مع الخامنئي| السيّد رئيسي الخادم المخلص* نور روح الله | قوموا للّه تُفلحوا الكوفـــة عاصمة الدولة المهدويّة أخلاقنا | الكبر الرداء المحرّم (1) فقه الولي | من أحكام عدّة الوفاة أولو البأس | المعركة الأسطوريّة في الخيام الشهادة ميراثٌ عظيم بالهمّة يسمو العمل نهوضٌ من تحت الرّماد بالأمل والإبداع نتجاوز الأزمات

أولو البأس | المعركة الأسطوريّة في الخيام

مركز الاتّحاد للأبحاث والتطوير


للخيام جولة ثانية من الثبات والبسالة؛ فبعد التحرّكات التي كانت تجري في محيط بوّابة عمرة وفي المستوطنات المحاذية (مرغليوت– كفاريوفال– معيان باروخ)، أعاد العدوّ الهجوم عليها ليل 16-11-2024م، بواسطة تشكيل من اللواءين 179 المدرّع واللواء التاسع مشاة والكتيبة 75 من اللواء السابع المدرّع، من جهة وادي العصافير تُجاه شرق الخيام وجنوبها على محورين: الأوّل: من مزرعة سردا تُجاه المسلخ والحيّ الجنوبيّ. والثاني: من بوّابة عمرة تُجاه الوزّانيّ شرقاً، ثمّ تُجاه عين عرب نحو وطى الخيام شرقي المدينة.

وبعد معركة طاحنة، تمكّن المجاهدون من استيعاب مجريات الهجوم، وإلحاق الخسائر بالعدوّ، بما في ذلك تدمير دبابتَي ميركافا وقتل وجرح عدد من جنوده في منطقة وطى الخيام. إلّا أنّ العدوّ ردّ بسلسلة غارات عنيفة غطّت تراجع قوّاته التي انكفأت دون أن تتمكّن من احتلال شبر من الخيام.

* استعراض فاشل
بعد 51 يوماً من بداية الحرب البريّة على الجبهة اللبنانيّة، تحرّك اللواء السابع المدرّع، الذي لم يكن قد شارك بعد في أيّ معركة منذ 2 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2024م، وبلغ خلال ساعات مثلّث (القليعة – برج الملوك – تلّ النحاس) ليتّخذ من طريق دير ميماس -الخردلي منطقة لعبور دبّاباته، بحيث وصلت سريتَا دبّابات من اللواء إلى آخر نقطة في شمال غرب دير ميماس على طريق مرجعيون - الخردلي - النبطيّة. وقد أطلقت قيادة العدوّ هذا التحرّك على مسار خالٍ ظاهريّاً من وجود قاعدة دفاع صلبة لرجال الله لاقتناعها بأنّه أسهل الطرق العسكريّة لعبور دبّابات اللواء السابع إلى الخردلي، وربّما إلى الوادي الأخضر حيث يمكن التقاط "صورة النصر المنتظرة".

بقيت معظم محاولات العدوّ لإحداث اختراقات كبيرة في محاور الخيام ودير ميماس والبياضة ضمن مجال الاحتواء والإجهاض. ورغم أنّه اعتمد كلّ يوم تقريباً على مقاربة تكتيكيّة مختلفة لاختراق تلك المحاور، إلّا أنّ يقظة رجال الله وإطباقهم المعلوماتيّ التكتيكيّ الفوريّ على الميدان في الجبهات الثلاثة أدّيا إلى صدّ المحاولة تلو الأخرى، وتكبيد العدوّ خسائر كبيرة.

* إنجازات يوم كامل
سجّل الميدان خلال الساعات الـ24 الإنجازات الآتية:

1. انكسار معظم الهجمات من الجنوب والجنوب الشرقيّ في مدينة الخيام، وانسحاب دبّابات العدوّ وآليّاته تُجاه الوزّانيّ وبوّابة عمرة تُجاه مستوطنات المطلّة وكفريوفال ومعيان باروخ. وقد قامت وحدتَا المسيّرات الجوّيّة (28 مسيّرة انقضاضيّة) والصواريخ (65 صاروخاً) بمؤازرة من وحدة الإسناد المدفعيّ التي عملت على مدار الساعة، باستهداف كلّ الجهود التي سيّرها العدوّ لتنفيذ اختراق كبير من الناحيتَين الشماليّة الشرقيّة والغربيّة للخيام.

2. حاولت سرايا العدوّ المدرّعة التابعة للواء السابع المدرّع يوم السبت 23-11-2024م اختراق دفاعات المقاومة شمال شرق دير ميماس في منطقة خلّة الستّ دون فائدة. وقد استطاعت المقاومة الإسلاميّة حجز القوّات المدرّعة والمشاة الميكانيكيّة المهاجمة من المحورَين وتثبيتهما في دير ميماس وتلّ النحاس، فيما نشطت القوّات الصاروخيّة والمدفعيّة والمسيّرة طوال النهار.

3. استمرّت المعارك التي خاضتها المقاومة في الجبّين وشيحين ومجدل زون وأطراف شمع وطير حرفا للتشويش على محاولات الهجوم المتكرّرة للسيطرة على البيّاضة. والتحم المقاومون مع قوّة متوغّلة بين شمع والبيّاضة ودمّروا دبّابتَي ميركافا وعدداً من الآليّات التابعة للعدوّ. وقامت ليلاً وحدة من مجاهدي المقاومة بمهاجمة تموضع لجنود العدوّ عند الأطراف الشماليّة الشرقيّة لقرية البيّاضة، واشتبكت معه من مسافات قريبة، وأجبرته على الانكفاء دون تمكينه من التثبيت في تلك النقطة الحسّاسة.

* مصيدة الدبّابات
في اليوم التالي، دفع العدوّ بدروعه كافّة للمشاركة في معركتَي الخيام والبيّاضة، حيث استغلّت قيادة العدوّ الجوّ الماطر والانتشار الكثيف للضباب لتزجّ بـ9 أو 10 كتائب مدرّعة في الميدان، وهذا ما يفسّر ارتفاع عدد الدبّابات المدمّرة في الساعات الـ48 الأخيرة إلى8 دبّابات، أي ما يعادل 10% من مجموع حشود الدبّابات العاملة في المحور الأوّل.

تراجعت حدّة الاشتباكات بشكلٍ كبير في المحور الثاني بسبب نقل تحشّد كبير من الفرقة 36 للقتال في المحور الأوّل. وشنّت مجموعات من رجال الله هجوماً على مقرّ قياديّ للواء 188 المدرّع قرب الحسينيّة جنوب شرق يارون في ظلّ تمهيد ناريّ كثيف على مستعمرة أفيفيم المتاخمة.

بعد ذلك، استهدفت المقاومة بالمدفعيّة والصواريخ تجمّعات العدوّ المنتشرة في دير ميماس ومثلّث برج الملوك – تلّ النحاس – دير ميماس، وأجهضت مساء السبت وظهر الأحد 24 و25-11-2024م محاولتَي توغّل من إحدى سرايا المدرّعات التابعة للواء السابع من أطراف دير ميماس الشماليّة الغربيّة تُجاه الخردلي، واصطادت دبّابة قائد السريّة.

* انسحابات عدّة
بعد ساعات من إعلان صحيفة معاريف عن نقل قائد اللواء السابع المدرّع في جيش العدوّ، قائلةً: "نواجه في جنوب لبنان مقاتلين يتحصّنون في المنازل وتحت الأرض، ويستخدمون المسيّرات والهجمات المفاجئة. البرد القارس وهطول الأمطار يشكّلان تحدّياً كبيراً لنا"، بدأت معظم الحشود العسكريّة الصهيونيّة على طول الجبهة محاولات قطع التماس مع المقاومة الإسلاميّة، بهدف جمع القوّات في المناطق التي يمكنها الاحتماء فيها من استهدافات المقاومة تمهيداً لوقف إطلاق النار، فضلاً عن تنظيمها لتنفيذ الانسحاب فور إعلانه.

في هذا الوقت، إنّ تكثيف المقاومة في الساعات الـ72 الأخيرة لعمليّات قنص الدروع وتدميرها، ألزم العدوّ باتّخاذ خطوات سريعة لتجاوز تكرار خطأ وادي الحجير في حرب تمّوز عام 2006م، ممّا اضطرّه إلى التراجع من محور الخيام وسحب قوّاته المدرّعة في جنوب الخيام وشرقها إلى المستعمرات الملاصقة. في محاور القطاع الغربيّ، انسحب العدوّ من أطراف شمع والبيّاضة بعد تكبّده خسائر تعادل 14% من مجموع دروعه نتيجةً للتصدّي البطوليّ لتشكيلات المقاومة ومجموعات ضدّ الدروع. أمّا في المحور الثاني، فقد أنهى العدوّ الاشتباك في مثلّث الموت (عيتا الشعب – رامية – القوزح)، وبات معظم التحشّد الموجود هناك يبعد أكثر من 900 متر عن المناطق التي يحتمل وجود رجال الله فيها.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع