أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مشاركات القراء: خواطر برسم جيل الشباب

محمد جواد صفوان

الدنيا محطّ الشهوات التي تعمي عن الرقيّ والتحضّر والإنسانيّة والمودّة والكمال. هي محطّ غريزة الذات والأنا التي تعشق وتقتل وتظلم وتبطش وتستعلي وترغب وتخاف، والتي هي كلّ يوم في ازدياد فلا عهد لها بالشبع، وهي أيضاً لا بدّ منها من أجل استمرار الحياة لأيّ إنسان في الدنيا أو أيّ جماعة. وبعد التأمّل، نرى أنّ الاكتفاء بالقليل من ملذات الدنيا، المساعد على البقاء بما يحفظ للمرء الرقيّ والحضارة والكمال الإنساني وروحاً من عالم الملكوت هو الأقرب للسعادة.

*أقسى معاناة: الطموح!!
هل أرادت لنا الأديان أن نعترف بوجود العالم الآخر، ونسلّم به دون أن تكون هذه القناعة علاجاً حقيقياً، ومتطابقاً مع ذواتنا، ومحقِّقاً لآمالنا، ولأفكارنا، وداخلاً في تفاصيل مواجعنا ودقائِق استنفاراتنا؟

فكّرتُ في معاناة الشباب في عصرنا الحاضر، فوجدتُ أنّ أقسى معاناة يعيشها الشاب في هذا العصر هو شدّة الطموح، واتساع الآمال، وانفتاح المجتمعات، وشدّة المنافسة على جميع الصعد الإنسانية، واتساع رقعة العلم وتعدّد الوظائف وتشعّبها، فإذا ما أراد أن يبلغ الكمال ليرتاح قلبه وجد نفسه أمام حيرة عمياء، وتوتّر مستطير لا يرخي ظلاله إلا على ضياع رهيب لا يسع معه إلا الاستسلام والتوقف عن الانطلاق في غالب الأحيان، أو الاستمرار بالمسير مع عدم الرِّضا عن الخيار.

*طالب علم
كانوا في السابق، عندما يقولون طالب علم، فمعروف أنّ هذا الطالب عليه أن يجيب عن أي سؤال ممكن أن يطرحه عليه أحدهم، فيكون ملجأً للسائل في كلّ الميادين. كان أبرز ما يميّز العالم وطالب العلم نظرته إلى الكون والطبيعة، وما وراء الطبيعة، والله، والدين، والطقوس، والعبادة، والموت، حتى المفكّرين الذين برزوا في فرنسا في عصر النهضة، كانوا فلاسفة قبل أن يكونوا علماء طبيعة. ولكن بعض علماء الطبيعة انحرفوا، واعتبروا أنّ المادة هي منبع جميع العلوم، ولا علم إلّا ما هو صادر عن تجربة مادية، وما هذا الانحراف إلا بسبب الخوف من المجهول، وعدم الجرأة والشجاعة على البحث الحقيقي عن المجهول، والاستسلام لما هو معلوم.

*الفلسفة المادية
إلى أن وصل الأمر إلى الفلسفة المادية، التي استنبطت يأسها وجبنها وخوفها وقلّة همّتها عن طلب العلم والحقيقة، وتشاؤمها من الوجود بشكل عام؛ استنبطت كلّ ذلك فيما سمَّته الفلسفة المادية، والداروينية، والواقعية المعاصرة، والليبرالية الحديثة. والماركسية أيضاً لم تخلُ من هذا اليأس، وقلّة الهمّة، والشجاعة في البحث. إنّ استسلام وعجز بعض النخبويين في المجتمعات من العلماء والفلاسفة أثّر على مجتمعاتهم يأساً وفقدان أمل مطلقاً، فعاد القتل والمصلحة الفردية، وكلّ العادات الجاهلية التي هي نقيض الحضارة والإنسانية والعلم والأمل والسعادة.

أين السعادة من كلّ ما وصل إليه هؤلاء؟ وصلوا إلى أنّ القوي لا بدّ من أن يفرض شهواته على الضعيف. ما هذا إلا استسلام، ليس لأن الضعيف لا يستطيع أن يكون قوياً، بل لأنّ هذا الهدف لا يشكل دافعاً للكثير من الضعفاء، الذين يبحثون عما يزيد من سعادتهم، وهو نور العلم الحقيقي.

هنا سؤال، بل أسئلة عدة، إلى أين الذهاب بالكون وبالعلاقات الإنسانية، وبالعلاقات الدولية؟ وكيف يكون المخرج من الجهل؟! هدف تحصيل القوة لا يشكل دافعاً للكثير من الضعفاء، فنحن الضعفاء لا نبحث عن القوة، بل نبحث عما يزيد من سعادتنا وهو نور العلم الحقيقي.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع