الدكتورة رولى سليمان بردى
مرض التدرن الرئوي (السل) من أقدم الأمراض الجرثوميَّة المُعْدِيَة وأكثرها شيوعاً، ولا زالت الدراسات العلميَّة الخاصة به حديث الساعة. سواءٌ كان ذلك يتعلق بطبيعة انتشار المرض أو طرق تشخيصه أو علاجه أو حتى الوقاية منه. تشير آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية "WHO" إلى وجود إصابة سل جديدة كل 4 ثواني، وموت شخص مصاب به كل 10 ثواني، وهذا يعني إصابة ثلث سكان المعمورة بجرثومة السل ووفاة ما لا يقل عن مليوني مصاب سنوياً وبالتالي فإن هذا المرض يشكل تحدياً خطيراً لسياسات الوقاية الصحية في بلدان العالم الأول والثالث على حدٍّ سواء. ولعل أهم أسباب انتشار داء السل خلال العشرين سنة الأخيرة هو ظهور مرض نقص المناعة المكتسبة )الإيدز HIV) المساعد على الإصابة بالسل، كما يعتبر الفقر وسوء التغذية والتشرد والاختلاط مع أناس مصابين بالسل من العوامل التي تسهِّل الإصابة بهذا المرض.
* آلية العدوى:
جرثومة السل (Bacille de kockh) هي نوع من البكتيريا (Atypieal Mycobacteriae) تنتقل عن طريق رذاذ اللعاب المنبعث من الجهاز التنفسي خلال عملية التنفس والمندفعة بقوة أثناء السعال، وهذا يعني أن أهم طرق العدوى هي استنشاق القطرات المشبعة بالجرثومة الموجودة في إفرازات الشخص المصاب. لذلك يؤدي وجود أشخاص يعيشون تحت سقفٍ واحدٍ وفي أماكن ضيقة قليلة الإنارة والتهوئة إلى انتقال العدوى بطريقة أسرع.
* مراحل وعوارض:
يمر مرض التدرن الرئوي بعدة مراحل تطورية ترافقها عوارض سريرية ومخبرية خاصة تساهم في تشخيص المرض وعلاجه:
مرحلة الركود Latente Tuberculosis فقد يحمل المصاب الجرثومة سنوات بدون وجود عوارض سريرية (أغلب الإصابات تحدث عند الطفولة وتعبّر عن نفسها بعد عدة سنوات).
مرحلة فعالة Active Tuberculosis تحدث فجأة أو خلال فترة إجهاد أو نقص مناعة وظهور العوارض يكون:
أ- بشكل خاص: سعال يترافق مع بصق دم.
ب- بشكل عام: وهن، فقدان الشهية، فقدان وزن، حرارة ليلية (حمى) تعرق ليلي.
* عدة طرق للكشف عن مرض السل:
-الكشف المباشر للجرثومة:
1- دراسة مجهرية للبصاق (الإفرازات).
2- زرع على وسط لوفينشتان Loweinstein (طريقة تعطي النتائج بعد فترة طويلة).
3- دراسة المكونات الجينية للبكتيريا PCR (طريقة مستحدثة تعطي النتائج بعد 24 ساعة).
* دراسة آثار الجرثومة على الجهاز التنفسي:
1- صورة إشعاعية تظهر أماكن تكاثر وتجمّع الجرثومة.
2- اختبار السل الجلدي PPD test الذي يعطي فكرة عن مناعة الجسم ضد مرض السل، يجرى هذا الاختبار عبر حقن كميات بسيطة من بعض البروتينات المكونة لجرثومة السل تكون قادرة على إحداث تذكير لمناعة الجسم ضد مرض السل (تحت الجلد في اليد بواسطة إبرة خاصة) يتم ترقب نتيجة الفحص خلال 48 إلى 72 ساعة (ظهور أي احمرار أو تدرن في منطقة الحقن أي الفحص، يقاس حجم تفاعله) تدرس كل حالة حسب ظروف ومعطيات المريض، وتفسيرها يكون حسب قواعد علميَّة تحدد درجة ونوع الإصابة تبعاً لعدة عوامل مؤثرة.. ويكتسب هذا الفحص أهميته عند الأطفال خاصةً لعدم قدرتهم على البصق والتعاون من أجل الحصول على عينة للزرع.
* العلاج:
علاج السل منذ أوائل الخمسينات أضحى ممكناً بفضل اكتشاف المضادات الحيوية؛ فلم يعد ذلك المرض المخيف خاصة بعد استخدام مجموعة من المضادات الخاصة على شكل بروتوكولات تحدد حسب البلد والحالة مميتاً، غير أنه في العشرية الأخيرة دق ناقوس الخطر وذلك بعد ظهور بكتيريا سل مقاومة للمضادات Multidrug Resistant Strains تسبب فشل في علاج بعض الحالات وتهدد بارتفاع نسبة الإصابات بهذا المرض القديم الحديث.. وعليه بات من الأكيد وجوب إيجاد استراتيجيات كشف مبكر لمرض السل، وتطوير طرق الوقاية منه، ومعالجة جميع الحالات بطريقة صحيحة وجديّة.
* الوقاية:
حتى يومنا هذا يوجد لقاح واحد متوفر ضد مرض السل BCG vaccine يلقح به الأطفال عند الولادة مرة واحدة وعند الدخول إلى المدرسة في بعض البلدان. اختلفت الدراسات الميدانية حول أهميته وضرورة استعماله إلا أنه مما لا شك فيه هو قدرته على الحماية من الحالات الخطيرة لمرض السل في عمر السنة وهو يعطى عن طريق حقنه بالإبرة في زاوية الذراع عند الكتف يترك إجمالاً ندبة مدى الحياة. مرض السل شأنه شأن الأمراض المعدية المشابهة له بطرق انتقال العدوى أما من حيث الإجراءات الوقائية:
-تجنب السكن ضمن منطقة سكنية مزدحمة ومكتظة بالسكان وذات أبنية معدومة الأهليّة والمواصفات الصحّية.
-تعريض البيت للتهوية بشكل يومي مع المحافظة الدائمة على نظافته.
-تأمين التغذية الجيدة.
-المراقبة الصحية لكافة أفراد الأسرة: إعطاء اللقاحات اللازمة بانتظام.
في حال وجود مصاب:
-عدم استعمال أواني المصاب (تناول الطعام بنفس الملعقة والصحن أو الشرب بنفس الكوب).
-عدم استخدام مناديل سواء الورقية (المحارم) أو غيرها المصاب وكذلك ارتداء ملابسه.
-تجنب التعرض المباشر لتنفس المصاب وإفرازاته.
* العناية بالمصابين:
-إبعاد المصاب عن المقربين (يفضل معالجته ضمن مصحة خاصة).
-تأمين الراحة اللازمة له.
-تغذيته بشكل جيد، إعطائه السوائل والعصير.
-إعطائه العلاج الموصوف من قبل الطبيب بانتظام.
ملاحظة: يجب الانتباه إلى كيفية التعامل مع المصاب وعدم إشعاره بأنه شخص غير سليم لا يمكن شفائه وإلى أن مرضه صفة ملازمة له حتى بعد شفائه منها...
*****
* التفاح
هو من أفضل الفواكه وأكثرها نفعاً سواء على صعيد التغذية أو على صعيد العلاج.
-المكونات الغذائية
يوجد في كل 100 غرام من التفاح:
- 90 وحدة من فيتامين A.
- 40 وحدة من فيتامين B1.
- 20 وحدة من فيتامين C.
كما يحتوي على:
- 12% من السكر و9% من سكر العنب وسكر الفواكه.
- 85 % من الماء.
- 10 % من البروتين.
- 3% مواد دهنية و9% سليولوز و4% بكتين و8% أحماض عضوية.
أيضاً يوجد في التفاح أملاح معدنية مهمة مثل البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم المنغنيز التي تساهم في تغذية الخلايا ونموها كما يحتوي على مقادير قليلة من الكلور والمنغنيز والحديد والفوسفور والكوبالت والكبريت وغيرها...
* الفوائد
هو منشط فعال للأمعاء، يكافح الإمساك المزمن والإسهال عند الأطفال وحصى الكلى والحالبين والمثانة، ينشط الكبد، يهدى السعال ويخرج البلغم، يسهل إفراز غدد اللعاب والأمعاء والكبد، ينشط القلب، يخفف من آلام الحمى والتهاب الأعصاب ..يصون الأوعية الدموية ويحمي الأسنان من النخر.. ينصح بتناوله بقشره والإكثار من أكله لكل الناس ما عدا المصابين بمرض السكري (ينصح لهم بتناول تفاحة واحدة في اليوم) والمصابين بعسر الهضم والذين يشكون من حرقة في المعدة.