مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة: إعداد ومواكبة

تقرير: فاطمة خشّاب درويش

هو الجهة الوحيدة المعنيّة بإعداد المتون والورش، وشريك أساسيّ في إعداد المناهج والبرامج للعديد من المؤسّسات ذات الطابع التعليميّ والتثقيفيّ. إنّه مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة، الذي نستعرض في هذا التقرير أبرز محطّاته وما يقوم به من دور تكريساً للثقافة الإسلاميّة الأصيلة.

* التأسيس والنشأة
حول تاريخ التأسيس، يشير مدير المركز سماحة الشيخ أحمد جابر إلى أنّ «المركز مرّ بمراحل متعدّدة، وهو تطوّر على صعيد الدور وحتّى التسمية، فقد كان يُطلق عليه في إحدى المراحل اسم (مركز نون للتحقيق والتأليف).

* إعداد المتون
يعِدّ مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة المتون التثقيفيّة - التعليميّة الدينيّة لكلّ المؤسّسات والمعاهد التي تقدّم العلوم للإخوة والأخوات في مختلف المراحل العمريّة، وهو معنيّ بإنتاج وإعداد كلّ المتون التي ترتبط بالتثقيف الدينيّ على صعيد التعليم.

ويشير الشيخ جابر إلى أنّ «المركز يُعنى بإعداد أيّ متن له طابع تعليميّ، على سبيل المثال، يعدّ المركز المتون الخاصّة بمعاهد الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ومعاهد سيّدة نساء العالمين في المراحل الدراسيّة المختلفة: المرحلة العامّة، والإجازة، والتخصّص. كذلك يؤمّن المتون التي تحتاجها الهيئات النسائيّة في عملها، فضلاً عمّا قد تحتاجه الوحدات والمناطق والمؤسسات في عملها».

ويتابع سماحته: «يعمل المركز وفق خطّة سنويّة تحدّد احتياجاته من المتون، ففي بعض الحالات، يتطلّب إنجاز متن ما شهوراً عدّة أو حتّى سنة، فنعمل على تلبية هذه الاحتياجات وإعدادها بشكلٍ متقن ودقيق».

* شريك في إعداد المناهج
لا يقتصر عمل مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة على إعداد المتون التعليميّة فحسب، بل إنّه يساهم في إعداد المناهج. يقول الشيخ جابر: «يعدّ المركز المتون الخاصّة بكلّيّة سيّد الشهداء عليه السلام، ويبدي رأيه في برامجها، ويساهم في إعداد مناهجها التعليميّة من خلال الاطّلاع على المواد التي تدرّس خلال السنوات الدراسيّة، وتحديد متون المواد غير الموجودة بهدف إعدادها».

* إعداد الورش التعليميّة
أمّا بالنسبة إلى الورش التعليميّة، فترى مسؤولة ملف الورش في المركز السيدة فاطمة شعيتو أنّ «الحقائب التدريبيّة باتت مطلباً تعليميّاً مهمّاً جدّاً في ظلّ تطوّر وسائل التواصل السمعيّة والبصريّة، وفي ظلّ دعوة الإمام السيّد علي الخامنئيّ a إلى جهاد التبيين وضرورة استخدام وسائل معاصرة في التبليغ الدينيّ». وتتنوّع الورش التي يعدّها المركز، وتشمل مختلف المجالات والحقول بهدف تلبية الاحتياجات الثقافيّة لمختلف الشرائح العمريّة والبرامج الثقافيّة، ومنها:

1. ورش التربية الأسريّة والاجتماعية: من قبيل: الحوار مع الأبناء، الحياة الأسريّة للإمام الخامنئيّ دام ظله، التحدّيات الأسريّة، التربية الرقمية، التربية البيئيّة، صون العفاف.

2. الورش القرآنيّة: على سبيل المثال: النور المبين، أسوار النور.

3. ورش تنموية ومهاراتية: من قبيل: إدارة الذات، فن إدارة الوقت، مهارات الإدارة المنزلية، لغة الجسد، البصيرة والوعي السياسيّ، معرفة العدو، فن الخطابة، الإطلالة الإعلاميةّ، صناعة المحتوى الإعلامي، الذكاء العاطفي.

4. ورش عقائديّة وأخلاقيّة: من قبيل التوسّل والزيارة والعلاقة الروحيّة مع الله، الحياة الطيبة في الإسلام، وغيرها من العناوين.

وتلفت شعيتو إلى أنّ «المركز يؤمّن احتياجات البرامج الثقافيّة من الورش التعليميّة، من ضمنها برامج معاهد سيّدة نساء العالمين، برامج كلّيّة سيّد الشهداء للمنبر الحسينيّ، برامج معهد الإمام الباقر عليه السلام المعنيّ بتطوير مهارات المبلّغين، برامج معاهد الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، والبرامج الخاصّة بالفتيات والهيئات النسائيّة. وأحياناً يُطلب من المركز تنفيذ ورشة حول موضوع مستجدّ وملحّ كموضوع الربا أو المخدّرات، فيُعَدُّ المتن أو الورشة المطلوبَان».

* طبيعة الورش التعليميّة
تشرح السيدة فاطمة شعيتو عن طبيعة الورش التعليميّة مشيرةً إلى أنّها تُقسم إلى قسمين:

1. قسم ورقيّ: يتضمّن هذا القسم دليل المُدرّب الذي يحتوي على عناصر الحقيبة التدريبيّة كافّة: الأهداف، الطرق، الأنشطة، المستلزمات، الوقت، المادة العلميّة الموثّقة وفق أصول البحث العلميّ.

2. قسم رقميّ: تُقدَّم الورش عبر DVD يتضمّن شرائح العرض التقديميّ والمادة العلميّة بشكلٍ موجز، مضافاً إلى الوسائل المرئيّة ذات الصلة بالمادة كمقاطع الفيديو، والصور، والرسوم البيانيّة والمقابلات.

وتلفت شعيتو إلى أنّه «يوجد ارتباط وثيق مع مركز المعارف للإنتاج الفنيّ، الذي يحضّر المواد الفنيّة من صور وفيديوهات وشرائح عرض، وتُقيّم المادة من الناحية الفنيّة من ألفها إلى يائها في مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة قبل تحويلها إلى الطباعة».

* فريق العمل
يضمّ مركز المتون فريق عمل مهمّته إعداد المتون والمناهج. كما يتعاون المركز مع عدد من المتخصّصين في مختلف المجالات.

ويشير الشيخ جابر إلى أنّ «فريق المركز متخصّص، استطاع أن يراكم خبراته خلال سنوات العمل، وهو يخضع لورش تطوير الأداء بشكل دوريّ».

* تقييم دوريّ للمتون
يخضع المتن الذي يُعدّه المركز إلى تقييم دوريّ، وهو ينسّق في هذا الإطار مع دار المعارف للطباعة التي تزوّده دوريّاً بلائحة المتون التي ستنفَّذ قريباً، من أجل إعادة طباعتها. يتولّى مدير المركز مستعينًا بفريق العمل مراجعة المتن وتحديد طبيعة التعديلات التي يحتاجها، وقد تكون طفيفة، أو قد يكون ثمّة حاجة لإجراء تعديل جوهريّ، وأحياناً تكون الحاجة إليه قد انتفت فيعدّ متناً جديداً حول مواضيع معيّنة.

* تكريس الثقافة
حول أهميّة وجود مرجع وحيد معنيّ بإعداد المتون والمناهج، يرى الشيخ جابر أنّ «السلبيّات الناتجة عن تعدّد مراكز الإنتاج المعرفيّ كثيرة، خاصّة وأنّ التعدّد يخضع لأذواق مختلفة، الأمر الذي قد يشوّه الفكرة، أو قد يكون سبباً في حصول تقصير في إيضاحها»، مشيراً إلى أنّ «ثمّة في كلّ المؤسّسات التعليميّة جهة أو مرجعيّة واحدة تعدّ الكتب والمناهج حرصاً على تكريس الثقافة التي تتبنّاها هذه المؤسّسات».

وعن آليّة إعداد المتون والورش يقول سماحته: «عملية إعداد المتن أو الورشة إمّا أن يتولاها فريق العمل في المركز أو أحد المتخصّصين من خارجه، حيث يتمّ الاتفاق معه بداية على إعداد خطّة العمل والفهرس الإجمالي للمتن أو الورشة التي يراد إعدادها، وبعد الموافقة على طرحه يقوم بإعداد المادة، ثمّ يطّلع عليها مسؤول الملف، ومن بعدها يتمّ تقييمها من قبل مدير المركز، وأحياناً ترسل إلى مختصّ لإغناء عملية التقييم، ثمّ ترسل المادة بعد الانتهاء من إعدادها وإجراء التعديلات عليها إلى مسؤول الوحدة، الذي يضع بدوره ملاحظاته، كما يوجد لجنة تحكيم للمتون تابعة للمعاون الثقافيّ بشكلٍ مباشر تقوم بعملية التقييم النهائية للمتن المعدّ وتضع الملاحظات عليه».

ويتابع سماحة الشيخ: «إنّ كلّ هذه المواكبة لإعداد المتن التعليميّ تقلّل قدر المستطاع من الثغرات، وتغني المادة، وتضيف إلى المتن قوّة، وهذا ما نحتاج إليه على مستوى التثقيف والتعليم، ولا سيّما الدينيّ منه».


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع