مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أدب ولغة: كشكول الأدب

إعداد: إبراهيم منصور


* من الأضداد
لَظَّ: لَظَّهُ ولظَّ به: لَزِمَه، ولظَّ به: طردَه. وأَلَظَّه: لزمه، ومنه الحديث الشريف: أَلِظوا بِـ "يا ذا الجلالِ والإكرام"، كما في كتاب العين، أي: سلِّموا بها وداوموا عليها (الزَموها).
هوى: معناه سقط، ومنه الهاوية: المَهْوَاة البعيدة القعر. و"هاويةُ": اسم علَم لجهنَّم، غير منصرِف. والهوَّية: البئر العميقة.
ويُقال، كما في المنجد: هوى الشيءُ: صعِدَ وارتفع. وهَوَتْ يدي له: امتدَّت وارتفعت.
خَفَى: خَفَى الشيءَ سَتَرَهُ وكتمه، وكذلك خفَّاه: ستره. وخَفَى الأمرَ: أظهرَه، من هنا قولُهم: خَفَى المطرُ الفئران: أَخرجها من جِحْرَتِها (أَظهرَها من مَكْمَنها).

* من نوادر العرب
جاء أعرابيٌّ إلى قاصّ وهو يقرأ في سورة إبراهيم عن الكافرِ واردِ جهنَّم: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ*مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ* يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (إبراهيم: 15ـ 17). فلمَّا وصلَ القاصُّ إلى قوله تعالى: ﴿يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ رفع الأعرابيُّ يديه إلى السماء وهو يدعو مُبتهلاً: اللهمَّ اجعَلْنا ممَّن يتجرَّعُه ويُسيغُه!

* أفضل ما قيل في التأبين
هو قولُ الله تعالى لتهدئة الرَّوْع، والتخفيف من وطأة القبر، والتمهيد لرحمة الله ومغفرته ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي (الفجر: 27 30). وقول رسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاة ابنته السيدة رقية عليها السلام وقد بكتِ النساء فأعَولْنَ فنهاهنَّ النبيُّ قائلاً: إيَّاكنَّ ونعيق الشيطان! فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الرحمة، وما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان (1).  فجلست السيدة فاطمة، سلام الله عليها، على شفير، وبكت، فجعل النبيُّ يمسحُ دموعها بثوبه.

وعند وفاة ابن رسول الله، إبراهيم وهو ابن سنة وعشرة أشهر وعشرة أيّام قال النبيّ صلى الله عليه وآله: "تدمع العينَ ويحزن القلبَ، ولا نقولُ ما يُسخطُ الرَّب! وإنا بك، يا إبراهيمُ، لمحزونون" (2). وعندما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وآله تولّى الإمام عليّ عليه السلام غسله وتكفينه.. ثم كَشَفَ الإزارَ عن وجهه الشريف فقال: "بأبي أنتَ وأمي، طِبْتَ حيا، وطِبْتَ مَيْتاً. لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحدٍ ممَّن سواك من النبوَّة والأنبياء. خَصَّصْتَ حتى صرتَ مسلِّياً عمَّن سواك، وعمَّمْتَ حتى صارَ فيك الناس سواء. ولولا أنَّكَ أمرتَ بالصبر ونهَيْتَ عن الجزع لَأَنْفَذْنا عليك ماء الشؤون (3). بأبي أنت وأمي، اذكُرنا عند ربِّك، واجعلنا من هَمِّك". ثُمَّ أكبَّ عليه، وقبَّل وجهه الشريف، ومدَّ الإزارَ عليه.

* من أجمل ما قال جبران
أ شعراً:

العدلُ في الأرض يُبكي الجنَّ لو سمعوا به

ويستضحك الأمواتَ لو نظروا

فسارقُ الزهر مذمومٌ ومحتقرٌ

وسارق الحقلِ يُدعى الباسلُ الخَطِرُ

وقاتِلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلته

وقاتِل الروح لا تدري به البشرُ


ب نثراً:
"الإمام عليّ هو بسمةٌ على شفاه الإنسانية ولكنّه أتى في زمان غيرِ زمانه، وفي قومٍ غير قومه. لكنَّ لِربِّكَ في ذلك لشأناً، وهو أعلَم"! يريد جبران، من كلامه هذا، أنّ الإنسانية من غير عليّ عليه السلام متجهِّمةٌ شاحبة مكفهرَّة، والإمام هو بسمة الرضا والعدل والسلام في هذه الدنيا المليئة بالطمع والظلم والغدر.. ولكنَّ الإمامَ لحكمة إلهيَّة ظَهَرَ في زمان غير زمانه، وفي قوم غير قومه.

* عامِّيّ أصلُه فصيح
بَخَعَ: يُقال في العاميّة: بَخَعُو (بَخَعَهُ)، أي: ردَّه خائباً أو خجَّله. وبخَّعه: بالغ في لومه وتقريعه، كما في المنجد.
إنَّ أصل هذا الفعل فصيح؛ يقولُ الله تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ (الكهف: 6) أي قاتلٌ نفسَك، أو مُهلِكُها من هَمٍّ وغمٍّ أو أَسَف.
فصْفَصَ: تقول العامّة: "عَمْ فَصْفِصْ اللحم عن العَضْم". وأصلُه: افتصَّ اللحمَ من العظم، أي انتزعه وفَرَزَه.
الواطي: الواطي من البشر هو الحقير الخسيس، وأصلُه: الواطِئ، مع إبدال الهمزة ياءً. كما نقول: بئر = بِير. أمَّا الواطئةُ فهي سُقاطةُ التمر. ومن باب التشبيه البليغ فالواطئةُ (أو الواطية) هي الساقطةُ من عَلٍ!

* من أمثال العرب
"قطعَتْ جَهيزةُ قولَ كلِّ خطيبٍ"
أصل هذا المثل أنّ أحد الأعراب قتل شخصاً من قبيلة أخرى، فتنادى أهلُه وأبناء قبيلته للأخذ بالثأر، بينما راحت قبيلة القاتل تستعدّ للمواجهة بالسيف. فابتدر قومٌ من العقلاء إلى المصالحة بين الحيَّيْن، وراحوا يسألون أن يرضى أهل القتيل بالدِّية. وفيما هم خائضون في ذلك إذ جاءت أمَةٌ (جارية) تُدعَى "جَهيزة"، وأخبرت المجتمعين بأنَّ القاتل قد ظفر به بعض أهل القتيل فقتله وقُضيَ الأمر! عندئذٍ قال أحد المجتمعين: "قطعَتْ جَهيزةُ قولَ كلِّ خطيبِ".

* قالت لي المرآة
ها أنتَ من جديد في حَيْرةٍ من أمرك، مع أنَّ المصحف مفتوحٌ بين يديك، وينبغي لمن يقرأ القرآن أن يطمئنَّ قلبه وتخشع جوارحه، لا أن تعصف بكيانه الشكوك، ويفترسه الإرباك!
ـ لا شكوك ولا إرباك، فقلبي مطمئنٌّ إلى الإيمان والحمدُ لله ولكنَّكِ صدقتِ في مسألة الحيْرة؛ إذ كنتُ أقرأ سورة البقرة، فلما وصلتُ إلى الآية (219) ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا... وقفتُ حائراً؛ إذ كيف يكون للخمر والميسر (القِمار) منافع للناس؟!
ـ إعلَم، يا سيدي، أنّ المنافع هنا تنحصر في إمكانية الربح المادي وكسب المال.. إضافةً إلى مشاعر اللذّة والنشوة والطرب المصاحبة لشرب الخمر وتعاطي المخدِّرات.. حتى التدخين.
ـ حتى التدخين؟! وأيُّ نفعٍ يُرْجَى من التبغ وهو يؤدِّي إلى كوارث صحيَّة؟!
ـ للتبغ منافع مهمَّة، يا صاحبي: فزراعة أوراق التبغ وتجارتها تُساعدان آلاف العائلات على الصمود في أرضهم وديارهم.. والأروع من ذلك أنّ بعض العلماء اكتشفوا مؤخَّراً أنَّ نبتة التبغ المسمَّاة "Benthamima Naictiama" يمكنها إنتاج الموادّ الفعَّالة للقضاء على "فيروس مرض غرب النيل" الذي يُصيب الإنسان والحيوان، والمكتشَف عام 1937. وخطورة هذا المرض في إحداث الالتهاب الشديد في المخ والأغشية السحائيّة التي قد تؤدّي إلى الوفاة. وقد بات هذا المرض منتشراً في جميع أنحاء العالم بسبب لسعة البعوض!
عندئذٍ قلت لها، وأنا أشدُّ اطمئناناً إلى حكمة الله في خلقه:
ـ إذاً، إنَّ لأوراق التبغ منافعَ للناس، وإن كان ضررها إذا دُخِّنَتْ أكثر من نفعها.. ﴿مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ (آل عمران: 191).


(1) الغدير، الشيخ الأميني، ج 6، ص 159.
(2) الكافي، الشيخ الكليني، ج 3، ص 262.
(3) الشؤون: الشؤون: مجاري الدمع في العيون، وماء الشؤون: الدموع.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع