اعداد: ديما جمعة
* تــأمّــل..
لو أنك تعرف إنساناً غايةً في اللطف، يسمعك حين تتألم فيواسيك، ينظر إليك دوماً برقة فيسلّيك، لا يعاتبك مهما أخطأت، لا يعاقبك وإن أسأت، يتبسم لك فيسعدك، ويغضّ عنك الطرف حين تخطئ فيخجلك.
تأمّل..
لو كان هو رسول الرحمة والتّواضع، يقدّمك على نفسه، يجالسك إن قصدته، يشاركك طعامه وإن قلّ، يؤثرك على نفسه في مجلسه وتنقّله، لا تهمّه الألقاب ولا يلتفت إلى الفرق الشاسع بينك وبينه..
تأمّل..
لو كان هو سيد الأمّة ووليّها، هو من نصّبه الله المرشد والحكم، يعطف على الأطفال ويخصّهم بالتّحية والسّلام، يحترم الكبار ويوقّرهم، يجوع ليكفي المحتاجين ويحزن لمعاناتهم، يخفي عنهم المصاعب ويعضّ على جراحه ليخفف عنهم آلامهم..
تأمّل..
لو كان هو قائد الأمة وعظيمها... عند الحرب هو أوّل من يمتشق السلاح، وحين تحتدم المعركة وتلتحم الأجساد يكون هو الأقرب في مواجهة العدو، به يلوذ المجاهدون وتحت رايته ينتصرون، لا يُبالي إن بقي وحيداً في الساحة وولّى عنه الصِّحاب والسّادة.
تأمّل..
إن كان هو والد الأمّة ورسولها، هو من خصّه الله بالوحي والنبوة، لا يطمع بالمجد والثّناء ولا تغرّه الدنيا والجاه، لا يكترث إن بات جائعاً أو عطشان، يتمتم بآيات الله ويُكثر عليه الثناء.. هو الذي وصل إلى مقام قاب قوسين أو أدنى، هو محمد الصّادق الأمين.. وذاك غيضٌ من فيض سلوكيّاته مع أهل زمانه. إن كنت لا تعرف محمداً فاقرأ سيرته، وستدرك حتماً أنه رحمة للعالمين، تفقّه في أخلاقه وتعلّم من تجاربه وسِر على خطاه
تأمّل..
لأنك إن كنت لا تراه فهو هناك عند الحوض ينتظرك والمؤمنين.. فخير لدنياك ولآخرتك أن تتأمّل!