* الحالة الإجتماعية
إيطاليا دولة أوروبية من دول حوض البحر المتوسط. تنتمي إلى دول جنوب أوروبا حيث تبلغ مساحتها 3010000250 كلم2 ويبلغ عدد سكانها نحو 56 مليون و 250 ألف نسمة، يسكن منهم نحو 3 ملايين شخص في العاصمة روما. تضم إيطاليا دولة الفاتيكان، عاصمة الكثلكة ومركز البابوية في العالم الكاثوليك.
وتتكون من قسم يقع في صلب القارة الأوروبية، وآخر يتمثل في شبه جزيرة إيطاليا والجزر المجاورة، تحدها سويسرا من الشمال. والنمسا ويوغوسلافيا من الشمال الشرقي، وفرنسا من الشمال الغربي ويحدها بحر الادرياتيك من الشرق والبحر التيراني من الغرب والبحر المتوسط من الجنوب.
تتبع إيطاليا عدة جزر منها جزيرتا صقلية وسردينيا، حيث تزيد مساحة كل منها على 25 ألف كلم2.
وإيطاليا من الدول المكتظة بالسكان ذات الموارد المحددة. لهذا يهاجر الإيطاليون إلى الخارج. ويتركز السكان بشكل عام في القسم الشمالي للبلاد، بعيداً عن الجنوب الذي يسوده الفقر وتكثر فيه البطالة.
أما الأنشطة البشرية فمتنوعة بين الصناعة والزراعة والحرف البحرية.
يعمل في الزراعة نحو ربع القوة العاملة، ومن المنتوجات الزراعية الدائمة هناك القمح والذرة والأرز. وتشكل الصناعة أهم موارد الدخل في إيطاليا حيث تسهم بنصف الدخل القومي. ومن الصناعات الهامة هناك الصناعات الثقيلة والصناعات النفطية والنسيجية والصناعات الغذائية والكيماوية إضافة إلى مساهمة غير قليلة للجانب السياحي حيث تعتبر إيطاليا من البلاد السياحية الهامة والتي يؤمها الكثير من الأجانب الذين يتوجهون إليها من مختلف بلاد العالم.
* وصول الإسلام إلى إيطاليا
وصل الإسلام إلى ذلك البلد عبر مناطق ثلاث، تابعة حالياً لإيطاليا. المنطقة الأولى هي جزيرة صقلية والمنطقة الثانية جزيرة سردينيا والمنطقة الثالثة هي جنوب إيطاليا.
إلى صقلية وصل الإسلام سنة 827م. وذلك عندما فتح الأندلس إبراهيم بن الأغلب.
وفتح الأغالبة سردينيا ثم تسلم الفاطميون حكمها نحو قرن من حكم الأغالبة، أي حوالي 909م، ثم انتقلت إلى حكم مسلمي الأندلس عام 1015م. وعندما تم التحالف بين دولتي (بيرزا وجنوا) تغير وضع المسلمين وظهر الاضطهاد والتحدي المسيحي لهم فكثرت الهجرة الإسلامية منها. وشنت حرب الإبادة على المسلمين في سردينيا وكان هذا أهم سبب في جلائهم عن هذه الجزيرة.
والمنطقة الثالثة هي جنوب شبه جزيرة إيطاليا حيث توجه الأغالبة إليها بعد فتحهم لصقلية وتمت لهم السيطرة التامة على نابولي سنة 837م. وعلى (كابون) سنة 841م وعلى روما سنة 846م. حيث كان البابا بنفسه يدفع الجزية لهم. بعد فترة استطاع التحالف المسيحي استرجاع بعض المدن الإيطالية، واستمر التواجد الإسلامي في بعض المناطق حتى تمت السيطرة المسيحية التامة.
* كيفية وصول المسلمين الحاليين إلى إيطاليا:
بعد الحرب العالمية الثانية برزت الجالية الإسلامية في إيطاليا عندما هاجر إليها بعض المسلمين لاجئين من أوروبا الشرقية، ثم أتت هجرات إسلامية محددة من بعض المناطق الإسلامية التي خضعت للإحتلال الإيطالي مثل ليبيا، وأيضاً بعض العمال المسلمين من تونس، يضاف إلى هذا اعتناق بعض الإيطاليين للإسلام. ويوجد أيضاً في إيطاليا أعداد كثيرة من الطلاب المسلمين الذين يدرسون في الجامعات الإيطالية.
ويبلغ عدد المسلمين حالياً في إيطاليا حوالي 70 ألف مسلم ينتشرون في أنحاء البلاد المختلفة.
بعد الحرب العالمية الثانية تأسست جمعية إسلامية لرعاية شؤون المسلمين اللاجئين من أوروبا الشرقية هي (جمعية الإتحاد الإسلامي في الغرب) وكانت أول جمعية إسلامية هناك ومقرها في العاصمة الإيطالية روما. وهناك حالياً عدد من الجمعيات والهيئات الإسلامية التي تعنى بشؤون المسلمين إضافة إلى عدد قليل جداً من المساجد.
* وضع المسلمين في إيطاليا
كغيرها من البلاد الظالمة تعمل إيطاليا على دمج وصهر المسلمين هناك وسلبهم هويتهم الإسلامية، كما يتعرض أولئك المسلمون لكثير من أنواع الاضطهاد، التي تنتقل بين تشويه صورة الإسلام وإلصاق التهم الباطلة به، في محاولة منها لزرع التنكر لهذا الدين في نفوس الإيطاليين الذين تأثروا بهذا النوع من الحرب فأخذوا يعاملون المسلمين كما لو كانوا مجرمين، حتى أصبح من غير المستغرب أن تطالب فئات إيطالية كبيرة، بإقصاء وطرد المسلمين لأنهم حسب ما نجح فيه المخطط الإعلامي الكافر - عناصر غير مرغوب فيها، عناصر تحمل ديناً رجعياً لا تريد الخضوع لسياسة سلطة الكثلكة هناك.
ومن أبشع مظاهر تلك الحرب التي تشنها الحكومة الإيطالية هو ما نراه في مدينة روما، وتحديداً في حديقة (لونا بارك)، حيث وضع مجسم لمسجد أقل ما يوصف به أنه مهزلة، والمميز في هذا المجسم كونه من استراحات الفسوق، حيث جعل مزاراً للسيّاح الأجانب الذين يدفعهم إلى مشاهدته الحقد والبغضاء، اللذان يكنونهما ضد الإسلام المسلمين.
هكذا عندما يفشل الغرب الكافر في التحدي المنطقي لطروحات الإسلام يلجأ إلى الأساليب الرخيصة من أجل تشويه صورته.
إيطاليا منطلق الكاثوليكية التي تسمح، من خلال دعم الفاتيكان بكل ألوان السقوط الأخلاقي وتعتز بمبدأ الحرية المطلقة على المستويات المختلفة، غير أنها لا تسمح أبداً للإسلام بأي تحرك أو حتى ظهور. فالمسلم في إيطاليا محروم من كل الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها سواه، سواء المواطنون أم المهاجرون الأجانب غير المسلمين. فالمسلمون هناك مبعدون عن جوانب الحياة المختلفة. وفي حين يحق لليهودي هناك أن يشترك في الأمور الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، نجد أن المسلم مبعد بشكل كلي عن هذه النشاطات. وإضافة إلى كل ذلك يواجه المسلمون خطر التمييع الأخلاقي من خلال ما تبيحه الحكومة الإيطالية في هذا المجال. ومن خلال السلبيات التي تنتج عن انحلال الشباب الإيطالي الذي يستقطب الكثير من ضعاف النفوس إلى أجوائه الساقطة، حيث نجد أجواء البطالة والانحلال والإجرام وما إلى ذلك مما يؤثر سلباً على المسلمين من ناحيتين حيث أنهم معرضون أما للدخول في هذه الأجواء بفعل استمرارها وسعة انتشارها، وأما الملاحقة من قبل أولئك المنغمسين بسبب ما تؤثره على عقولهم وتفكيرهم إضافة إلى ذلك فهناك خطر التبشير والتنصير الذي يلاحق بشكل دائم مسلمي إيطاليا حيث تسعى أجهزة الدولة مدفوعة بأوامر وتعليمات فاتيكانية بكل جهدها للسيطرة على المسلمين وضمهم إلى حظيرة النصرانية وتحديداً إلى المذهب الكاثوليكي.
وإذا كنا نرى أن أعمال التبشير تتم في الخارج من خلال مساعدات وتقديم معونات مختلفة لاستقطاب المسلمين الفقراء كمسلمي بعض البلاد الأفريقية، فإن الأمر بالنسبة إلى الداخل مختلف. ففي إيطاليا لا يغرى المسلم بكل تلك الأنواع من المغريات بل يوضع أمام شرطين لا ثالث لهما، أما الرحيل بالقوة وأما التنصير بالقوة، فإذا اختار الرحيل فقد سلم من بطش النظام الإيطالي وملاحقته، وإذا رفض الأمرين معاً فهو عرضة في أي وقت وفي أي منطقة من البلاد لكل أنواع الاستبداد والتشويه والإبعاد.
في عام 1986 كشف تقرير حول مسلمي إيطاليا عن مأساة قاسية يعيشها أكثر من 70 ألف مسلم هناك. ففي منطقة نابولي واقليم (كامبانيا) يعيش مسلمون جزائريون ومغاربة وصومال وغيرهم يعملون في ظل ظروف شاقة وبأجور متدنية جداً، بحيث أن عمل أكثر من 12 ساعة يومياً لا يكفي لسد رمق أولئك العاملين. ومأساتهم لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه إلى المآسي العنصرية التي يلاحق من جرائها ليس فقط هؤلاء العمال، بل جميع المسلمين هناك إضافة إلى الكراهية الشديدة التي زرعها النظام في نفوس الإيطاليين. والذي يفضح كل الادعاءات التي يصورها باباوات روما حول التسامح المسيحي.
يقوم الفاتيكان بتشجيع وتحريض مسيحيين على العمل على نشر النصرانية، بأي وسيلة كانت سواء كانت ترهيبية أم ترغيبية، وهو يعتمد مع مسلمي إيطاليا طرق الترهيب، ولذا فكل ما يتعرض له المسلمون هناك لا يعترضه أي رفض أو معارضة من الكرسي البابوي، بل على عكس ذلك فقد خصص الفاتيكان في الآونة الأخيرة، أموالاً طائلة من أجل جر المسلمين إلى الكثلكة بالقوة والترهيب. وقد أوصى الفاتيكان بأن تتم تحت عنوان الرحمة المسيحية التي تنعكس على أرض الواقع عنفاً وتنكيلاً وظلماً واضطهاداً.