مقابلة مع مدير معهد سيد الشهداء للتبليغ والمنبر الحسيني السيد علي حجازي
حوار: محمد ناصر الدين
* هدفنا إعداد خطباء حسينيين مثقفين لارتقاء المنبر
الحسيني
"يشرفني أن أعلن لكم عن الاستعداد لتأسيس مقر دائم لمتابعة مقررات المؤتمر واعتماده
في نفس الوقت معهداً لإعداد وتأهيل خطباء المنبر الحسيني". بهذه الكلمات أعلن سماحة
أمين عام حزب اللَّه السيد حسن نصر اللَّه عن تأسيس معهد سيد الشهداء عليه السلام
للتبليغ والمنبر الحسيني بعد أن كان أمنية عاشت في صدور التائقين إلى إحياء المراسم
العاشورائية بأرقى صورها وأكمل أشكالها تجسيداً لمفاهيمها الأصيلة. انطلق المعهد
منذ سنة تطبيقاً لتوصيات المؤتمر الثقافي العاشورائي الأول عام 1420ه الذي عقدته
الوحدة الثقافية المركزية في حزب اللَّه، وقد أُعتبرت انطلاقة المعهد بداية موفقة
يستكمل بعدها تنفيذ جميع التوصيات التي صدرت عن المؤتمر، وخطوة مهمة في طريق تحقيق
الأهداف التي أُقيم من أجلها، وقد أخذ المعهد على عاتقه إعداد قراء عزاء أبي عبد
اللَّه الحسين عليه السلام ضمن برامج علمية وثقافية أُعدّت خصيصاً لذلك الغرض،
وتأهيل قرّاء العزاء من خلال لقاءات تطرح فيها القضايا الهامة والحساسة، بحيث يتم
بحثها ومعالجتها لتجنب المجالس الشوائب، وتأهيل المبلغين إلى مستوى أكثر مساساً
بالواقع المعاصر، وإعداد المتون المتعلقة بالسيرة الحسينية المُحقَّقة وبموضوعات
المجلس الحسيني، وقد شكَّل المعهد لبنة أساسية في بناء الحدث العاشورائي الرسالي،
منبراً وخطابةً وتحقيقاً. واليوم، وبعد مضي عام على انطلاقة المعهد، كان لا بد من
الوقوف على الآثار والنتائج والإنجازات التي حققها معهد سيد الشهداء عليه السلام
فكان هذا اللقاء مع مدير المعهد سماحة السيد علي حجازي.
* بعد مرور سنة على تأسيس معهد سيد الشهداء عليه السلام هل تبلورت نظرة جديدة لهذا
المعهد؟
طبعاً عندما تأسس هذا المعهد والذي كان وليد المؤتمر العاشورائي الأول، حيث أنه
تقرر في ذلك المؤتمر، الذي عُقد قبل حوالي ثلاث سنوات تقريباً أن يُعمل على تأسيس
معهد للمنبر الحسيني، وفعلاً تم هذا الأمر في السنة الماضية، وكان المعهد في بداية
انطلاقته يعمل على إعداد وتأهيل قرّاء العزاء، حيث كان هذا هو الهدف الأساس منه،
وطبعاً ما كان يجري فعلاً في المعهد، وما زال إلى الآن، هو دورات في تعليم أطوار
العزاء، أي أن يأتي الطالب إلى المعهد فيُوضع له برنامج يؤهله ليصبح قارئاً على
مستوى أداء أطوار العزاء المتبَّعة والمتعارضة عند القرَّاء، بالإضافة إلى بعض
المواد الأخرى التي تساعده في كيفية قراءة مجلس العزاء، من حيث القراءة والإلقاء
والتأليف للمجلس، ومن حيث تحقيق المجلس تاريخياً، أي أن هناك مادة تحقيقية تاريخية،
ومادة تركيب وتأليف المجلس من حيث بدايته ونهايته والأطوار، بالإضافة إلى المواد
الجانبية التثقيفية مثل النحو والمنطق، باعتبار أن القارئ يحتاج لهاتين المادتين
في عملية تأليفه وقراءته للمجلس العاشورائي.
وبعد هذه المدَّة رأينا أن من الأفضل
العمل على أن يكون للمعهد برنامجه التعليمي والثقافي الخاص، أي أن يدرس الطالب أربع
أو خمس سنوات كل ما يحتاجه قارئ العزاء في تأديته لهذا المجلس، ويحصل عليه في هذا
المعهد، وهذا يحتاج إلى برنامج طويل الأمد، وعناوين يحتاجها الطالب في حركته
التبليغية العزائية، حيث بتنا نعرف اليوم أن المنبر الحسيني هو من أهم المنابر
التبليغية في أوساطنا وفي كل العالم الإسلامي، حيث لا نجد منبراً يأخذ هذا الصدى
الذي يأخذه المنبر الحسيني، فالناس تحضر فيه لسماع المجلس، ونحن نعلم أن الناس
عندما يحضرون إلى المجلس، فإنما يأتون ليستمعوا للقارىء ومجلس العزاء، وهذا الشغف
والإندفاع عند الناس لحضور المجلس والاستماع للقارئ، يكون مفتاحاً لدخول القارئ
إلى عملية تثقيفية وتبليغية لهم، ولهذا نحن نعمل على أن يصبح المعهد معهداً
للتخصُّص وإعداد الخطيب الحسيني بكل معنى الكلمة، وليس فقط قارئاً للعزاء، وخلاصة
الأمر أننا نعمل على نفس الهدف، وإنما ليس على شكل دورات فقط.
* علمنا بأنكم تعملون على دورات في طرائق ووسائل التدريس،
وما يتعلق بالتدريس، هل يعتبر هذا من أهداف المعهد المستحدثة، إضافة إلى إعداد
وتأهيل خطباء المنبر الحسيني؟
معهد سيد الشهداء عليه السلام هو للتبليغ، والمنبر الحسيني، أي أن له علاقة بحركة
التبليغ وليس مختصاً فقط بالمنبر الحسيني وقرّاء العزاء، بل بكل حالات التبليغ،
ولهذا تكفّل المعهد بإعداد دورات لتدريب المدرسين على استخدام وسائل التدريس
الحديثة.
* ما هي الدوافع لتغيير النمط المتبّع سابقاً في إعداد
وتأهيل خطباء المنبر الحسيني من دورات إلى دراسة تحصصية؟
نحن نرى أن قراء العزاء متفاوتون فيما بينهم من ناحية الأداء، حتى على مستوى النقل
التاريخي، حيث أن البعض يحقق في نقل الحدث التاريخي الصحيح، والبعض الآخر يعمل على
النقل فقط كما يسمع عن شريط معين دون تحقيق، وهذا ما يسبب إرباكاً للمجالس
العاشورائية، ومن هذا الباب نريد أن لا يبقى الطالب على نفس هذه الوتيرة التي يمشي
عليها من حيث أن صوته جيد، وقد تعلّم بعض الأطوار ويحفظها فيصبح قارئاً للعزاء،
فالمنبر الحسيني ليس منبراً للبكاء فقط، بل ينبغي على القارئ أن يستخدم البكاء
للأخذ بأيدي الناس إلى مبدأ أو فكرة أو هدف يسعى إليه المجلس العاشورائي، وإلا فإن
كل هذا الإعداد وكل هذه القدرات التي تُبذل في مجالس عاشوراء لا تؤتي ثمارها كما
ينبغي، فالهدف ليس جمع الناس بل هناك هدف تربوي علمي وعقائدي يدفعنا لإيصال الناس
إليه، ومن هنا نريد أن يكون القارىء خطيباً ومبلّغاً في نفس الوقت، وهذا لا يكون
إلا إذا خضع لدورة تعليمية لمدة أربع سنوات على أقل تقدير.
* هل لدى المعهد نية أن يكون مركزاً للمنبر الحسيني لغير
الساحة اللبنانية؟
لا مانع من أن يمتد المعهد إلى خارج الساحة اللبنانية في حال نجح وهذا يتطلب عقد
مؤتمرات، وتوسيع نشاطات المعهد، والمعهد الآن من حيث الإمكانات لا يسمح بأن يكون
مفتوحاً بشكل كبير جداً ومع ذلك لم يقفل المعهد أبوابه أمام غير اللبنانيين،
وأساساً هو ليس مختصاً بالأخوة اللبنانيين، فكل إنسان يريد أن يتخصص بهذا المجال في
المعهد، فالأبواب مشرّعة له، وعندنا اليوم عدة طلاب غير لبنانيين وقد يكون في بعض
الأحيان غير اللبناني مقدّماً على غيره لبعض الظروف التي يعيشها المجتمع الغير
لبناني وقد نرى أن هذا الشخص قد يكون خطيباً حسينياً، لذا نراعي بعض الظروف، لكن
المعهد لم يصل إلى المرحلة التي يستطيع فيها استيعاب عددٍ كبير من كل العالم
الإسلامي.
* كيف كان تفاعل خطباء المنبر الحسيني مع المعهد؟
المعهد صار معروفاً بالنسبة للخطباء، وقد كان هناك تفاعل كبير من قبلهم، وقد
اعتبروا أن هذا المعهد يهمهم خاصة الأخوة والخطباء المميزين، ويتحملون مسؤولية تجاه
هذا المعهد لأنهم أكثر الناس فعالية وأداء وتفعيلاً له من حيث خبرتهم وتجربتهم حيث
يستطيعون أن يقدموا هذه التجربة للمعهد ليستفيد منها في تأهيل وإعداد الخطباء الذين
يعمل المعهد على إعدادهم، ونحن نتعاون معهم.
* كيف كان صدى المعهد عند غير شريحة الخطباء والقرّاء؟
لمسنا الاهتمام والتفاعل من حيث تلبية دعوات أنشطة المعهد، والإندفاع الذي يبدونه
دليل على أن للمعهد صدى إيجابي وحسن.
* ما هي أقسام المعهد التي يعمل من خلالها أو يعمل عليها؟
هناك قسم دورات العزاء والخطابة الحسينية التي تهدف إلى إعداد خطباء حسينيين واعين
ومثقفين، مؤهلين لارتقاء المنبر الحسيني، وقد أنجزنا حتى الآن 3 دورات تخرَّج منها
حوالي 12 طالباً بينهم علماء معممّين كقرّاء عزاء بالإضافة إلى دورة تجري حالياً.
عملنا على إنشاء المكتبة الحسينية وقد أنجزنا القسم الأكبر منها، فيها مجموعة مهمة
من الكتب في المجال العاشورائي والحسيني، وهي في خدمة كل من يريد أن يؤلف مجلساً أو
يصبح من قراء العزاء، ولتكون بين يدي العلماء والباحثين والمفكرين والطلاب للبحث
والتدقيق في النهضة الحسينية لتكون بمثابة بيت علمي لهم، ونسعى الآن لإنشاء مكتبة
صوتية تجمع كل شيء له دخالة بعاشوراء والإمام الحسين عليه السلام من أشرطة
وأسطوانات كمبيوتر تخدم القارئ والخطيب الحسيني.
قسم للمتون الموحدة لتعليم قراءة
العزاء على الساحة اللبنانية ولو على مستوى الدورات وقد أنجزنا قسماً كبيراً من هذه
المتون ومنها ما طُبع ومنها ما هو تحت الطبع بحيث توزّع على كل المعاهد في الساحة
اللبنانية وتعتمد كمناهج من حيث الأطوار أو المادة التاريخية أو نوعية الخطابة أو
تركيب وتأليف مجلس العزاء، والمسائل التي يحتاجها الطالب ليصبح قارئاً ونحاول إنجاز
هذه المادة ككتاب بعنوان: "معين القرَّاء في أطوار العزاء" فهناك متون إضافة إلى
مادة العزاء متون أخرى ك"المصيبة الراتبة في مقتل سيد الشهداء" في طبعة جديدة، وقد
سعينا إلى تأمين مادة للمحاضرين في عاشوراء ومادة تساعد الخطيب بحيث تصبح الحالة
التبليغية موحّدة في المجالس العاشورائية. دورات تخصُّصية في مجال التدريس والتعليم
مختصة بالمدرسين فقط، وبالأساليب الحديثة للتدريس، وقد أنجزنا منها دورتان الأولى
شارك فيها حوالي 18 مشتركاً، ودورة أخرى شارك فيها 27 مشاركاً وهذه الدورات لتدريب
المدرسين على الأساليب الحديثة للتدريس من أداء وتقييم، والوسائل التي يستخدمها
المدرِّس ويقوم بهذه المهمة أخصائيون وأساتذة جامعيون وكل دورة تستمر حوالي ثلاثة
أيام من الصباح حتى المساء وفيها تسع حلقات وكل حلقة عبارة عن ثلاث ساعات.
لقاءات حوارية بمواضيع أساسية من الفكر الإسلامي من حيث التاريخ والحدث التاريخي
ومصادر، وغيرها من العناوين وقد بلغ عدد هذه الحوارات أربعة حوارات، الحوار الأول
كان بعنوان "مصادر النهضة الحسينية تاريخاً وتقييماً" الحوار الثاني "البُعد الغيبي
في نهضة الإمام الحسين عليه السلام والحوار الثالث "الحدث التاريخي دراسة وتحقيقاً"
والحوار الرابع "فقه الاستشهاد من وحي عاشوراء" وقد كانت هذه اللقاءات الحوارية
ناجحة ولا بأس بها وقد كان لها صدى إيجابي حيث كانت مسألة جديدة أن يلتقي قرَّاء
العزاء والمبلغين في هكذا جلسات، ويحاورون ويناقشون، خاصةً في قضايا مهمة جداً، حيث
تطرح قضية معينة من عالم محقّق بشكل مفصّل، ويكون بعدها نقاش، وتكون المدة الزمنية
بين الساعتين وثلاث ساعات.
* أقام المعهد مؤتمراً خاصاً بمجالس العزاء للأطفال
والناشئة، ماذا كنتم ترجون من إقامته والأهداف التي عُقد لأجلها؟
هذا المؤتمر هو أحد الأهداف الاستراتيجية للمعهد كان له هدفان: الأول وهو الأساس أن
يكون عندنا مجالس خاصة بالأطفال أي أن يكون الحضور كلهم أطفال والمجلس يخاطب
الأطفال، من حيث المادة والكلمة والعبارة، والهدف الآخر هو أن نقوم بإطلالة على هذا
العالم بشكل أكبر، حيث أن الطفل في ذكرى عاشوراء ليس له وجود، فالمجالس العامة التي
تُعقد هي للكبار وأما الأطفال وإن حضروا فإن الخطاب ليس موجهاً لهم، ولا يعتبر
الطفل نفسه معنياً بهذا المجلس، ولهذا كان لا بد من إثارة هذا الموضوع فكان المؤتمر
لتسليط الضوء على الطفل، وقد تحقق هذا الأمر بمجرّد الإعلان عن هذا المؤتمر وبرزت
ضرورة أن يكون للطفل خطابه العاشورائي الخاص به، وكيفية جعله متفاعلاً مع ذكرى
عاشوراء، وقد قدمت الأوراق البحثية بكيفية تقديم المجلس العاشورائي للطفل وكيفية
مخاطبته ومع الالتفات إلى أن في عاشوراء الكثير من الوقائع التي قد لا يمكن أن
نقدّمها للطفل كما هي حيث قد تشكّل له بعض الأحيان صدمة معينة، ولهذا لا بد من أن
نحاكي الطفل بلغة تجعله يتفاعل مع الحدث ويؤثر به ولكن دون أن يصل إلى صدمة نفسية،
وقد وجدنا الاستعداد الكبير من البعض لتقديم شيء جديد للأطفال ومنهم المختصين
لكتابة مادة حول الحدث العاشورائي للأطفال، وكانت هذه إحدى مقررات المؤتمر، هذا وإن
أنجزت المادة فعلاً تكون الأولى في العالم الإسلامي بالطريقة التي نفكر بها، حيث قد
نجد في الأسواق كتابات تاريخية للأطفال متعلقة بالحدث العاشورائي، ولكن ليست
بالمستوى الذي يتفاعل معه الطفل ولا تخاطب وجدانه وأحاسيسه، أو تشكل له مادة تربوية
تثقيفية، والمعهد دوره تقديم المادة والإشارة إلى الموضوع، وليس تطبيق أو إنشاء
المجالس بل هو يخدم الجهات التي تنفّذ هذه الخطوة فكشافة الإمام المهدي عجل الله
فرجه عندهم تجربة بخصوص مجالس الأطفال ويقيمون تلك المجالس فالمؤتمر يغني هذه
التجارب.
* ما هي أهم النتائج التي حققها المؤتمر؟
إن إثارة هذا الموضوع لاقت اقبالاً كبيراً لأنه حساس جداً وقد لاقى استحساناً
واستعداداً لتقديم كتابات في الحدث العاشورائي، فالمؤتمر كان مطلباً على المستوى
الجماهيري والشعبي وقد كان هناك اهتمام كبير من قبل المسؤولين وتفاعل من المهتمين
والمثقفين، وقد كانت إثارة هذا الموضوع هي النتيجة المباشرة الأولى للمؤتمر، ومن
النتائج الأخرى المترقبة هي تأسيس مجلس خاص بالأطفال وإن كان هناك مجالس بشكل مختصر
وبسيط، وقد فتح هذا المؤتمر الباب أمام المسؤولين والمعنيين للتفكير بمجالس خاصة
بالأطفال إلى جانب كل مجلس للكبار.
* كيف تقيمون هذا المؤتمر؟
نعتقد أن المؤتمر كان ناجحاً بدرجة كبيرة، وقد كنا نتوقع نجاح هذا المؤتمر، ولكن ما
شاهدناه في المؤتمر كان أكبر مما كنا نتوقع، وقد حافظ على قوته حتى انتهائه منها،
أنه عادة في المؤتمر تقل نسبة الحضور تدريجياً ولكن هذا المؤتمر حافظ على زخمه
وقوته بقوة الحضور حتى انتهائه مع تبدل في الحضور، إضافة إلى ذلك الأوراق التي
قُدِّمت والنقاشات والأفكار التي طرحت من قبل الأغلبية، وبقي مجموعة من الحضور لم
يستطيعوا الكلام بسبب ضيق الوقت، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الاهتمام
والنجاح، فالمؤتمر كنتائج تحققت أثناء انعقاده كان ناجحاً، أما نتائج ما بعد
المؤتمر فيترك الحكم عليها لما بعد المؤتمر، وقد قيّم الحضور المؤتمر بأنه كان
ناجحاً على كل المستويات.
* هل كان للمؤتمر صدى خارج قاعة المؤتمر؟
كل الذين اتصلنا بهم رحبّوا بالمؤتمر وقد سجل الكثير من العتب ممن لم ندعُهم لحضوره
نتيجة ضيق المكان، لأنهم كانوا يودّون الحضور والمشاركة فيه وتقديم أفكار ومقترحات،
وقد تلقينا اتصالات تبارك هذه الخطوة.
* هل هناك نية للقيام بمؤتمرات أخرى على غرار هذا
المؤتمر؟
طبعاً، إن المعهد لديه مشروع يعمل على تحقيقه، والمؤتمرات عادة تفتح المجالات
وتهيئ الأجواء للأفكار، وعندنا مشاريع مستقبلية لعقد مؤتمرات تعالج الكثير من
الجوانب المختصة بعاشوراء سيعمل المعهد على إنجازها.
* هل لمستم آثاراً مهمة للمعهد؟
نحن لا ننظر إلى نتائج المعهد الكمية بل إلى النتائج النوعية التي يحققها، حيث
تستطيع مخاطبة الناس وتجعل المنبر العاشورائي منبراً تبليغياً، ونحن إذا قمنا
بتخريج خمسة قرّاء عزاء نوعيتهم جيدة جداً يعرفون مخاطبة الناس، وكيف يوصلون الفكر
الأصيل إليهم، فهذا هو الذي يجعل للمعهد صدى، ومع ذلك رغم الإمكانات المتواضعة
للمعهد، استطعنا خلال سنة واحدة أن ننجز أموراً جديدة ومهمة كاللقاءات الحوارية
والمؤتمرات المفيدة والمتون التي أعدّها المعهد، وهذا ربما يكون كافياً لمعهد مضى
على تأسيسه سنة واحدة فقط.
* إلى ماذا يطمح معهد سيد الشهداء عليه السلام؟
أن يصبح مركزاً للمنبر الحسيني، والتبليغ من حيث الإعداد والتأهيل، وعلى كل
المستويات، ومرجعية وهذا يكون الهدف الأسمى لنا، يضم مركزاً للدراسات والأبحاث،
ومرجعاً في التحقيق التاريخي والمادة الثقافية العاشورائية، وفعلياً قد طُلب منا
الكثير من المسائل الثقافية العاشورائية، فالأخوة في تلفزيون المنار بصدد الإعداد
لمسلسل تلفزيوني عن الإمام الحسين عليه السلام، وقد طلبوا منا المادة الثقافية لهذا
المسلسل وقد تم إعداد هذه المادة.
* هل من كلمة أخيرة؟
إن هذا المعهد هو معهد لكل الحالة الإسلامية والمسلمين ومعهد للإسلام الحسيني، ونحن
نعلم أن "الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء" والمطلوب منا جميعاً أن نحمل هذه
القضية والمسؤولية أمام المعهد لأن نجاح المعهد هو نجاح للجميع والسلام عليكم ورحمة
اللَّه وبركاته.