عبد الحليم حمود

* حلب من أهم المدن الأثرية الأسلامية
لا أحد يعرف حقيقة نشأتها، فتاريخها موغل في القدم. مدَّ التاريخ يده إليها لأول مرة حين يذكر بأن "لوغال زاغيري الأكادي" استولى عليها العام 2400ق.م. ثم تعاقبت عليها جيوش وأحداث، لكنها كانت تعود دائماً إلى الحياة بعد كوارث ونكبات الحروب والطبيعة. لو نظر الباحث اليوم إلى آثار حلب لوجدها كلها عربية إسلامية الصبغة، ولكن حلب تخفي في جوفها وعلى أطرافها آثاراً لحضارات مختلفة. تعتبر حلب حلقة مهمة في دراسة فن العمارة الإسلامية لأنها المدينة الوحيدة الباقية في العالم الإسلامي والمحتفظة بنماذج معمارية لمراحل الإسلام كافة، وهي ثالث مدينة إسلامية بعدد أوابدها الأثرية بعد اسطنبول والقاهرة. من أهم آثار حلب الباقية نذكر القلعة التي تعتبر صرحاً هندسياً إسلامياً رائعاً من طراز فريد. وهناك الأسوار التي لا تزال بحالة جيدة، ولهذه الأسوار التسعة سبعة أبواب. أما بالنسبة للجوامع فمن ينظر إلى حلب من فوق قلعتها يشاهد عشرات المآذن ترتفع بأشكال متعددة فمنها المملوكي ومنها السلجوقي والعثماني والأيوبي والإسلامي المبكر ومن أشهر جوامعها: الجامع الكبير، جامع الأطروش، جامع التوتة وجامع العدلية. حلب مدينة عظيمة تستحق نظرة جدية لإنصافها وحمايتها من غزو الأسمنت الزاحف فوق تاريخها الناصع.


* الركاكة في مسرح الطفل‏
إذا استثنينا بعض الأعمال المسرحية الجادة الموجهة للطفل نجد أن معظم التجارب "المتخصِّصة" في هذا النوع تعتمد على نصوص ركيكة مقتطعة من قصص عالمية معروفة ومقدمة في قوالب سطحية من حيث الأداء واللِّباس والديكور والموسيقى والإضاءة. الخروج من هذه المعضلة يستوجب مجموعة من المتطلبات مثل إعادة النظر بمسرح الطفل، على أنه ليس مجرد وسيلة من وسائل الترويح عن الطفل وتسليته، بل اعتباره من أبرز وسائل التربية الوجدانية الحديثة، علماً بأن التربية الوجدانية ليست مستقلة عن التربية الذهنية بل هما وجهان لعملية سيكولوجية واحدة قوامها بناء الشخصية. وهناك أدوات الجذب والتشويق في النص، والمؤثرات التي وفَّرت لها التكنولوجيا الحديثة الكثير من الخدمات والعبرة في حُسن استخدامها. أما بالنسبة للنص فيجب أن يخضع لشروط الدراما المسرحية بعيداً عن القالب الخطابي المكتظ بالتلقين والوعظ والإرشاد، كما أن القيِّمين على المسرحيات الموجَّهة للطفل لا يأبهون بشريحة الأطفال التي يخاطبونها فلا يهتمون بتفاوت الأعمار حيث الفروقات واضحة بين سن 6 3 وبين 12 7 فالفئة الأولى تُدهش بالجانب البصري دون كثير اهتمام للنصوص على عكس الفئة الثانية التي تحتاج وتتفاعل مع العنوانين البصري والكلامي.


* إضاءة على رسام الكاريكاتور الإيراني جواد علي زاده‏
لقد أنتجت الحركة الكاريكاتورية في إيران عشرات لا بل مئات الأسماء من المبدعين المجدِّدين وعلى رأسهم أسماء وصلت إلى تخوم العالمية مثل جواد علي زاده المولود في عام 1952 في أكثر مناطق إيران برودة، أي في ضواحي مدينة أردبيل، وكان والده موظفاً في مديرية التخطيط في المدينة، وعرف جواد منذ صغره بعبثه بالورق والأقلام. بدأ نشاطه الفني وتعاونه عملياً مع مجلة "كاريكاتور" منذ عام 1974، وواصل عمله في صحيفة كيهان خلال أعوام 1980 1977 مع تعاونه في الوقت نفسه مع مجلات أخرى مثل "شيبور" و"بهلول" و"فانوس" و"فكاهيون" وهو الآن يشغل منصب مدير مجلة "طنز وكاريكاتور". حقق جواد علي زاده خلال رحلته الفنية الطويلة العديد من الانجازات فقد كان عضواً في هيئة التحكيم لمعرض "أسكوبيه" للكاريكاتور في يوغوسلافيا عام 1986 وعضواً في جمعية رسَّامي الكاريكاتير الدولية منذ عام 1988 وهو حالياً ينشر في عدة صحف أجنبية.