فيصل الأشمر
* اسمٌ ومعنى
- غسَّان:
غَسَّانُ الشَّبَابِ: رَيْعَانُهُ وَنَشَاطُهُ.
وغَسَّانُ القَلْبِ: أَقْصَاهُ وعُمْقُهُ.
* أخطاء شائعة:
1- عَزَم: يقال: عزَمه على العشاء، والصحيح أن يُقال دعاه إلى العشاء، لأن
ليس من معاني الفعل "عزم" الدعوة إلى الشيء.
2- منّ: يقول شخص لشخص آخر: أنا ممتنّ لك أو ممنون لك، والصحيح أن يقول: أنا
شاكر لك؛ لأن معنى امتنّ: آذى فلاناً بمنّه.
3- داخ: يقال أصيب فلان بدوخة. والصحيح أن يقال أصيب فلان بدوار؛ لأنّ معنى
الفعل داخ: ذلَّ وخضع.
* من غريب القرآن الكريم
- بسّ:
قال الله تعالى:
﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ (الواقعة: 5) أي فُتتت، من قولهم: بسستَ الحنطة بالماء،
فتتّها به. وقيل معناه: "سقتُ سوقاً سريعاً"، من قولهم: "انبسّت الأفاعي" انسابت
انسياباً سريعاً. فيكون كقوله عزَّ وجلَّ:
﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ﴾ (الكهف: 47) وكقوله:
﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا
جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾ (النمل: 88)، وبَسستُ الإبل زجرتُها عند السَوق(1).
* من مجازات الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
1- روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لحكيم بن حزام بن خويلد، بعد
إسلامه، وقد ألحف في سؤاله لمّا قسم غنائم "هوازن": "يا حكيم إنّ هذا المال خضرة
حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس(2) بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس(3) لم يبارك له
فيه".
فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ هذا المال خضرة حلوة" مجاز، لأنّه شبّه حلاوة
المال في القلوب بحلاوة الثمرة الطيّبة في الأفواه. وفي قوله صلى الله عليه وآله
وسلم: "خضرة حلوة" سرّ لطيف, وهو أنه شبّه المال بالثمرة التي حسن منظرها وطاب
مخبرها، وليس كل ثمرة مأكولة كذلك صفتها، لأنّ في النابتات والثمرات ما يحسُن ظاهره
ويقبُح باطنه، ومنها ما تقبح ظواهره وتحسن مخابره. فجعل عليه وآله الصلاة والسلام
المال من قسم النابتات التي تروق في العيون وتحلو في الأفواه والقلوب، والمال، على
الحقيقة، بهذه الصفة لأنّ العيون تعلقه [تعلقه: تتطلع إليه]، والقلوب تمقه [تمقه:
تحبه](4).
2- وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الاسلام بدأ غريباً وسيعود
غريباً". وهذا الكلام من محاسن الاستعارات وبدائع المجازات، لأنه عليه وآله السلام
جعل الإسلام غريباً في أول أمره تشبيهاً بالرجل الغريب الذي قلّ أنصاره وبعدت
دياره، لأنّ الإسلام كان هكذا في أول ظهوره، ثم كثر أعوانه وانتشر. وقوله صلى الله
عليه وآله وسلم: "وسيعود غريباً"؛ أي يعود إلى مثل الحالة الأولى، في قلّة
العاملين بشرائعه، والقائمين بوظائفه(5).
* من بلاغة الإمامة
من رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام رسالة "حقّ الصدقة". يقول الإمام
بأسلوبه الأدبي الرفيع: "وَأَمَّا حَقُّ الصَّدَقَةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أنَّها
ذُخرُكَ عِنْدَ رَبكَ وَوَديعَتُكَ الَّتِي لا تَحْتَاجُ إلَى الإشْهَادِ، فَإذا
عَلِمْتَ ذَلِك كُنْتَ بمَا اسْتَودَعْتَهُ سِرّاً أَوْثقَ بمَا اسْتَوْدَعْتَهُ
عَلانِيَةً، وَكُنْتَ جَدِيراً أَنْ تَكونَ أَسْرَرْتَ إلَيْهِ أَمْراً
أَعْلَنْتَهُ، وَكَانَ الأَمْرُ بَيْنَكَ وبَيْنَهُ فِيهَا سِرّاً عَلَى كُلِّ حَال
وَلَمْ تَسْتَظْهِرْ عَلَيْهِ فِيمَا اسْتَوْدَعْتَهُ مِنْهَا بإشْهَادِ
الأَسْمَاعِ وَالأَبْصَارِ عَلَيْهِ بهَا كَأنَّهَا أَوْثقُ فِي نَفْسِكَ لا
كَأنَّكَ لا تثِقُ بهِ فِي تَأْديَةِ وَديعَتِكَ إلَيْكَ، ثُمَّ لَمْ تَمْتَنَّ
بهَا عَلَى أَحَد لأَنّهَا لَكَ فَإذا امْتَنَنْتَ بهَا لَمْ تَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ
بهَا مِثْلَ تَهْـجِينِ حَالِكَ مِنْهَا إلَى مَنْ مَنَنْتَ بهَا عَلَيْهِ لأَنَّ
فِي ذلِكَ دَلِيلاً عَلَى أَنّكَ لَمْ تُرِدْ نفْسَكَ بهَـا، وَلَوْ أَرَدْتَ
نفْسَكَ بهَا لَمْ تَمْتَنَّ بهَا عَلَى أَحَد. وَلا قُوَّةَ إلّا باللهِ"(6).
* من النثر العربي
عبد الرحمن الكواكبي (1849م - 1902م)، مفكّر سوري، أحد روّاد الحركة الإصلاحيّة
العربيّة، وكاتب، ومؤلّف، ومحامٍ وفقيه شهير. من كتبه "طبائع الاستبداد ومصارع
الاستعباد"، الذي نقتبس منه النص التالي:
"الاستبداد يتصرَّف في أكثر الأميال الطبيعية والأخلاق الحسنة، فيُضعفها، أو
يُفسدها، أو يمحوها، فيجعل الإنسان يكفر بنِعَم مولاه؛ لأنّه لم يملكها حقّ الملك
ليحمده عليها حقّ الحمد، ويجعله حاقداً على قومه؛ لأنهم عونٌ لبلاء الاستبداد عليه،
وفاقداً حبّ وطنه؛ لأنَّه غير آمن على الاستقرار فيه، ويودُّ لو انتقل منه، وضعيف
الحبِّ لعائلته؛ لأنَّه يعلم منهم أنَّهم مثله لا يملكون التكافؤ، وقد يُضطرّون
لإضرار صديقهم، بل وقتله وهم باكون.
أسيرُ الاستبداد لا يملك شيئاً ليحرص على حفظه؛ لأنَّه لا يملك مالاً غير معرَّض
للسّلب ولا شرفاً غير معرَّض للإهانة. ولا يملك الجاهل منه آمالاً مستقبلة ليتبعها
ويشقى كما يشقى العاقل في سبيلها".
* من الشعر العربي
من الشعر الوطني قصيدة الشاعر السوري عمر أبو ريشة (1910م - 1990م) يا "عروس
المجد"، يقول فيها:
يا عروس المجد تيهي واسحبي | في مغانينا ذيول الشهب |
لن ترَي حفنةَ رملٍ فوقها | لم تعطَّر بدِما حرٍّ أبي |
لا يموت الحق مهما لطمت | عارضيه قبضةُ المغتصب |
من هنا شقّ الهدى أكمامه | وتهادى موكباً في موكب |
وأتى الدنيا فرقّت طرباً | وانتشت من عبقه المنسكب |
وتغنت بالمروءات التي | عرفتها في فتاها العربي |
1- بتصرّف من: المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، ص45 - 46.
2- سخاوة النفس: عدم حرصها على المال وعلى اقتنائه.
3- إشراف النفس: تطلّعها إلى المال وحرصها على تملّكه.
4- المجازات النبوية، الشريف الرضي، ص74.
5- (م.ن)، ص32 - 33.
6- جامع أحاديث الشيعة، السيّد البروجردي، ج14، ص110.