أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مشاركات القراء: كيف تكتب مقالاً؟


يوسف البيومي


المقالة فن من فنون الكتابة القصيرة، يمتاز بعرض أكثر كمّ ممكن من الأفكار والمعلومات التي يريد الكاتب أنْ يوصلها إلى القارئ، دون اختصار مقتضَب ولا توسيع مسهَب. يدخل في المقال مجهود الكاتب وقوَّته الفنيَّة كي يظهر في عدَّة أسطر موضوع كامل، وبحث لائق، يساعد على تقديم شيء جديد في أيِّ مجال من مجالات العلوم المتعدِّدة والمنتشرة عبر العالم. من هنا تأتي المقالة التي هي جزء لا يتجزَّأ من أيِّ جريدة، أو مجلَّة، أو حتَّى كتاب، كي تضيف شيئاً جديداً على الساحة العلميَّة الواسعة، مع صغر حجمها، وضيق صفحاتها، لتعطي القارئ ما يستطيع الاستفادة منه.

* طرق الكتابة
والطريق التي يمكن للكاتب أن يتَّبعها في عرضه للمعلومات والأفكار، على نحوين:
النحو الأوَّل: هو الاستقرائي، الذي يَبدأ من الحقائق الجزئية ليصل منها إلى الحقائق العامَّة أو الكليَّة.
النحو الثاني: هو المنهج الاستنباطي، الذي يبدأ من المبادئ العامة والكليَّة ليصل إلى الحقائق الجزئيَّة.

وهذا ما يسمى بالمنهج العلميِّ للكتابة في أيِّ نوع من أنواع العلوم المختلفة، وهو الوسيلة التي يتَّبعها الكاتب للوصول إلى حقيقة أو مجموعة حقائق، من خلال الاستدلال وإثبات الحقيقة بالمنظار العقلي وبالتسلسل الموجود بين القضايا أو الحقائق المعيَّنة، ويكون هذا الاستدلال على الطريقتين المبينتين أعلاه.

* أنواع المقالة
المقالة متنوِّعة بتنوُّع العلوم الموجودة؛ ولأنَّ العلم مجموعة من المعارف والمفاهيم المنظمة التي يمكن التوصّل إليها والتحقّق منها عن طريق معيَّن وأسلوب خاص، من هنا كانت أنواع المقالات مرتبطة بأنواع العلوم التي لا عد لها ولا حصر، ونعطي على سبيل المثال أنواعاً للمقالات، منها: السياسيَّة، والدينيَّة، والاجتماعيَّة، والقانونيَّة، والعلميَّة، والتحليليَّة... الخ.

* صفات الكاتب
على الكاتب أن يتَّصف بمزايا وصِفَات لا بدَّ أن تكون متوفِّرة في كلِّ شخص يستعمل قلمه، لا في المقالة فقط بل على كلِّ الأصعدة والميادين، وأهم هذه الصفات:
الدقة في جميع مظاهر البحث (أو المقال).
محبة التنظيم والنظام.
التحلي بالمنطق.
الأمانة والشعور بالمسؤولية.
القدرة على التأمل والتفكير.
البراعة في سبك وتأليف وإخراج البحث (أو المقال)(1).

* أسس الكتابة
كلُّ مقال لا بدَّ له أن يقوم على نشاط ذاتي ومعلومات وأدلَّة ومحاولة التوفيق بينها، وللمقال أُسس يجب الالتزام بها من أي نوع كان:
أولاً: أن يكون المقال فيه شيء من الابتكار، ومحاولة إضافة الجديد، والتقصي الدقيق للمعلومات، وهذا ما يعتمد على العوامل والمؤثِّرات الشخصيَّة، وهو الأساس الذَّاتي.
ثانياً: الاعتماد على الأساس الموضوعيِّ بحيث لا يخرج المقال عن واحد من الأمور التالية:
اختراع المعدوم، أي تكوين موضوع جديد.
إحياء قديم، أي تحقيق موضوع قديم بطريقة علمية جديدة.
توضيح مبهم، أي شرح وتفسير موضوع وبيان الخطأ فيه.
تفصيل مجمل، أو تهذيب موضوع مطول.
جمع متفرق وترتيبه(2).
ثالثاً: الربط بين الأساس الذَّاتي والموضوعي بطريقة وثيقة دون ترك فجوة أو فراغ، ويكون هذا الربط بين القوة الذاتية والأسس الموضوعية للكتابة.

* أقسام المقال:
يقسَّم المقال إلى ثلاثة أقسام، وهي:

المقدِّمة: وفيها يُعرّف بالمقال ويحدِّده كي يفهم القارئ موضوع المقال.
صلب الموضوع: حيث يحشد الكاتب المعلومات والأفكار بطريقة ممنهجة، ويفصل بطريقة بيانية ما أراده في المقدمة.
الخاتمة: إنَّها خلاصة العمل، وفيها يختصر الكاتب أهمّ ما توصَّل إليه، ويكون ذلك في عدَّة أسطر خاتمة، خالية من التعليل والإقناع.
ومن أهمِّ أقسام المقال: الهامش، وفيه المعلومات عن المصادر التي اقتبس منها.

* توصيات لا بد منها:
كي يخرج الكاتب بمقالٍ جيد، هناك توصيات تساعده على ذلك، منها، أن يضع نفسه مكان القارئ دائماً، وأن ينسِّق المقال بتغيير بعض الكلمات والألفاظ التي تشعره بأنَّها غير مناسبة أو ركيكة أو أنَّ غيرها أفضل، أيضاً لا بد من التأكد من أن المقال يمكن قراءته بسرعة ويسر، ففي حال كان المقال طويلاً، فذلك يدعو القارئ إلى عدم التركيز ويَشعر بالملل وبالتالي سيتخلَّى عن القراءة. من هنا يجب فحص الجمل والمقاطع بعناية للتأكد من أنَّ الكلمات والجمل مناسبة وتلقائية، وعليه أن يبتعد عن توليد المفردات والجمل توليداً قيصرياً، مثلاً أن يُعجَب الكاتب ببعض الكلمات والتركيبات فيعمل على إقحامها في غير مواضعها، ولا بدَّ أن يتناول المقطع فكرة واحدة تُطوَّر من خلال جملة أو عدة جمل كي تقدم بشكل منطقي النقاط التي يحاول أن يطرحها، ويجب دائماً محاولة أن تكون المعاني التي يقصدها واضحة، ولا يدخل القارئ في تخمينات لا تعنيه، ولا ينسى التأكد من سلامة التراكيب والقواعد النحوية. ومن باب الحرص على المقال يكون على الكاتب اختيار الكلمات الأولى للمقال التي تجذب القارئ. وعلى الكاتب أن يتطوَّر في موضوع المقال بشكل منطقي ويخطِّط بعناية لما يريد أن يقول، وبعد الانتهاء من الكتابة عليه أن يقرأ المقال عدة مرات، في حال أراد أن يغير أو يعدل شيئاً. أخيراً، المقال عبارة عن قطعة فنيَّة، والكاتب هو الفنّان، فكلَّما اعتنى الفنَّان بصنيعه ظهر العمل آية من الكمال؛ ولأنَّ الكتابة ليست حكراً على أحد دون الآخر، والموهبة متوافرة، لذلك بقي معرفة الآلية المتبعة، والمنهجية لكتابة المقال، والمجال مفتوح للجميع... فعبّروا.


 1- منهجية البحث القانوني، د. علي إبراهيم، ص13، المكتبة العصرية، الطبعة الأولى، 1997.
2- منهج البحث وإعداده، د. طلال المجذوب، ص31، مؤسسة عز الدين، 1993.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع