نسرين سلمان
* الطباق
اعتاد العرب على تزيين كلامهم بعدة ألوان من المحسنات البديعيّة، ومنها: الطّباق: (الضّدُّ يظهر حسنه الضّدُّ). الطّباق لغة الجمع بين الشّيئين واصطلاحاً الجمع بين معنيين متقابلين سواء كان ذلك التقابل التّضاد أو الإيجاب والسّلب وهو نوعان: إيجاب: كما في قوله تعالى: ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ﴾(آل عمران/26) وفي مثل:
لا تعجبي يا سلمى من رجلٍ
ضحك المشيب برأسه فبكى
وسلب: وهو أن يجمع بين فعلي مصدر واحد، أحدهما مثبت والآخر منفي مثل: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾(الحج/2).
وكقول القائل:
خلقوا وما خلقوا لمكرمة
فكأنهم خلقوا وما خلقوا(1)
* حسنين ومحمّدين مفرد أم مثنى؟
نقرأ كثيراً أسماء أعلام (حسنين ومحمدين وزيدين...) ولا نعرف ما حكم مثل هذه الأسماء؟ إذا سمي إنسان ما، أو مكان ما، باسم مشتمل على علامة التثنية، مثل حسنين، محمدين وغير ذلك فإن هذا الاسم ليس مثنى حقيقة؛ لأن مدلوله في فرد واحد... ومع ذلك فقد ألحقه العرب بالمثنى فأعربوه إعراب المثنى، بالألف رفعاً نيابة عن الضّمة، وبالياء نصباً نيابة عن الفتحة، وبالياء جراً نيابة عن الكسرة(2).
* فروق لغوية
الفرق اللغوي بين بعض الكلمات التي غالباً ما نستعملها في مجال واحد مع عدم صحة هذا الاستعمال.
1- العذاب والألم:
إن العذاب أخص من الألم، وذلك أن العذاب هو الألم المستمر، والألم يكون مستمراً وغير مستمر، ألا ترى أن قرصة البعوض ألم وليست بعذاب، فإن استمر ذلك قلت عذَّبني البعوض الليلة، فكل عذاب ألم وليس كل ألم عذاباً، وأصل الكلمة الاستمرار، ومنه يقال: ماء عذب لاستمرائه في الحلق(3).
2- أتى فلان وجاء فلان:
إن قولك: جاء فلان كلام تام لا يحتاج إلى صلة، وقولك: أتى فلان يقتضى مجيئه بشيء، ولهذا يقال جاء فلان نفسه، ولا يقال: أتى فلان نفسه، ثم كثر ذلك حتى استعمل أحد اللفظين في موضع الآخر(4).
3- الخجل والحياء:
إن الخجل معنى يظهر في الوجه لِغمّ يلحق القلب عند ذهاب حجة أو ظهور على ريبة وما أشبه ذلك، فهو شيء تتغير به الهيبة، والحياء هو الارتداع بقوة الحياء، ولهذا يقال: فلان يستحي ولا يقال يخجل أن يفعل كذا. لأن هيبته لا تتغير منه قبل أن يفعله(5).
* معاني لبعض الكلمات المختلفة بحرف
السائد: المسيطر، الغالب وجوده. جمعه "سادة".
السّائر: الماشي سيراً على الأقدام. جمعه "سوائر".
السّائس: الذي يعتني بالدواب ويتولى أمور القوم جمعه "ساسة".
السّائب: المُهمَل الذي لا حفاظ عليه جمعه "سوائب".
(1) د. فارس أحمد، الكتاب والتعبير ص291 292، دار الأمان.
(2) د. نور الدين عصام، الإعراب والبناء، ص45، دار الفكر اللبناني.
(3) (4) (5) العسكري، أبو هلال بن سهل، الفروق اللغوية ص268 345 273، دار الكتب العلمية.