مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشاركات القراء: مشروعية زيارة الأربعين


كمال زهر


إنّ الأخبار في فضل زيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام وثوابها، ولا سيما زيارة الإمام الحسين عليه السلام، قد جعل فضلها وثوابها عظيماً جداً، ولها من الحسنات ما لا يعدّ ولا يحصى... يقول الإمام الرضا عليه السلام: "إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من غاية الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم. فَمَنْ زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعائَهم يوم القيامة"(1).

* زيارة الأربعين:
وفي فضل زيارة الأربعين، روى السيد ابن طاووس بالإسناد إلى الإمام العسكري عليه السلام أنه قال: "علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختُّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم"(2). وقد روى هذا الحديث جمع كبير من علماء الطائفة، أمثال: الشيخ الطّوسي، والشيخ المفيد، والعلاّمة الحلي، والحرّ العاملي، والسيّد محسن الأمين، وغيرهم الكثير.. ومنهم من اعتبرها من المستحبات الأكيدة. وقد اشتهر: أنّ أول الوافدين إلى زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري، ثم موكب السبايا مع الإمام زين العابدين عليه السلام. وقصة وصولهم ولقائهم بجابر معروفة ومشهورة. وقد ذهب بعض علمائنا إلى تعليل استحباب زيارة الأربعين بوصول السبايا في ذلك اليوم، وقيل: إنه المشهور...

* في العشرين من صفر:
ومهما يكن من أمر، فإنه من الواضح أنّ مشروعيتها تستند إلى أمر الأئمة عليهم السلام لنا بالإتيان بها... هذا الأمر الذي يدل على استحباب ذلك ورجحانه، سواء قلنا: إن مجيء السبايا، أو جابر الأنصاري إلى كربلاء كان في العشرين من صفر أو في وقت آخر.. وإنّ كان مجيئهم قد وافق يوم العشرين منه، فقد يكون بدافع امتثال الأمر الاستحبابي الصادر عن النبي صلى الله عليه وآله والمعصوم عليه السلام من الحثّ على المداومة على زيارة قبره عليه السلام بعد استشهاده. كما يمكن أنْ يكون بدافع الشوق واللهفة.. والخلاصة: إنّ مشروعية زيارة الأربعين مستمدّة من كلام الأئمة عليهم السلام مباشرة، وعليه كان عمل المشهور من علماء الطائفة، ولا يقتصر فقط على موعد وصول السبايا إلى كربلاء في العشرين من صفر.. ولعلّ تأخّر ظهور إعلان الأمر منهم عليهم السلام بزيارة الأربعين إلى أيام الإمام الصادق عليه السلام كما روي عنه عليه السلام بسند صحيح عن صفوان بن مهران، حول كيفية ونص الزيارة.. يرجع إلى سعيهم عليهم السلام للحفاظ على سرية تحركات شيعتهم، كي لا يتم رصدهم من قبل أعدائهم في زياراتهم في أيام محددة...

* ردّ الرأس إلى الجسد الطاهر:
أما عن ردّ الرأس الشريف إلى الجسد الطاهر بعد أربعين يوماً: فمما أجمع عليه الشيعة الإمامية، ورواه غيرهم، وهو ردّ رأس سيد الشهداء عليه السلام إلى جسده الطاهر في العشرين من صفر، كما صرح بذلك جمع كثير من العلماء. وقال السيد ابن طاووس: "إنّ عمل الطائفة على ذلك". وقال الشيخ الطوسي: ومنه (ردّ الرأس) زيارة الأربعين، وكثير غيره مثل: ابن حجر، وابن الجوزي، والشبراوي الشافعي، والشبلنجي الشافعي، والشيرازي.


(1) المقنعة، الشيخ المفيد، ص474.
(2) منتهى المطلب، العلامة الحلي، ج2، ص892.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع