن حالة الإمساك إذا
كانت موجودة ومعالجتها فوراً.
2 - إجراء فحوصات مخبرية لكل ما سبق وكذلك للكوليسترول والشحميات السكرية (الترايغليسريد)
والأسيد يوريك وعوامل الروماتيزم وغيرها مما تؤثِّر عليه السُمنة.
3 - دراسة مفصلة عن وضع المريض منذ طفولته وحتى اليوم آخذين في الحسبان كيف كان
وزنه منذ الحداثة حتى الآن، وكذلك المواد الغذائية التي يميل إليها وعن طبيعة حركته
وبالتالي علاقته بالرياضة، كذلك وزن والديه وماهية طبيعة المواد الغذائية التي
اعتاد عليها عند أهله.
4 - تحديد نوعية العلاج النباتي والذي يعتبر ثورياً من خلال المعلومات السابقة كافة
إلى جانب الفحص السريري والوزن وقياس المحيطات ويُعمد إلى تحديد شخصية المريض ومن
ثم حرق الشحوم تحت الجلد وكذلك إفراغ السيللوليت من الشحوم وإزالة المياه والسوائل
الزائدة في الجسم، ومن ثم إعداد خطة رئيسية للعلاج وراثياً وغذائياً.
5 - كسب ثقة المريض عبر التعاطف معه في جميع طروحاته ومحاولة إيجاد مخرج لنظام
غذائي يجعله يجلس على الطاولة ليتناول الطعام مع الجميع دون الشعور بالحرمان أو أنه
سجين غذاء خاص.
6 - شرح شامل للمريض عن السُمنة ومخاطرها وسبب حصولها معه، وبالتالي البدء قبل
العلاج بوضعه على نظام غذائي يقوم على الطعام بمقادير معينة من المواد الغذائية عدا
السكريات والنشويات والقيام بحركات رياضية بسيطة ومتدرجة كالمشي بين العادي والسريع
(بطريقة خاصة) وكذلك نط الحبل وبعدها بفترة نقوم بإدخال العلاج النباتي الفرنسي
الحديث الذي يساعده على إقفال شهيته عن الطعام ومن ثم حرق سريع للشحوم والسيللوليت
تحت الجلد بدون أي مضار جانبية على الإطلاق.
ونقوم بمتابعة حالته أسبوعياً بقياس كمية الشحوم وذلك بآلات خاصة، وكذلك بقياس
محيطاته حتى نصل به إلى القوام المناسب دون الاكتراث نهائياً لحالة الوزن، لأن هذا
فيه أموراً كثيرة متداخلة ومعقدة (كأن يكون عظمه عريضاً أو كمية عضلاته كبيرة وضخمة،
أو طبيعة عمله تؤدي إلى ضخامة عضلية تكوِّن لدينا وزناً زائداً كاذباً). ولكن عندما
يصل الشخص إلى القوام المناسب هل نتركه؟ والجواب لا، بل نتابع معه عبر علاج يسمى (كونترول)
يحمي الجسم من السُمنة ويحافظ على الشهية المحدودة، وبالتالي يؤدي إلى صغر حجم
المعدة ونقص الإفرازات الكبدية مما يؤثر على الشخص إذا حاول أن يزيد حجم الوجبة
ويؤدي به إلى عسر هضم يجعله يعود إلى طريقه الغذائي الصحيح، ويجعله يتمتع بحياة
صحية وهادئة بعيداً عن أخطار السُمنة.
* أمراض السُمنة ربو حساسية داخلية