مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تحقيق: الزواج الناجح في ظلِّ الفوارق العرفية

الحبُّ في الله انتصارٌ لإرادة الله
ولاء إبراهيم حمود


بكى جرير(1) زوجته بمرارة بعد أن فاز بها منه الموت:

لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ

ولزرت قبركِ والحبيب يُزار

من عهد جرير وما قبله، الزوج هو الحبيب والقاعدة الشرعية هي "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه...." دون أي اعتبارٍ لشهادةٍ علمية أو فارق من عمرٍ ولغة حتى الإعاقة. فللضرير الحق بسماع خفقات قلبه والآخر في علاقة إنسانية أحلَّها الله وللسوداء أيضاً والأسود الحق بقلب أبيض من الثلج وأنقى من الطفولة. ترى هل يملك الأزواج روح التحدي في الدفاع عن مشاعرهم التي تجرأت وتسلّقت أسوار الأعراف الاجتماعية دون النظر إلى الفوارق التي حدَّدها المجتمع أساساً لنجاح هدف الحياة بين كل زوجين اثنين؟ وهل سيجيب من تزوج أكبر منه أو أصغر سناً أو أقل علماً أو غريب الديار... أو حتى كفيف البصر عاذله: القلب وما يهوى؟ في هذا التحقيق شخصياتٌ حقيقية أضاءت حياتها بتحديها ووقفتها الشجاعة دفاعاً عن مشاعرها... وأعطتني خلاصة واحدة كبيرة مفادها: أن "وما الحب إلا لله في عباد الله" وأنه القادر على قيادة مركب الزواج إلى بر الأمان وأن إرادة الاستمرار المخلصة وتقوى الله هما مجذافاً هذه الرحلة...

وليعذرني شاعر (المرأة والحب)(2) لو تصرَّفت في بيته الشهير: الحبُ ليس رواية "شرقية" بختامها يتزوج الأبطال، وأعطيت خلاصةً أخرى "سوسيولوجية" من خلاصات هذا التحقيق:

 الحب يبقى حقيقةً نبويةً

بخضمِّها يتراحمُ الأزواجُ‏

* زوج أقلُّ علماً، زوجةٌ أكثر تفهماً
"ما بكبر عاللي كبَّرني"، بهذه العبارة، بدأت "حسناء" (30 سنة) حديثها معي عن تجربتها الزوجية، في ظلِّ الفارق العلمي، حيث حازت أثناء زواجها على الإجازتين (إعلام وحقوق)، بينما تابع زوجها إدارة مؤسَّسته التي تسلَّمها من والده في سنٍ مبكرة، فشغلته عن تحصيله العلمي. ترفض "حسناء" بحزم اعتبار زوجها أقلَّ علماً منها، فهو بما يمتلكه من توازن وإيمان، يشكل لها مرجعاً قوياً، تستشيره، وتعمل برأيه، وتجيب من يسألها عن مدى انسجامهما، علمياً: "لقد علَّمني منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري وتعلَّم قبلي فنَّ التضحية أمام أسرته بطموحاته الشخصية، وهو قارئٌ ممتاز. وسلوكياته تفوق حضارياً سلوك معظم حملة الإجازات مما ألغى الشعور بالفارق العلمي بيننا، سيبقى رامي (40 سنة) بنظري، الحبيب الذي اختاره قلبي، والزوج الذي ارتضاه عقلي حتى آخر العمر". ومن جهته، تحدَّث رامي عن "حسنائه" "لقد احترمتُ منذ اللحظة الأولى اصرارها على الدراسة، تقاسمني طموحاتي العملية وتوظف لأجلها خبراتها العلمية. إبنتانا تنموان في جو أسري صحي للغاية، وأشعر أنني زوجٌ سعيدٌ. كلانا يبحث عن الإنسان في الآخر ويبحث لديه عن أمان الحياة والآخرة، وهذا وحده كافٍ ليجمعنا إلى ما يشاء الله في ظلِّ رضاه سبحانه".

* زوجٌ أكثر علماً، زوجةٌ أكثر سعياً وصبراً
فاجأتني اللهجة النادمة التي واجهني بها "منير" (50 عاماً) وهو يحدثني عن تجربته مع زوجته "خالدة" (45 سنة): "أدير مكتب محاماة كبيراً في قلب العاصمة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، كنت في سنتي الجامعية الأولى عندما اختارتها لي أمي عمتها وكانت متوقفة عن الدراسة على مشارف "البريفيه". كنت أخجل بها أمام زملائي وزوجاتهم. كنت أزورهم وحدي، مصراً على حصر دورها في حياتي على انجاب الأطفال (ستة أولاد) وتربيتهم بصمت، مجروحٍ بكلماتي القاسية عن "تخلفها العلمي". تحملتْ معي شظف العيش في منزل صغير مع أهلي. كان أول تعامل إنساني مني معها في ذلك اليوم، عندما فاجأتني في احتدام حيرتي لتأمين مستلزمات حفل التخرج وثمن بذلته، بمبلغ كانت قد جمعته للضرورة القصوى. وبعد سنواتٍ، فاجأتني بقيادتها سيارة العائلة إلى حفل افتتاح مكتبي. وبعد أن أوصلتني إلى قاعة المحكمة لإلقاء أولى مرافعاتي، انتسَبَتْ إلى مدرسة تابَعَتْ فيها كل ما فاتها، واليوم وهي تقف على أعتاب التخرج الجامعي أسألها أمامكِ: "هل تغفرين لي كل ما مضى؟ وترضين الاستمرار مع هذا الأمي حضارياً وإنسانياً؟"" تركتُ اجابتها الواثقة تختم هذا الجزء من تحقيقي: "لن أندم.. لأن الصبر معرفة والتسامح خبرة.. والثبات والمثابرة عِلْمان أصيلان... وأنا... لم أفكر يوماً أن أحقد عليك لأسامحك الآن... لقد أحببتك منذ أن اختارتني لك عمتي وأنا بمل‏ء إرادتي أسعى لأن أكون قربك امرأة متعلمة".

* زوجٌ أكبر سناً، زوجان سعيدان، رساليان...
لم يستطع منصب الأستاذة الجامعية الذي تتبوأه "فادية" (36 سنة) أن يخفف من حرارة العاطفة التي تحملها لزوجها حميد (56 سنة) وهي تحدثني عن سعادتهما الزوجية "ترددت كثيراً في بداية الأمر، فكثيرون حذَّروني من فارق العمر بيننا، من اختلاف العقلية بين زوجٍ كبير وزوجةٍ صغيرة، من انعدام العاطفة لديه مع مرور السنين، حاولت أن أرفضه ففشلت... وصرنا زوجين وأصارحك أنني وبعد دخولي منزله صارحته بهواجسي، فطمأنني بقوله: "أنا على استعداد للانسحاب من حياتك في أي لحظةٍ تريدين، ولكن الآن افتحي باب النجاح أمام تجربتنا، دعيها وحدها تؤكد صدق قلقك أو عدمه... أوكلي أمري وأمرك إلى الله وهو المستعان". لقد تحول فارق العمر بيننا إلى سبب آخر للحب... وانتصرنا معاً على كل من قال وما قيل". لم يضف "حميد" على كلام زوجته شيئاً، ترك تعامله العفوي أمامي مع أولاده وزوجته يعلن أن وعيهما وإرادتيهما، ألغيا بينهما مسافة العمر التي لم تتسع إلا ليتكامل أحدهما مع الآخر، وانتصرت إرادة الله.

* زوجٌ أصغر سناً، زوجان رساليان سعيدان‏
وعن فارق العمر بين الزوجين بشكل عام، تحدَّث الشيخ ناصر أخضر عضو مجلس إدارة قناة المنار (37 سنة) عن أن تجاوز فوارق العمر بين الزوجين في زواج متسلح بالمحبة والإدراك والثقة بالنفس، أمرٌ يسير من الناحية النفسية، لكنه يحتاج اجتماعياً إلى رعاية تجعله زواجاً مقبولاً كأي زواج عادي، تنكسر فيه معادلة العمر. ولعل الثقل المؤثر في انفكاك عرى الزواج بعد انكسار معادلات المحبة والتكافؤ، أكثر بكثير من تلاشي زيجات عدم التقارب في العمر وهذا ما تشير إليه مراجعة حالات الطلاق الآنية... ولعل هذا الزواج يحمل خصوصيات استثنائية تجعل من اثنين يتجاوزان صورة الجسم وأبعاده، إلى صورة الروح وتجلياتها، تدفع الزوجين إلى المحافظة عليه بسبب خروجه عن المألوف.
يبقى أن سر النجاح في أي زواج، هو توفيق من الله عزَّ وجلَّ، والتوفيق لا يتأتى إلا من صدق النية والاخلاص. من الجدير قوله إن هذا الحديث الواقعي (المختصر) قائم على مصداقية التجربة الشجاعة المكللة بالنجاح، بعد مضي أكثر من خمسة عشر عاماً على زواج الشيخ ناصر من السيدة التي تكبره سناً السيدة سهام أخضر (47 سنة) التي كانت زوجة شهيد، مضى تاركاً لها ثلاث فتيات، عمل معها الأستاذ الشيخ على تربيتهن ورعايتهن حتى أوصلهن منازلهن الزوجية، ويُروى عنه قوله عندما أنجبت إحدى ربيباته طفلاً (الآن، أصبحت جدّاً). وقد تكلل زواجه بطفلين. وليس بمستغرب على من بلغت نفسه كل هذا السمو أن يتحدث عن تجربته بكل هذه الثقة، التي أراها وبالإذن من الأستاذ الشيخ أحد أسرار نجاحه، زوجاً مخلصاً، وقائداً إعلامياً فذاً لقناةٍ تقف في خط المواجهة الأول قناة المقاومة والتحرير.

* زوجٌ أجنبي، زوجةٌ، مسكنٌ وأُسرة
لم يتحدث الحاج علي عبد الله (أبو مصطفى) الفرنسي الأصل (45 سنة) المشرف العام لمادة اللغة الفرنسية في مدارس جمعية المبرات الخيرية عن معاناته في المجتمع الجديد الذي اختاره حباً بالدين الإسلامي واللغة العربية، لأنه أسَّس أسرةً متكاملة في مجتمعنا، لكنه لم ينفِ صعوبة البدايات مع وسطٍ يختلف معه، لغةً وتقاليد، فضلاً عن صعوبة التواصل اللغوي مع زوجةٍ، لم تكن تُلِمُّ بلغته إلاَّ قليلاً... أما زوجته سامية وهبي (40 سنة) المجازة في التاريخ، فقد أسهبت بالحديث عن شجاعة زوجها وتدينه وإخلاصه وإتقانه للغة العربية كأحد الناطقين بها، لكنها تنعى عليه عدم تحقيق أمنيتها في إتقان اللغة الفرنسية، التي أنساها ما كانت تلم به منها لأنه يصِرُّ على التحدث بالعربية في المنزل، بعد أن كانا يتحدثان في البدايات بالإشارات لتفهم ما يريد قوله لها. ومع ذلك لا ترى سامية (أم مصطفى)، في اختلاف اللغة عائقاً أمام السعادة الزوجية بين اثنين يرغبان بالاستمرار جدياً. وقد استطاع أولادها الثلاثة اكتساب اللغتين بحكم الدراسة. وأكثر ما يسعدها اليوم، أنها استطاعت أن تفرض احترامها كمسلمة على أقارب زوجها، واستطاعت أن تغير نظرة صغارهم إلى المرأة المحجبة التي كانت بنظرهم المرأة الشريرة التي تقدمها أفلام الكرتون الفرنسية، وباتوا في ألعابهم يصرون على لعب أدوار المقاومين رافضين لعب دور الجندي الإسرائيلي.

* زوجٌ لبناني وزواجٌ مستقر في "سويسرا الشرق"
أشار الحاج عبد الله الشامي (50 سنة) المتزوج من سيدة سويسرية (45 سنة) تتقن الفرنسية، إلى أهمية اعتماد الحياة الزوجية على الاتكال على الله. وقد حاول تعلم اللغة الفرنسية التي أراحته من أعبائها بسرعة تعلمها للعربية، وأكد أنه لم يفرض عليها اعتناق الدين الإسلامي لكنها اختارته بقوة وقناعةٍ تامّين بعد إنجاب ابنهما الأول (علي)، وهي لم تجد صعوبة في فهمه لأنها في الأصل من أسرة متدينة مسيحية.
أما الحاجة بريتا غوبا الشامي زوجته، مُدرِّسة اللغة الفرنسية في ثانوية الكوثر، فترى أن اللغة أسهل ما يمكن أن يتجاوزه اثنان. تضحك بريتا وهي تستعيد ذكريات لقائها الأول بزوجها (أبي علي) بعد مضي أكثر من خمسٍ وعشرين عاماً على هذا اللقاء. ما كانت تعرف أي كلمة عربية، كجهله تماماً بأي كلمة فرنسية، احتاجا إلى مترجم وقتها. لا تستطيع "بريتا" قراءة اللغة العربية إلا في المصحف الكريم. وهي تعلن أنها لم تندم أبداً على زواجها بمسلم لبناني، بعد أن أنجبت ثلاثة "مسلمين" واستطاعت التمييز لغوياً بين عباءة الشيخ و"الفستان"، والفرق بين (حِبلى ) و(هَبلى).

* زوجٌ ضرير... زوجته نورُ عينيه‏
حدَّثتني تغريد عبيد (30 سنة) عن زواجها من الشيخ علي سلمان (35 سنة) الذي التقته حين كانت مدرِّسة في معهد المكفوفين "ترددت كثيراً، وقد صارحته عندما صارحني برغبته الزواج مني بهذا التردد. كنت خائفةً من نفسي أن لا أستطيع إسعاد هذا الرجل المبدع، ليس في تحدِّيه إعاقته فحسب، بل في منافسته كبار الملحنين المبصرين. لا أشعر أبداً أن زوجي كفيف، فهو في شغل دائم، وحركة لا تملُّ ولا تهدأ... من دراسته الحوزوية، إلى تأليفه الشعر المقاوم وتلحينه، إلى وضع الموسيقى التصويرية للبرامج التلفزيونية. أنا فخورة (بأبي محمد). الحب بعد الإيمان بالله يجمعنا تماماً كأي زوجين. لا نعاني أي إحساس بالنقص وقد أكرمنا الله بولدين... ولربما زادهما سبحانه في القريب العاجل. ولو عدت إلى الوراء إلى السنوات العشر التي عشناها سوياً حتى الآن لاخترته ثانية ولكن هذه المرة، دون أدنى تردد".
ينطلق زوجها الشيخ علي سلمان (أبو محمد) من فرضية مؤلمة تواجهها زوجة المكفوف مع المجتمع، حين يعتبرها تعاني نقصاً ما (قبح جهل فقر) جعلها ترضى برجلٍ لا يبصر. وهذه المواجهة وحدها تؤكد لدى الشيخ رسالية زوجته. وهو يحفظ لها قولها لمن رفض زواجها منه (لو تزوجت مبصراً وفقد لأمر ما بصره، هل أتركه حينها؟). تشجعه تغريد، كلما اعترضته صعوبة، "هي نور عيني التي أبصر بها، تحمل عني العب‏ء الأكبر، في البيت، مع طفلينا (محمد وريحانة). تشاركني صنع القرار وقد تختلف معي تماماً بصدقٍ لمصلحتي ونتصالح بالصدق عينه كأي زوجين دون أي أثر من حساسية... إنها رفيقة الحياة، وقد مشيناها معاً بالخطى نفسها... ومعاً سنبقى إلى ما يشاء الله".

*زوجة ضريرة، قلبها بصرها والبصيرة
اختصر الحاج إسماعيل الطفيلي (أبو علي) (45 سنة) تجربته الزوجية مع فتاةٍ ضريرة، زينب معاوية (43 سنة) بقوله: "الكمال لله ما من إنسان ليس عنده نقص. وزوجتي ينقصها النظر. لا يعيقها أمرٌ في البيت وخارجه. هي جميلة وأخلاقية. لا أستطيع أن أشرح أسباب انجذابي نحوها ومحبتي لها. أعاملها تماماً كما يتعامل أي زوج مع زوجته المبصرة. بعد أن أصررتُ كثيراً على الزواج بها واجهتنا مشكلة الإنجاب التي تأخرت سبع سنوات ومع ذلك لم أخشَ هذا الأمر. إن نجاحها في إدارة شؤون منزلنا بعد كل ذاك العذاب ورعايتها لصبياننا الثلاثة جعلني غير نادم على الزواج بها. ولكي أريحها اشتريت لها وفي قريتها أرضاً وأقمت لها منزلاً. والآن وبعد مضي أكثر من تسعة عشر عاماً على زواجنا، لا أستطيب الحياة إلا قربها". أما زينب فقد حدثتني عن نبل زوجها وعن حبه لها وحبها له. هي إنسانة واقعية، تعلم أن كفَّ البصر مشكلة لا يقبلها أي كان، دون رابط قوي عاطفياً وعقلانياً، لأنها مثله تملك روح التحدي، وتكره الفشل. استمرت معه في متابعة دراستها الجامعية حتى إنهائها الليسانس في العلوم الاجتماعية، ومارست التعليم في معهد الهادي للمكفوفين سبع سنوات. وعندما رزقها الله علياً، فرض أبو علي عليها ترك التعليم والتفرغ لولدها، تتساءل أم علي في ختام حديثها، ما هو الشي‏ء الذي يستحق أن تفشل لأجله أسرةٌ متكاملة جعلها الله لنا سكناً، بعد أن أعطانا سبحانه أكثر مما نستحق من مقومات؟ لقد أعطانا القلب للحب، والعقل لقيادة الحياة... وأنا أترك تساؤل زينب معاوية الحقيقي، النابع من تجربة إنسانية حية تقف كتجربتي على أبواب يوبيلها الفضي أمانةً في عهدة القراء، باحثةً، بمثل الحاحها، عن جواب، ختاماً لهذا التحقيق.



(1) جرير، أحد أضلاع المثلث الأموي الشعري المعروف بشعراء النقائض: (جرير، الفرزدق، الأخطل).
(2) نزار قباني.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع