في غياهب السجن تركوا النّور الإلهيّ، هناك أغلقوا أبواب الدنيا بوجه من خُلقت لأجلهم الدنيا، راحوا يلقون الحديد على الجسد النّحيل، علّهم يميتوا الحقّ فيعلوا باطلهم. هناك قيّدوا الإمام، ساقوه إلى بئر الظلام، وما أبصروا شمس روحه، ولا نور قلبه المضيء. إذ كيف لأعمى البصيرة أن يرى؟ وكيف للميت أن يدرك نعمة الحياة؟ كاظم الألم والجرح، أغدق علينا من ماء طهرك علّنا نغذّي شغافنا...
علّنا نبحر في بحر، ونقاوم الرياح... علّنا نضفو مع زبد عشقك... علّنا نمسك بأمواج خيرك، فنبتلَّ رذاذاً لطالما حمل السلام لكلّ مرفأ... سيّدي، ظنّ هارون اللّعين أنّ قتلك موت، وبقاءه حياة، فدسّ سمّ قلبه ليوقف نبض قلبٍ لم يعرف إلّا الحب والعطاء، لكنّه ذاق السمّ القاتل، بقتله ابن الصادق عليه السلام، سليل المجد والعزّ والإباء. يا ابن الأطهار، أبكي لأبارك عيني بدموع تجلب النّجاة، لأقدّم لروحي فرصة النّجاح، بشفاعة الأمير عليه السلام، فأشرب من كأسه شراباً عذباً، باركَتْه أيدٍ نجيّة...
بتول حسن علاء الدين