* الآداب المعنوية للصلاة
كتاب جليل، عظيم الفائدة، ألفه العارف الكامل الإمام الخميني قدس سره قبل أكثر من أربعين سنة، بيّن فيه جملة من الآداب المعنوية للصلاة. وسبب تأليفه كما يقول الإمام في مقدمته أنه كان قد أعدّ رسالة أودع فيها ما تيسر له من أسرار الصلاة. وبما أنها لا تناسب أحوال العامة فقد خطر بباله أن يؤلف شطراً من الآداب القلبية لهذا المعراج الروحاني لعلها تكون للأخوة فلي سبيل الإيمان ذكراً...
وقد رتب الإمام كتابه هذا على مقدمة ومقالات وخاتمة.
ففي المقدمة يبين الإمام مستفيداً من الآيات الشريفة والأحاديث الجليلة إن للصلاة صورة أخرى ملكوتية غير هذه الصورة الظاهرية التي نظنها.
أما المقالة الأولى فجاءت لبيان الآداب الضرورية في الصلاة وفي جميع العبادات والمناسك.
والمقالة الثانية في مقدمات الصلاة المعروفة على طريقة أهل المعنى.
والمقالة الثالثة في مقارنات الصلاة كالأذان والإقامة والقيام والنية والقراءة وخاصة قراءة القرآن الكريم والركوع والسجود وغيرها.
ويعرج الإمام إلى تفسير سورة الحمد والقدر والإخلاص قبل أن يختم في ذكر بعض الأمور الداخلة والخارجة للصلاة.
كتاب لم يصنف مثله في هذا الباب، وهو خير شاهد على مدرسة الإمام الخميني قدس سره العرفانية التي تنطلق من الشريعة الإلهية الغراء.
طبع هذا الكتاب عدة مرات وقد ترجمه سماحة السيد أحمد الفهري.
* رسالة لب اللباب في سيرة وسلوك أولى الألباب
"رسالة وجيزة في السير والسلوك حررتها أنامل العارف والحكيم المتأله آية الحق السيد محمد حسين الطهراني وحوت من المعارف ما قل نظيره وندر مثيله في هذا الفن الأعلى والعلم الأسمى من فرع "الحكمة العملية" الذي يبين طريق السير والسلوك إلى الغاية القصوى والمقصد الأعظم".
بهذه الكلمات يقدّم المترجم السيد عباس نور الدين هذه الرسالة الفريدة.
وهي عبارة عن سلسلة من الدروس ألقاها العلامة الكبير الفقيد السيد محمد حسين الطباطبائي أعلى الله مقامه بيّن فيها شروط ومهمات برنامج السير والسلوك العرفاني.
وتظهر أهمية هذه الرسالة مع صغر حجمها في أنها جمعت ما بين اللغة العرفانية البعيدة عن الاصطلاحات والعبارات المعقدة والمضمون العميق الذي يبين كليات المسائل العرفانية في القسم العملي بأسلوب قرآني فريد.
يبدأ المؤلف بعد مقدمته الضرورية بتعريف البرنامج الكلي للسلوك إلى الله ثم ينتقل إلى شرح موجز للعوالم المتقدمة على عالم الخلوص حيث تبرز أهمية هذا المطلب. ثم يشرح في الفصل الرابع الطريق وكيفية السلوك إلى الله بشكل إجمالي. وبعدها ينتقل في الفصل الخامس إلى الشرح التفصيلي مبيناً جملة من الشروط والمهمات الضرورية في البرنامج السلوكي.
رسالة قيمة وجديرة بالدراسة. طبعت في دار التعارف للمطبوعات ـ 1412هـ
* فاسألوا أهل الذكر
كما عودنا سماحة الدكتور محمد التيجاني السماوي بأبحاثه المقارنة في المذاهب والفرق وبأسلوبه الشيّق الرائع، فقد أخرج كتابه الثالث "فاسألوا أهل الذكر" الذي تعرّض فيه لأهم الاختلافات الأصولية بين المذاهب الإسلامية الأساسية بالجدال الحكيم والشواهد القاطعة.
ففي الفصل الأول يبين مسألة الخالق عزّ وجلّ في التصورات المتعددة وينتهي إلى ذكر مذهب أهل الذكر وهم أهل البيت عليهم السلام والعترة الشريفة.
وفي الفصل الثاني يتعرض للاختلافات العديدة فيما يتعلق بمكانة ومنزلة وحقيقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويسوق فصوله الأخيرة باحثاً في حقيقة أهل البيت والصحابة والخلفاء والخلافة والكتب الروائية وخاصة الصحيحين عند أهل السنة.
مما جاء في مقدمة الكتاب للمؤلف: "لماذا لا يتكلم العلماء ويبحثون في هذا الموضوع بجد وإخلاص لوجه الله تعالى، وإذا كان سبحانه قد أنزل البينات والهدى، وإذا كان قد أكمل الدين وأتم النعمة، وإذا كان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، فلماذا هذه التفرقة والعداوة والبغضاء والتنابز بالألقاب وتكفير بعضنا البعض".
كتاب جدير بالقراءة، يقع في 350 صفحة من القطع الكبير، طبعته في لندن مؤسسة الفجر.
* طريقك إلى المطالعة
أخي القارئ، لا أعرف إذا كنت تقرأ مجلة "بقية الله" في كافة أبوابها، وربما لفت نظرك هذا العنوان فعلمت أنه حل لمشكلتك. فأنت تجد صعوبة في المطالعة ولا تقدر على الجلوس لفترات طويلة وراء كتاب ما. ورغم أنك تحب المطالعة وتتمنى أن تكون من القراء والمطّلعين ولكنك كلما حاولت فشلت في الحصول على لذة القراءة.
وهذا الأمر طبيعي جداً وخصوصاً في الوضع الذي يعيشه معظمنا من الاضطراب والفوضى حتى أن الحالة الاجتماعية التي تسود مجتمعنا لا تسمح أيضاً بتحقق ذلك، لأننا اعتدنا على كثرة الزيارات واللقاءات وأصبحنا لا نأنس إلا إذا جلسنا ساعات وساعات معاً نتحدث في مختلف القضايا، أو أننا نفضل شاشة التلفزيون لأنها تريحنا وتعطي المتعة لأنظارنا.
سوف نقوم ابتداءً من هذا العدد ولاحقاً بتقديم نصائح مهمة لأجل الوصول إلى القدرة اللازمة والتكيّف مع المطالعة.
النقطة الأولى: لن تشعر بالحماس والرغبة للمطالعة إلا إذا عرفت أهميتها فالإنسان لا يقبل على شيء لا يرى فيه فائدة لنفسه، وإذا كانت هذه الفائدة محدودة قدَّم عليها ما هو أهم منها.
وحتى ندرك أهمية هذا الأمر، نتجه بأبصارنا إلى الدين الحنيف فنجد أول آية نزلت في القرآن تبتدئ بكلمة "اقرأ"، وهي أمر لكل العالمين لكي يلتحقوا بهذه العائلة الإنسانية التي تسير نحو الكمال والسعادة من خلال السلوك العلمي والتفكر والمطالعة في أحوال النفس والآيات الآفاقية.
ولا نجد ديناً حثّ على أمر المطالعة والتفكر مثل الإسلام، بل إنه عدّ التفكر والتعلم شرطاً لازماً من شروط الإيمان. والمؤمن لا يكون مؤمناً إلا إذا أحب العلم وطلبه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أعْدُ عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالث فتهلك".
أخي القارئ تفكر في هذا الحديث وغيره من الروايات والآيات الشريفة وانظر إلى تقصيرك الكبير، ثم جل ببصرك مرة أخرى في تعاليم الإسلام وآثاره لتدرك كم أنت محروم من الفوائد العظيمة وكم أنت بعيد عن صراط الإنسانية وشمر عن ساعد الهمة مستمداً من الله القدير الذي بيده كل شيء وهو الهادي والمعين واطلب منه أن يدخلك في زمرة القرّاء والمطالعين.