إعداد : موسى حسين صفوان
تختلف الأساليب والوسائل التي تعتمدها الشعوب والجماعات
السياسية من أجل التغيير فمنها ما يهدف أصلاً لاستلام السلطة تحت أية عناوين، ومنها
ما يرمي إلى الإصلاح في إطار حركة، ونمو، وتطور المجتمعات، وعلى أساس تحديد المشاكل
ووضع الحلول المناسبة لها.
1 السنديكالية (أو النقابية) Syndicalism syndicalisme:
وهو مذهب تغييري جذري، يستهدف إحداث التغيير الاشتراكي بالأصل، في المجتمع، ولكن
ليس عن طريق العنف والصدام الثوري، بل عن طريق توسع العمل النقابي المطلبي، بهدف
استيلاء العمال في النهاية على وسائل الإنتاج وسيطرتهم على مرافق التوزيع والتبادل،
ثم تتحول إلى إدارة الوحدات الإنتاجية عن طريق مجالس نقابية وترتبط هذه المجالس
ببعضها عن طريق اتحاد عام، وبذلك تنتفي الحاجة إلى أجهزة الدولة القمعية، ويصبح
الإضراب كوسيلة ثورية، سلاحاً فعالاً في تحقيق أهداف السنديكالية وقد كانت هذه
النزعة على خلاف شديد مع الشيوعية على أساس أن سيطرة الدولة على وسائل الإنتاج
يتنافى مع حرية الطبقة العاملة، غير أن هذه الحركة اضمحلَّت بعد نجاح الثورة
الروسية.
2 ساتياغراها Satyagraha:
شعار أو تعبير باللغة السنكريتية، يعني لغوياً "العناد المؤمن" ويطلق عليه أيضاً
اسم "السلموية" أي الكفاح بالأساليب السلمية، وقد أصبح هذا الشعار يرمز إلى
المقاومة السلمية الهندية المتواصلة للحكم البريطاني بزعامة "المهاتما غاندي"، وقد
مارست الحركة الوطنية الهندية بقيادته مثل هذه المقاومة السلمية العنيدة ضد أجهزة
القمع البريطانية الاستعمارية، من بوليس وجيش وأسلحة متطورة، ففرضت نفسها بفضل قوة
الجماهير المؤمنة، مما أدى إلى ضمور الظاهرة الاستعمارية أمام حركات الشعوب، وقد
حذا حذو الهند فيما بعد العديد من الشعوب، والمناضلين في شتى أنحاء العالم حتى أصبح
النضال السلموي شكل من أشكال المواجهة الفعالة للترسانات المدججة من الأسلحة التي
تمتلكها الدول المستكبرة.
3 الشعبوية populism - populisme:
تيار سياسي مثالي، يعتبر "الرجوع إلى الشعب" والاعتماد الكامل على عفويته واندفاعه
الثوري أساس العمل السياسي الناجح ووسيلة فعَّالة لتغيير المجتمع، و"الشعبوية" هي
غير الشعبيPopular ، التي تعني الإيمان بالشعب واعتباره مصدر السلطات، وحامي
السيادة، فالأولى كانت حركة متطرفة، برزت في روسيا إبان حكم القيصر، وكانت تحركها
إيديولوجيات اشتراكية، واعتمدت الإرهاب والاغتيالات، بينما تعتبر الثانية أساساً
لمبدأ الحكم الديمقراطي، وحامية للدستور عن طريق آليات ومؤسسات الحكم الدستوري،
وللشعبوية مفهوم آخر في التاريخ السياسي الأميري روَّج له حزب الشعب الذي تأسس عام
1981 تعبيراً عن احتجاج المزارعين في الولايات الغربية والجنوبية من تدهور أوضاعهم
الاقتصادية، وقد ارتكزت أيديولوجية الشعبويين الأميركيين على شعارات مؤداها أن كل
مصائب الشعب ناتجة عن تامر
"وول ستريت" السوق المالية في نيويورك والأوساط المالية
في لندن، لذلك فهم يكنون عداءً واضحاً لليهود المسيطرين على القوة المالية كما أنهم
يكرهون بصورة عامة كل المهاجرين.