مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آداب ومستحبات‏: عيادة المريض‏

السيد سامي خضرا

 



من المستحبات المؤكدة "عيادة المريض" المسلم، أي زيارته وتفقدُّه ومواساته، وينبغي أن يكون ذلك قربة لوجه اللَّه تعالى، وليس رياءً أو مصلحةً أو خجلاً.

1- عُبِّر في بعض النصوص الشريفة أنّ‏َ عيادة المريض عيادة للَّه عزَّ وجلّ‏َ، لأنَّه سبحانه حاضر عند المريض المؤمن. ويُمكن أن تكون في الليل أو النهار، في الصباح والمساء، ما دام المريض قادراً على الاستقبال غير مُحرَج.

2- يُستحب الجلوس عند المريض، لكن من غير إطالة، حذراً من الإزعاج أو الإحراج، واللَّه العالم بأسرار تشريعاته، ما علمنا منه وما لم نعلم. ولا بأس بالإطالة إذا طلب المريض ذلك. رُوي عن سيدنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "أعظم العيادة أجراً أخفُّها"، وعن علي أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ‏َ من أعظم العُوَّاد أجراً عند اللَّه، لَمَنْ إذا عاد أخاه خفَّف الجلوس، إلاَّ أن يكون المريضُ يُحبّ‏ُ ذلك، ويُريده ويسأله ذلك".

3- لا بأس، بل المستحب، وضع اليد على يد المريض، أو على جبهته، وكأنّ‏َ ذلك، نوع حنان وتأييد ودعم. فسبحان اللَّه المنان الحنان. رُوي عن سيدنا ومولانا الصادق عليه السلام: "ومن تمام العيادة، أن يضع العائد إحدى يديه على يدي المريض، أو جبهته".

4- يُستحب الدعاءُ للمريض بالشفاء، وفي نفس الوقت التماس الدعاء منه، فهو في حالته مِمَّنْ يُستجاب دعاؤه، أما الدعاء له، فبعد وضع اليد على ذراعه، نقول: "اللهم اشفه بشفائك، وداوه بدوائك، وعافه من بلائك". وأمَّا التماس الدعاء، فعن مولانا الصادق عليه السلام: "مَنْ عاد مريضاً في اللَّه، لم يسأل المريضُ للعائد شيئاً إلاَّ استجاب اللَّه له". وعنه عليه السلام: "إذا دخل أحدكم على أخيه عائداً له، فَلْيَدْعُ له، وَلْيطلب منه الدعاء، فإنّ‏َ دعاءه مثلُ دعاءِ الملائكة".

5- حمل الهدية للمريض، من المستحب، خاصة إذا كانت فاكهة، تُفرحه وتُريحه، أو طيباً أو بخوراً يُنتفع به ولو بعد حين. وينبغي هنا الالتفات إلى ما أصبح شائعاً في هذه الأيام من حمل الهدايا المبالغ في ثمنها أو التي تتلف بسرعة دون فائدة تُذكر أو التي يُقصد بها الوجاهة والتفاخر... فكل هذا يُجتنب ويُستبدل بما يُفيد المريض وعائلته ومَنْ حوله. شاهَدَ الإمام الباقر عليه السلام بعض محبيه في الطريق، فسألهم عن وِجْهتهم، فقالوا: نريد أن نزور فلاناً المريض ، فسألهم، هل يحملون تفاحاً أو سفرجلاً أو طيباً أو بخوراً، فقالوا: لا. فقال عليه السلام: "أما تعلمون أنّ‏َ المريض يستريح إلى كل ما دُخل به عليه".

6- قراءة فاتحة الكتاب عليه، أو هو يقرؤها على نفسه، بنيَّة الشفاء والعافية، والمسنون قراءتها سبعين مرة أو أربعين مرة أو سبع مرات أو مرة واحدة. جاء في النص: "ما قُرئ الحمد على وجعٍ سبعين مرة، إلاَّ سكن بإذن اللَّه، وإن شئتم فجرِّبوا ولا تشكُّوا". وعن الصادق عليه السلام: "مَنْ نالته علَّة، فليقرأ في جيبه الحمد سبعين مرة (أي في ثوبه) ثم ينفِضُه". فبركة سورة الفاتحة جليلة، والمسلم يمتنع عن الخرافات والشعوذات، ويعمل بهدي الإسلام ونور النبوَّة، وفي الحديث عن مولانا الصادق عليه السلام: "لو قُرئت الحمد على ميتٍ سبعين مرة، ثم رُدَّت فيه الروح، ما كان عجباً".

7- ومن الأدب، أن لا نأكل عند المريض ما يضرُّه ويشتهيه، وأن لا يُفعل عنده ما يغيظه أو يُضيِّق خُلُقه بقول أو بفعل. ونختم بالتبرُّك بذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حيث زار سلمان حال مرضه، فدعا له، كما هو مستحب، ولفت إلى خصال يتمتَّع بها المريض، وينبغي كتابة هذا الحديث وأمثاله في كل مؤسساتنا الصحية. رُوي عنها أنَّه عندما قام من زيارة سلمان حال مرضه، قال: "يا سلمان، كشف اللَّه ضُرَّك، وغَفَر ذنبك، وحفظك في دينك وبدنك إلى منتهى أجلك...

يا سلمان‏
إنّ‏َ لك في علَّتك ثلاث خصال:
أنت قريب من اللَّه بذكره‏
ودعاؤك مستجاب‏
ولا تَدَعُ العلةُ عليك ذنباً إلاَّ حطَّته‏
متَّعك اللَّه بالعافية إلى انقضاء أجلك"
جعلنا اللَّه تعالى ممَّن يُحيون السُّنن ويُميتون البدع، كما هو أحد أهداف مولانا صاحب الأمر عجل الله فرجه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع