نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مضادات الأكسدة تحمي وتمنع


مروى الدُّر(*)

كثيراً ما نسمع عن فوائد مضادات الأكسدة وكذلك عن أهميّة الأغذية التي تحتويها.. لكنْ قليل منّا من يدرك كيفيّة عمل هذه المضادات، وممّا تتشكّل وأين توجد. لذا وبغية إلقاء الضوء على هذه المركّبات الضروريّة وعلى دورها في الحفاظ على بُنية الجسم الصحيّة، لا بدّ أوّلاً من فهم عمليّة الأكسدة وتعريفها..

*ما هي عمليّة الأكسدة؟
في الكيمياء الحياتيّة، الأكسدة هي عمليّة تقوم بها مادّة قادرة على استقبال الإلكترونات ممّا يدفعها لإنقاص عدد منها من مادّة أخرى تسمّى المؤكسَدة.

هذه العمليّة التفاعليّة تعتبر الأكثر تواتراً في الجسم؛ إذ يُلجأ إليها كطريقة أساسيّة لإنتاج الطاقة عبر أكسدة الأطعمة التي يحصل عليها الجسم. غير أنّ لهذه العملية أخطاراً جسيمة، فهي تؤدّي إلى إنتاج مواد تسمّى بــ"الجذور الحرّة" المسؤولة عن تدمير الأحماض الدهنيّة الموجودة في خلايا الجسم وتجزيئها، فتجعلها بالتالي عرضة للكثير من الالتهابات والأمراض كالألزهايمر والسكّري والسرطان.. وتجدر الإشارة، إلى أنّ هذه الجذور تتكوّن أيضاً نتيجة تعرّض الإنسان للأشعة أو المبيدات، ونتيجة استهلاكه الوجبات الغذائية الغنيّة بالدهون المشبّعة أو الكحول.

*مضادّات الأكسدة
مضادّات الأكسدة هي مجموعة من المواد التي تعمل على تدمير الجذور الحرّة، فتحمي بذلك خلايا الجسم من تأثيراتها الضارّة ومخاطرها وتمنَع أكسدتها.

تقوم مضادات الأكسدة بدعم جهاز المناعة ممّا يقلّل من نسبة الإصابة بالأمراض العصبيّة كالباركنسون، وأمراض القلب والسرطان، كما وتساعد في المحافظة على الذاكرة والحماية من علامات تقدّم السنّ.

*أين توجد؟
بالرغم من سهولة الحصول على مضادات الأكسدة عن طريق المتمّمات الغذائيّة؛ إلا أننا نستطيع الاكتفاء بغذائنا اليوميّ للحصول على ما نحتاجه إذا ما اخترنا الأغذية السليمة الغنيّة بها.

وعليه، فإن مضادات الأكسدة الطبيعية موجودة في سلّة متنوعة من الأطعمة نذكر منها:
- العديد من الخضراوات (كالملفوف والخسّ الأحمر، والفلفل، والطماطم، والسبانخ والبروكلي..).
- الفواكه ( كالتوت البرّي، الليمون، الرمّان والجزر..).
- الأغذية البحريّة المحتوية على مادة الزّنك.
- الأطعمة التي تحتوي على الفيتامين (أ) والحبوب (كالفول والعدس والذرة..) أو ما يسمى بالتوكوفيرول (E).
- بعض المكسّرات الغنيّة بالفيتامين (C) (كاللوز والبندق والجوز..) وحمض الأسكوربيك أو الفيتامين.

كما يعتبر الشاي الأخضر غنيّاً بمضادات الأكسدة، لاحتوائه على الكاتيكين الذي يحافظ على غشاء الخلايا، ويقي من خطر الإصابة بمرض سرطان الجلد.
وكذلك بعض المعادن كالسيلينيوم المسؤول عن تجدّد خلايا البشرة ووقايتها من الشيخوخة والهرم.
كما ويؤدي بعض الأنزيمات كالـ(Q10) والغلوتاتيون دوراً في الوقاية من مخاطر الجذور الحرّة.

*تأخير علامات الشيخوخة
يعتبر الكولاجين (البروتين المسؤول عن تجدّد خلايا الجلد) أحد ضحايا الجذور الحرّة إذ تعمل على إضعافه والتأثير عليه. من هنا تلعب مضادات الأكسدة دوراً هامّاً في الحدّ من علامات الشيخوخة وإنعاش خلايا البشرة، وإضفاء الحيوية والنضارة إليها.

*حلّ أمثل لعلاج البشرة
أسباب كثيرة تؤدي إلى أكسدة البشرة أهمّها التعرّض لأشعة الشمس، ما يؤدي إلى تكوّن الكلَف والتجاعيد وإلى تلف الخلايا فيها. لذلك تعتبر مضادّات الأكسدة أفضل علاج للبشرة، بالأخصّ (vitamin E)، و(vitamin C).
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي استخدام واقي الشمس للحماية من الأشعة مع استخدام الكريمات المرطّبة بشكل دائم وشرب كميّات وافرة من المياه يوميّاً.

*أقوى أنواع مضادات الأكسدة
تنتمي أقوى مضادات الأكسدة إلى عائلة "الأنثوسيانيدينات" التي تحمي الجسم من السموم التي تسبّبها الجذور الحرّة(Anthocyanidins)، ومن تلف الأنسجة الجلدية وتساهم في ترميم الأوعية الدمويّة.
توجد هذه المادة بوَفرة في الفواكه، خاصّة ذات اللون الأحمر (كالفريز) والبنفسجي بين بذورها وأزهارها وأوراقها.

تجدر الإشارة، إلى أنّ المدخنين وسكّان المدن الذين يتعرّضون بشكل أكبر للملوّثات، يحتاجون إلى كميّات أكبر من مضادات الأكسدة؛ وذلك لأنّ أجسامهم تنتج جذوراً حرّة أكثر من غيرها.

*الحليب يحمي من الأكسدة
أثبتت دراسة أجريت في جامعة "كانساس" في الولايات المتحدة الأميركيّة أنّ تناول كميّات كبيرة من الحليب جدير برفع مستوى الغلوتاتيون في الدماغ، والذي يصنّف كمادة فعّالة في حماية الخلايا الدماغيّة من خطر الأكسدة.


(*) ماجستير في علوم الحياة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع