إعداد عصام نعمة

هل العابد هو من:
يكثر الصلاة والصيام؟
أم من يكثر من عمل المستحب؟
أم من يترك كل حرام ومكروه ويعمل الواجب والمستحب؟
أم هو؟
لا بد لنا لمعرفة من هو العابد من أن نتعرف على العبادة كذلك من خلال أحاديث المعصومين عليهم السلام.

- تفسير العبادة
في حديث المعراج: "يا أحمدُ، هَل تَدري مَتى يَكونُ لِيَ العَبدُ عابِداً؟ قالَ: لا يا ربِّ، قالَ: إذا اجتَمَعَ فيهِ سَبعُ خِصالٍ: وَرَعٌ يَحجُزُه عنِ المَحارِمِ، وَصَمتٌ يَكُفُّه عَمّا لا يَعنيهِ، وَخَوفٌ يَزدادُ كلَّ يَومٍ مِن بُكائهِ، وحَياءٌ يَستَحي مِنّي فِي الخَلاءِ، وأكلُ ما لا بُدَّ مِنهُ، ويُبغِضُ الدُّنيا لِبُغضي لَها، ويُحِبُّ الأخيارَ لِحُبّي إيّاهُم"(1).

- أنواع العبادة
قال المسيح عليه السلام لرجل: "ما تَصنَعُ؟ قالَ: أتَعَبَّدُ، قالَ: فمَن يَعودُ علَيكَ؟ قالَ: أخي، قالَ: أخوكَ أعبَدُ مِنكَ"(2). عن الإمام الصادق عليه السلام: "(إنّ) العُبّادَ ثَلاثةٌ: قَومٌ عَبَدوا اللَّهَ عَزَّ وجلَّ خَوفاً فتِلكَ عِبادَةُ العَبيدِ، وَقَوم عَبَدوا اللَّهَ تَباركَ وتَعالى طَلَبَ الثَّوابِ فتِلكَ عِبادَةُ الأُجَراءِ، وقَوم عَبَدوا اللَّهَ عَزَّ وجلَّ حُبّاً لَهُ فَتِلكَ عِبادَةُ الأحرارِ، وهِيَ أفضَلُ العِبادَةِ"(3). عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "النَّظَرُ إلَى العالِمِ عِبادَةٌ، والنَّظَرُ إلَى الإمامِ المُقسِطِ عِبادَةٌ، وَالنَّظَرُ إلَى الوالِدَينِ بِرَأفَةٍ وَرحمَةٍ عِبادَةٌ، وَالنَّظَرُ إلى أخٍ تَوَدُّهُ في اللَّهِ عَزَّ وجلَّ عِبادَةٌ"(4). وعنه صلى الله عليه وآله: "حُسنُ الظَّنِّ باللَّهِ مِن عِبادَةِ اللَّهِ تعالى"(5).

- حقيقة العبودية
قال الإمام الصادق عليه السلام لمّا سُئلَ عَن حَقيقَةِ العُبوديَّةِ : "ثَلاثةُ أشياءَ: أن لا يَرَى العَبدُ لِنَفسِهِ فيما خَوَّلَهُ اللَّهُ إلَيهِ مُلكاً؛ لأنَّ العَبيدَ لا يَكونُ لَهُم مُلكٌ، يَرَونَ المالَ مالَ اللَّهِ يَضَعونَهُ حَيثُ أمَرَهُمُ اللَّهُ تَعالى بهِ، ولا يُدَبِّرُ العَبدُ لِنفسِهِ تَدبيراً، وجُملَةُ اشتِغالِهِ فيما أمَرَهُ اللَّهُ تَعالى بهِ وَنَهاهُ عَنهُ... فهذا أوّلُ دَرَجَةِ المُتَّقينَ"(6). عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ فَوقَ كلِّ عِبادَةٍ عِبادَةً، وحُبُّنا أهلَ البَيتِ أفضَلُ عِبادَةٍ"(7). عن الإمام علي عليه السلام: "التَّفَكُّرُ في مَلَكوتِ السّماواتِ والأرضِ عِبادَةُ المُخلِصينَ"(8). وعنه عليه السلام: "التَفَكُّرُ فِي آلاءِ اللَّهِ نِعْمَ العِبادَةُ"(9). في حديث المعراج: "يا أحمدُ، إنَّ العِبادَةَ عَشرَةُ أجزاءٍ تِسعَةٌ منها طَلَبُ الحَلالِ، فإن أُطيبَ مَطعَمُكَ وَمشرَبُكَ فأنتَ فِي حِفظي وكَنَفي"(10). عن الإمام علي عليه السلام: "إنّ مِنَ العِبادَةِ لِينَ الكَلامِ وإفشاءَ السَّلامِ"(11). وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "نَظَرُ الوَلَدِ إلى والِدَيهِ حُبّاً لَهُما عِبادَةٌ"(12).

_{(1) إرشاد القلوب: 205.
(2) تنبيه الخواطر: 1 39 وص‏65.
(3) الكافي: 2 84 5.
(4) أمالي الطوسيّ: 454 1015.
(5) الدرّة الباهرة: 18.
(6) مشكاة الأنوار: 327.
(7) المحاسن: 1 247 462.
(8 9) غرر الحكم: 1792، 1147.
(10) إرشاد القلوب: 203.
(11) غرر الحكم: 3421.
(12) تحف العقول: 46.}