مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصباح الولاية: اتباع الهوى


قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "إلا أن أخوف ما أخاف عليكم خصلتان، اتباع الهوى وطول الأمل. أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ".
تتبدى من خلال هذا الحديث أحد أهم مخاوف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أمته، ألا وهو اتباع الهوى الذي يصد عن الحق ويوصل الإنسان إلى الهلكة والخسران.
وذلك أن الهوى أول ما يتعارض مع العقل والشرع اللذين باتباعهما وبالاهتداء بهديهما يستكمل المرء حقيقة الإيمان، ويصل إلى كماله اللائق به، ويفوز بسعادة الدنيا والآخرة.
فماذا في جعبتنا من أحاديث حول هذا الموضوع؟ هذا ما سنعرض للحديث عنه في الحلقة من "مصباح الولاية".
 

1- أول الهوى وآخره:
لقد بيَّنت الأحاديث الشريفة أول الهوى وآخره، في خطوة منها لتحذير المرء من اتباعه والوقوع في أسره المهلك. ففي الحديث عن الإمام علي عليه الصلاة و السلام قوله: "إياكم وتمكن الهوى منكم، فإن أوله فتنة وآخره محنة ". وقال أيضاً: "إياكم وغلبة الشهوات على قلوبكم فإن بدايتها ملكة ونهايتها هلكة ".
 

2- طريق الراحة:
وقد جعل الإسلام طريق الراحة مقروناً بمخالفة الهوى وترك الشهوات واسترشاد العقل. إذ لا يمكن، بأي حال من الأحوال، للذي يبع هواه وشهوته معرفة الطريق إلى الراحة والنجاة من الهلكات، بل هو في حالة تعب مستمر تردٍ دائم حتى ينقطع عن أهوائه.
 

قيل للإمام الصادق عليه السلام: "أين طريق الراحة؟ فقال عليه الصلاة و السلام: في خلاف الهوى، قيل فمتى بجد الراحة؟ فقال عليه الصلاة و السلام: في أول يوم يصير في قبره ".
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: "استرشد العقل وخالف الهوى تنجح ".
 

3- الأمر بمحاربة الهوى ومخالفة النفس:
لقد بلغ الأمر بمحاربة الهوى مبلغاً جعله عدواً يجب الاستبسال في محاربته وصيانة النفس من اختراقه إياها. فقد جاء عن أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام قوله: "ضادوا الشهوة مضادة الضد ضده، وحاربوها محاربة العدو عدوه ".
وعن الإمام الكاظم عليه السلام قوله: "إذا خر بك أمران، لا تدري أيهما خير وأصوب فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه، فإن كثير الصواب في مخالفة الهوى".
 

4- عواقب غلبة الهوى:
لغلبة الهوى عواقب وخيمة ونتائج سيئة، أول ما تفسد دين المرء وعقله وتمنعه من الانتفاع بالحكمة. فعن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "غلبة الهوى تفسد الدين والعقل" وقوله: "حرام على كل قلب معلول بالشهوة أن ينتفع بالحكمة " و"حرام على كل قلب عزّى بالشهوات أن يسكنه الورع".
 

5- غلبة العقل على الهوى:
ومن مظاهر غلبة العقل على الهوى، إيثار الدين على الشهوة، وإلزام النفس العدل بنفي الهوى عنها. وبذلك يستكمل المرء حقيقة الإيمان، ويكون من أحب عباد اللَّه سبحانه إليه. قال أمير المؤمنين عليه السلام: "لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه ". وقال في حديث آخر: "إن من أحب عباد اللَّه إليه، عبداً أعانه اللَّه على نفسه... فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه، قد ألزم نفسه العدل، فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه ".
 

6- أفضل الناس:
وأخيراً، فقد جعل الإسلام التارك لشهواته والمحارب لها، والشديد في غلبة الهوى أفضل الناس طراً، نظراً للصعوبة التي يلقاها المرء في هذه الحرب الضروس. جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "إن الشديد ليس من غلب الناس، ولكن الشديد من غلب نفسه ". وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إنه مرَّ بقوم فيهم رجلٌ يرفع حجراً يقال له: حجر الأشداء. فقال: أفلا أخبركم بما هو أشد منه؟ رجل سبَّه رجل فحلم عنه فغلب نفسه، وغلب شيطانه وشيطان صاحبه ".
 

قال أمير المؤمنين عليه السلام: "إن أفضل الناس عند اللَّه، من أحيى عقله، وأمات شهوته، وأتعب نفسه بصلاح آخرته ".
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع