الدكتور حسن موسى بسام (*)
- عبارتا المياه الزرقاء والمياه السوداء من المصطلحات
التي شاع تداولها التداول بين الناس لتوصيف بعض حالات أمراض العيون، فما هما وما
الفرق بينهما؟
- يجب الانتباه جيداً إلى الاختلاف الجذري بين المرضين، فالمياه الزرقاء أو المياه
البيضاء كما تسمى في بعض البلاد العربية أو الساد وهو الاسم العلمي العربي لها
Cataract هو عبارة عن تكثف وفقدان شفافية العدسة lens الموجودة داخل العين والتي
تمر الأشعة الضوئية عبرها لتصل إلى شبكية العين ومن هنا أتت التسمية العربية الساد
أي الشيء الذي يسد ويمنع مرور الأشعة الضوئية. أسبابها كثيرة أهمها: التقدم
في العمر ومن الأسباب الأخرى السكري وبعض الأمراض الجهازية المرافقة.
وعلاج المياه الزرقاء هو الجراحة فقط وقد تطورت التقنيات المستخدمة مند سنوات وحتى
الآن، ويستخدم حالياً تقنية تفتيت العدسة بشق جراحي صغير بجهاز Phaca وهو ما يُطلق
عليه خطأ ً من قبل عامة الناس بالليزر لعلاج المياه الزرقاء ويُستعاض عن العدسة
المستأصلة بعدسة اصطناعية توضع مكانها وهي من العمليات المأمونة والشائعة والتي
تعطي نتائج جيدة. أما المياه السوداء أو الزرق المصطلح الطبي العربي فهي ارتفاع ضغط
العين والمنفصل عن ضغط الجسم أي ليس ضرورياً كل من يعاني من ارتفاع في ضغط الجسم
لديه ارتفاع في ضغط العين والعكس صحيح.
تكمن خطورة الزرق بأن ارتفاع الضغط في العين غالباً غير مؤلم إلا في حالات الهجمة
الحادة وبدون أعراض يشعر بها المريض وهذا ما يؤدي إلى ضرر كبير وتموت في العصب
البصري والذي يؤدي إلى العمى الذي لا يمكن علاجه. لذا فالكشف المبكر عن المياه
السوداء أحد أهم أسباب نجاح العلاج والذي يجب أن يتم تلقائياً بعد سن الأربعين عند
طبيب العيون أو عند من لديهم قصة عائلية عند الأب أو الأم لارتفاع ضغط العين.
والعلاج يكون في البدء دوائياً باستخدام قطرات خفض الضغط مع المتابعة الطبية
الدائمة وعندما يجد الطبيب أن الدواء غير فعال في إنقاص الضغط وأن أذية العصب
البصري مستمرة وهذا ما يكشف بإجراء صورة للساحة البصرية، عندئذٍ يلجأ إلى الخيارات
الأخرى المتوفرة لديه مثل الليزر أو الجراحة مع مراقبة المريض بشكل دائم.
(*)أخصائي بأمراض وجراحة العين