مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الصحة والحياة: رمضان كريم عليك وعلى صحتك

بتول ترحيني*

بدأت الأبحاث العلمية تؤكّد أنّ معظم الأمراض المزمنة هي نتيجة عادات الأكل غير الصحيّة. فالوجبات تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون، فيما الأطعمة الرائجة، في معظمها، دون قيمة غذائية وتحتوي على نسبة عالية من المواد الحافظة والإضافات الكيميائية والمواد التي ندمن عليها كالكافيين والنيكوتين... وكلها يحمّل الجهاز الهضمي عبئاً ثقيلاً ويتراكم كمواد سامّة داخل الجسم.

*مواد ضارّة تدخل أجسامنا
بالإضافة إلى الهواء الملوث الذي نتنشقه أو المواد التي تضاف إلى المياه لتصبح صالحة للشرب أو الاستعمال كمادة الكلورين، هناك مواد سامّة وضارّة تدخل إلى جسدنا دون أن نشعر فتتراكم في الخلايا وقد تؤدي إلى مشاكل صحية.

*كيف يتخلص الجسم من هذه السموم؟
في جسم الإنسان أعضاء وظيفتها التخلّص من هذه السموم مثل: الكبد، الطحال، الأمعاء، الكلى، والرئتين... فتفككها وتخرجها من الجسم عبر البول أو الغائط.
ولكن عندما يصبح الجسد مثقلاً بهذه السموم فلن تعمل هذه الأعضاء بشكل فعّال، ويصبح جسدنا وأمعاؤنا الغليظة أرضاً خصبة لنمو البكتيريا الضارة، والمواد المسرطنة وبالتالي يصاب المرء بأمراض في مختلف أعضاء الجسم.
لذلك، يتبين أن إحدى فوائد التكليف الإسلامي بالصوم هو التخلص من هذه السموم، وهذا ما يوافق قول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "صوموا تصحوا"1.

* ما الذي يحدث داخل أجسادنا عندما نصوم؟
بداية، الصوم يؤمن الراحة للجهاز الهضمي ويوفر للجسم الطاقة التي كانت تستعمل عبر الجهاز الهضمي ليؤدي وظائفه.
بعد ذلك يستفيد الجسم من هذه الطاقة الموفّرة ليبدأ عملية تطهير الجسد من السموم فيفكّك ويحرق كلّ البكتيريا، والتجلّطات، والخلايا غير الطبيعيّة والميّتة، والأنسجة المتضرّرة، فيحملها من الخلايا ويأخذها إلى مجرى الدم ليتخلص منها، فتتراكم داخل الدم في الأيام الأولى من الصيام. لهذا السبب نشعر ببعض الأعراض كالدوخة، والغثيان، والإرهاق، والصداع. مع العلم أنّ هذه الأعراض تزول بعد مرور أيام قليلة عندما تصبح عملية التخلص من السموم سريعة، عندها نشعر بتحسن أكبر وقوة أكثر.
لذا، ليس صحيحاً إلقاء اللوم على الصيام بأنه يضعف جسدنا أو يؤذينا.
وعلى عكس ما يشاع، فإن فترة طويلة نقضيها دون تناول المياه لا تسبّب جفافاً لجسدنا. فقد تبيّن أن فترة بين 8 و12 ساعة دون مياه، ليست مضرة بالصحّة، بل إن الجسم يستطيع حفظ المياه داخله، فتتركز بقية السوائل داخل الجسم، ويساعد بالتالي الكلى على التخلّص من السموم بشكل أفضل.

*ما هي الفوائد الصحية للصوم؟
1 - نتخلص من السموم فنقي أنفسنا ونشفى من عدة أمراض، مثل: أمراض القلب والشرايين، أمراض الجهاز الهضمي وداء المفاصل والروماتيزم.
2 - يخلصنا الصوم من جميع رواسب وتراكمات الدهون والكوليسترول المتجمعة داخل الشرايين والأوردة، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بجلطات.
3 - إن الأمراض التنفسية: كالزكام، والربو، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب القصبات الهوائية تنتج عنها مادة مخاطية، هذه المادة تتحلّل ويتخلص منها الجسم فيصبح التنفس أسهل.
4 - يساعد الصوم، أيضاً، على تعديل نسبة السكر في الدم.
5 - كما يساعد على التخلص من الوزن الزائد ومن تراكمات وخلايا الدهون غير الضرورية، وغير الطبيعية. كما أن المعدة وبعد عدة أيام من الصيام تتقلص في الحجم، ويصبح الشعور بالجوع أقل تدريجياً.
6 - يعيد الصوم للأشخاص الذين يعانون من النقص في الوزن، بسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، يعيد لجسدهم التوازن ويساعدهم على كسب الكيلوغرامات.
7 - وأخيراً، إن شهر رمضان هو الوقت الأفضل للأشخاص الذين يريدون التخلص من الإدمان على الكافيين الموجود في التبغ، والشاي والقهوة...
8 - الصوم ينظف جميع خلايا الجسم بما فيها خلايا الدماغ، وبالتالي تتحسن حالتنا الجسدية والنفسية أيضاً، وتختفي كل الحالات النفسية السلبية مثل: التوتر والخوف والضغط النفسي.
9 - نتحرر نفسياً وجسدياً ونشعر بصفاء ذهني وحالة تركيز ذهنية كما وتعالج لدينا مشكلة النسيان.

*الأسلوب الصحي للتغذية السليمة خلال شهر رمضان
1 - عدم الأكل حتى الشعور بالشبع التام في وجبتي السحور والإفطار، لتجنّب الإصابة بالتخمة ولترك المجال لتناول وجبات خفيفة أخرى.
2 - التأنّي أثناء تناول الطعام ومضغه بشكل جيد لتنشيط عمليّة الهضم.
3 - الإكثار من تناول السوائل التي تعوّض الجفاف وتكافح معاناة الإمساك الشائعة خلال شهر رمضان. ولكن مع مراعاة أن تكون السوائل من دون سكر لأنها تزيد من عطشنا مساءً، وفي اليوم التالي.
4 - يحتاج الشخص العادي من 2 إلى 3 ليتر يومياً من السوائل: العصائر والألبان، بحيث لا تتضمن القهوة أو أي مشروب فيه مادة الكافيين لأنها مدرّة للبول وتساعد على خسارة المياه والأملاح من الجسم.
5 - الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة لاحتوائها على نسبة عالية من الماء والأملاح والفيتامينات بشرط غسلها جيداً للتخلص من الأوساخ والميكروبات والحشرات التي تزداد في فصل الصيف.
6 - تجنّب الإكثار من تناول الملح، والمخلّلات والبهارات والتوابل لأنها تزيد الإحساس بالعطش.
7 - تقليل تناول الأطعمة الدهنيّة والدسمة لأنّها تشكّل عبئاً على الجهاز الهضمي.
8 - إبعاد أولادك عن تناول المشروبات الملوّنة لأنها تحتوي على نسبة عالية من السكر كافية لتدمير فيتامين (B) في الجسم.
9 - مراقبة ما يتناوله الصائم من حلويات مع اختيار الأصناف التي تحتوي على سعرات حرارية أقلّ. ويفضّل أن يتناول طبقاً من سلطة الفواكه مثلاً قمر الدين أو التمر بدلاً عن الكنافة والقطايف والبقلاوة...
10 - تجنّب تناول المشروبات الغازية مع وجبتي الإفطار والسحور لأنها تحدّ من كفاءة الهضم وتملأ المعدة.

*وجبة الافطار
1 - أفضل ما يُبدأ به الإفطار هو التمر (حبة إلى حبتين) فالسكريات الموجودة فيه سهلة الامتصاص وسريعة الوصول إلى الدورة الدموية وهذا ما يحتاجه الصائم بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام حتى تنشط إفراز الأنزيمات في المعدة.
2 - بعدها نشرب قليلاً من الماء الذي يجب أن يكون قليل البرودة حتى لا يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية في المعدة ويسبب عسر هضم.
3 - لتعويض المياه تناول الحساء الدافئ قبل تناول الطعام، حيث إن الشوربة تهيئ المعدة وتساعدها على إفراز الأنزيمات (والأفضل أن تكون محضرة منزلياً).
4 - يفضل أخذ راحة بعد تناول التمر والشوربة لتهيئة المعدة وتنشيطها وإتاحة الفرصة لامتصاص السكريات والسوائل. فمن الضروري عدم التهام الطعام بسرعة والتأني في مضغه حتى لا نصاب بعسر هضم، فيمكننا مثلاً أداء الصلاة أثناء وقت الراحة.

بعدها يجب البدء بالأطعمة التالية:
1 - طبق السلطة لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تساعد الصائم على الإحساس بالشبع وتقي من الإمساك.
2 - الطبق الرئيس يجب أن يحتوي على: اللحوم أو الأسماك أو الدواجن أو بدائلها مثل: البقوليات، العدس، الفول، الفاصوليا البيضاء، أو اللوبيا.والنشويات كالأرز أو الخبز أو المعكرونة أو البطاطس.
بعد ساعتين من الإفطار وعند الإحساس بالجوع:
تناول بعض الفاكهة أو الحلوى المحضرة منزلياً كالأرز بالحليب، المهلبية أو الكاتو الناشف... مع القليل من المكسرات مثلاً بدلاً عن الحلوى المصنّعة والغنية بالدهون، مع التأكيد على شرب المياه المتواصل خلال هذه الفترة.

*وجبة السحور
1 - تناولُ السحور ضروري ويفيد في منع الإعياء أثناء النهار ويخفف من الشعور بالعطش الشديد.
2 - يفضّل تأخيره قدر الإمكان أي قبل وقت الإمساك عن الطعام بنصف ساعة.
3 - تجنب تناول الأطعمة المالحة كالمخلّلات والبهارات والتوابل أو الوجبات السريعة للحد من الشعور بالعطش.
4 - شرب كمية كافية من المياه.
5 - يستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كالحليب ومنتجاته مثل الجبنة البيضاء غير المالحة، اللبنة واللبن. بالإضافة إلى الخضراوات الطازجة والفاكهة والخبز لما تحتويه من فيتامينات ومعادن وكمية عالية من السوائل.


*  أخصائية تغذية.
1- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي، ج59 ص267.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع