مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نور روح الله‏: دروس من عاشوراء




لقد علّم سيد الشهداء عليه السلام الجميع ماذا ينبغي عليهم فعله في مقابل الظلم والحكومات الجائرة. لقد تمكن سيد الشهداء عليه السلام من خلال تضحيته من إرشاد الجميع على مرّ التاريخ إلى الطريق الصائب الذي ينبغي أن يسلكوه.

*كيفية التصدي للأعداء
لقد علم عليه السلام الناس أن لا يخشوا قلة العدد، فالعدد ليس هو الأساس، بل الأصل والمهم هو النوعية، والمهم هو كيفية التصدي للأعداء والنضال ضدهم والمقاومة بوجههم، فهذا هو الموصل إلى الهدف. من الممكن أن يكون عدد الأفراد كبيراً إلاّ أنّ نوعياتهم ليست بالمستوى المطلوب، ومن الممكن أن يكون عددهم قليلاً لكنهم أقوياء أشداء وشامخو الرؤوس.

*مواجهة حكومة الجور
لقد تعلمنا من الحسين عليه السلام كيفية النضال والجهاد والمواجهة والوقوف بوجه حكومة تعسفية جائرة تسيطر على كل مكان. لقد أفهمنا سيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، أنّ على النساء والرجال ألا يخافوا في مواجهة حكومة الجور. فقد وقفت زينب في مقابل يزيد وفي مجلسه وصرخت بوجهه وأهانته وأشبعته تحقيراً لم يتعرض له جميع بني أُمية طُراً في حياتهم. كما أنها والسجاد عليهما السلام تحدثا وخطبا في الناس أثناء الطريق وفي الكوفة والشام، فقد ارتقى الإمام السجاد سلام اللَّه عليه المنبر وأوضح حقيقة القضية وأكد أن الأمر ليس قياماً لأتباع الباطل بوجه أتباع الحق، وأشار إلى أن الأعداء قد شوهوا سمعتهم وحاولوا أن يتهموا الحسين عليه السلام بالخروج على الحكومة القائمة وعلى خليفة رسول اللَّه!! لقد أعلن الإمام السجاد عليه السلام الحقيقة بصراحة على رؤوس الأشهاد، وهكذا فعلت زينب أيضاً. وهكذا هو الأمر اليوم في بلدنا، فسيد الشهداء عليه السلام قد حدد تكليفنا، فلا تخشوا من قلة العدد ولا من الاستشهاد في ميدان الحرب، فكلما عظم هدف الإنسان وسمت غايته كان عليه أن يتحمل المشاق أكثر بنفس النسبة. وبنفس العظمة التي يتميز بها النصر والجهاد يكون حجم المصائب والتحديات. وينبغي أن لا نتوقع أن لا تمسنا القوى الكبرى التي قطعنا أيديها عن بلدنا وسنقطعها إن شاء اللَّه عن باقي دول المنطقة، وعلينا أن لا نتوقع بعد تحقيقنا لهذه الانتصارات أن نبقى نرفل بالسلامة كما كنا في السابق.

*الصبر على المصائب‏
لقد تعلمنا من الحسين عليه السلام كيفية النضال والجهاد وكيفية المواجهة بين قلة من الناس وكثرة كاثرة، وكيفية الوقوف بوجه حكومة تعسفية جائرة تسيطر على كل مكان، هذه أمور علمها سيد الشهداء عليه السلام لأبناء شعبنا كما أن نجله الإمام السجاد وسائر أهل بيته عليه وعليهم السلام علمونا ماذا ينبغي عمله بعد وقوع المصيبة، هل ينبغي الإستسلام؟ هل يجب التخفيف والتقليل من النضال والجهاد؟ أم علينا أن نقتدي بزينب التي حلّ بها مصاب تصغر عنده المصائب فوقفت بوجه الكفر والزندقة وتكلمت وخطبت كلما تطلّب الموقف وأوضحت الحقائق، تماماً كما مارس الإمام علي بن الحسين عليه السلام دوره التبليغي رغم الذي كان يعاني منه.

*الاستعداد للشهادة
إنكم مكلفون بحفظ هذه النعمة الإلهية وهذه المنحة الربانية، مطالبون بشكر اللَّه عليها، والشكر إنما يتحقق بممارسة التبليغ، بيّنوا للناس وأفهموهم ما فعله سيد الشهداء عليه السلام وما كان يريد تحقيقه والطريق الذي سلكه والنصر الذي تحقق له وللإسلام بعد شهادته، وضّحوا لهم أن ما فعله سيد الشهداء عليه السلام هو الجهاد من أجل الإسلام، وأنه كان يعلم أنه لن يتمكن بما تهيأ له من عدد قليل يقل عن المئة شخص من التغلب على ذلك النظام الظالم الذي يملك كل شي‏ء.إن عليكم أن تدركوا مثلما نهض الحسين عليه السلام وثار بوجه كل تلك الأعداد المدججة بالسلاح حتى استشهد، فعلينا نحن أيضاً أن نثور وأن نوطن أنفسنا للشهادة ونحن مستعدون لذلك.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع