عماد عواضة
(إلى الشهيد عباس محمد بهجة)
كالصبح كان
كالصوت
إمتدَّ نشيداً.. وألحانا...
معشوشب الوجه...
وخدّيه... غيمتان... تمطران...
كالصبح كان...
كالشجر...
يحمل الحبّ والرّيحان...
ويبسط كفيه...
فوق وجوه الورد...
يعطيه... الأمان...
كالصبح كان...
يخبِّىء القمر...
في أكمامه..
وعيناه... نجمتان
ورصاصة...
يقتل العدوان...
يا هذا الصبح...
يا هذا الحب...
يا هذا...
هل تدري... من هذا...
الذي يشرق كالبدر...
كالصبح كان...
ويداه... نهران جميلان...
بلا أسماء... بلا عنوان...
وفي قلبه... تُعرِّشُ... كل الجدائل... وشمائل القمح
... والسَّنابل
وعلى خديه... زحمة نخيل... تعلن
هو الصبح كان...
كالصبح كان...
يحملنا إليه... الوجع القدسي...
سيفاً... حجراً...
... رصاصاً...
نغدوا خلفه أميراً...
هذا صوته...
رشاشه...
دمه...
كل الأوراق
وحبر دمائه... الوصية...
بندقية... بندقية...
إطلقوا كل رصاصي...
ولتحملوا... يا إخوتي... جراحي...
هذا أوان شروق دمي
فاحملوا سلامي...
ولتمسحوا...
على وجه الصبح...
فإن جراحي...
دمائي...
كالصبح الآتي...
للصوت الآتي... من حنجرة المدفع...
ولتسمع... هذا صوتي... صوتي... أدعوك...
لتحمل رصاصي...
دمائي...
وصيتي...
يا هذا السائل عنه...
هو الصبح في عينيه...
هو الشجر...
المطر...
الزهر...
هو الجمال الوردي...
يعتمر قبة قلبه...
ويفترش كل خمائله...
في دروب الجنان...
هكذا كان
كنس كل أجنحة الظلام...
ومشى...
صبحاً...
صوتاً...
إلى أبواب الفجر...
كالصبح كان