من أخطر المواقف التي يواجهها الأهل اكتشافهم أنَّ ولدهم يدخِّن. حينها تنشب العديد
من الخلافات الحادة التي تصل غالباً إلى تصادم كلامي وجسدي بين الوالدين والشاب.
ورغم نبل هدف الأهل إلا أنَّه بغياب الحوار الهادئ والجدي تتدهور الأمور:
الأب: منذ متى تدخن؟ ولماذا؟!
الابن: منذ أشهر لأنّ كل أصدقائي يدخِّنون.
الأب: وهل تقلِّد أصدقاءك في حال رموا أنفسهم من برج عالٍ؟
الابن: التدخين ليس انتحاراً. حتّى أنت تدخن.
الأب: بالطبع هو انتحار بطيء ولكني كبير ولن يضرّني كما هو حالك.
الابن: وأنا أيضاً كبير وبنيتي الجسدية أقوى.
الأب (بغضب): إيّاك أن أعرف مجدَّداً أنك تدخن!
الابن: لا أفهم سبب غضبك.. التدخين أمسى أمراً طبيعياً، الجميع يدخِّن في كل مكان!
الأب: انتهى الحوار فليدخن الجميع.. أنت ممنوع من أن تدخن.
الابن: لا أحد يستطيع منعي! لم أعد طفلاً تملي عليه آراءك!
وبالطبع سوف تتصاعد حدَّة الحوار وتسير الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه. فما هو الحل؟
وما هو دور الأهل؟ وما هي مسؤولية الشاب؟
إلى الشاب:
1 - أنت تعرف يقيناً أنَّ التدخين يؤدِّي إلى الكثير من الأمراض الخطيرة ولكن لا شك
أنَّ إغراءات الأصدقاء الواقعين تحت تأثير هذه العادة هي التي تشجِّعك. ولهذا عليك
أخذ القرار إمَّا أن تصير عبداً للسيجارة وإمَّا أن تكون سيّد نفسك وتقلع عن
التدخين.
2 - إن كنت تظن أنّك تجد في هذه السموم ملاذاً من همومك الكثيرة فأنت كمن يستجير من
الرمضاء بالنار، لأنّك تسنزف قواك وتقضي على عافيتك شيئاً فشيئاً.
3 - ابحث عن عادات أسمى من التدخين للتخلّص من التوتّر كالإكثار من ذكر الله
وممارسة الرياضة..
4 - خذ قرارك الصائب وحدك واحمِ صحتك وثبت قوَّة شخصيتك لتستحقَّ حينها أن تعتبر
أنّك أمسيت راشداً وواعياً كفاية لاتِّخاذ قراراتك!
إلى الأهل:
1 - عندما تنغمسون في العادات السيئة يصير سهلاً على ولدكم أن ينجرَّ إليها وأن
يعتقد مثلاً أن التدخين ليس سيئاً وإلا لما أدمن عليه الأقارب. لذلك واجبكم كأهل
يحتِّم عليكم أن تمنعوا التدخين تماماً في منزلكم لتصير السيجارة ضيفاً منبوذاً.
2 - مارسوا حرباً نفسيَّة على ابنكم مقابل الترويج الكبير الذي تعتمده وسائل
الإعلام والمجتمع بشكل عام الذي يشجع على التدخين. اجمعوا الدراسات والتحقيقات التي
تتحدث عن مضار التدخين وأطلعوا أولادكم عليها.
3 - صادقوا ابنكم ولا تجعلوه يشعر بأنّه في حرب لإثبات شخصيَّته أمامكم لأنّكم بذلك
تخسرون ثقته بكم وتدفعونه دون إرادتكم للإدمان على التدخين.
نبذة عن تاريخ التدخين
في أوائل القرن السادس عشر أدخل مكتشفو أمريكا عادة التدخين إلى الحضارة
الأوروبيَّة. ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدّث عن التدخين أخذ من اسم
جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكِّد أنَّ للتدخين
فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض. أمَّا السيجارة التي يعرفها الناس
بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م.
حقائق علمية عن التدخين والأمراض
1 - التدخين يسبِّب أنواعاً عديدة من السرطان، أهمّها سرطان الرئة.
وأثبتت دراسات على المراهقين أنّ أمراض الرئة المزمنة قد تنشأ بعد تدخين 5-10 سجائر
في اليوم لمدّة عام أو عامين، كما يسبِّب التدخين سرطان الحنجرة ويظهر بنسبة 10%
لدى المدخنين أكثر من غيرهم.
والتدخين يسبب تقلُّصاً في شرايين القلب ما يؤدِّي إلى ذبحة قلبية، وهذا الضرر يبدأ
عند تدخين السيجارة الأولى حتى ولو لم (يبلع).
2. إنّ الصغار والشباب هم أكثر تأثراً بالتدخين من الكبار إذ إن شرايين قلوبهم تكون
(أطرى) وتتقلص بقوة أكثر.
3. التدخين يساعد على الصلع، فالنيكوتين يسرّع الصلع.
4. يحوي النصف الأخير من السيجارة المشتعلة مواد ضارة أكثر من نصفها الأول.
أرقام مخيفة:
- يبلغ عدد المدخِّنين على مستوى العالم: 1.1 بليون شخصاً.
- نسبة المدخِّنين في الدول المتقدمة: نسبة الذكور 41% والإناث 21%.
- 3 ملايين حالة وفاة سنوياً بسبب التدخين.
- نسبة المدخِّنين في الدول النامية: نسبة الذكور 50% والإناث 8%.
وتقدِّر المفوضية الأوروبية أن ثمانية مدخِّنين من أصل عشرة دخنوا أول سيجارة بين
سن 12 و18 عاماً.
- تركيا هي الدولة التي تضم أكبر عدد من المدخنين مقارنة بعدد السكان.