مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

سؤال وجواب | لماذا سُمّينا “جعفريّة”؟

السيّد علي مرتضى الهبش


اشتُقّ اسم الجعفريّة من الاسم المبارك لمولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام. وما لا يعرفه كثيرون أنّ هذا المصطلح رشح من بعض رواياته عليه السلام التي أراد عبرها إبراز نهج أهل البيت عليهم السلام على كلّ المستويات، ولفت أنظار العالم إلى مدرستهم العلميّة الجامعة لكلّ العلوم، والمتأطّرة بإطار القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة. ومنها ما رواه الصدوق (رحمه الله)، بإسناده عن زيد الشحام عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، أنّه قال: «يا زيد، خالِقُوا الناسَ بأخلاقهم، صَلُّوا في مساجدهم، وعُوْدوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمّةَ والمؤذِّنين فافعلوا، فإنَّكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفريّة، رحم الله جعفراً، ما كان أحسنَ ما يؤدِّبُ أصحابه، وإذا تركتم ذلك قالوا: هؤلاءِ الجعفريّة، فعل الله بجعفر ما كان أسوأ ما يؤدِّبُ أصحابَه»(1).

فكانت التسمية بالجعفريّة تشير إلى ماهيّة الانتماء العميق لمدرسة أهل البيت عليهم السلام المتمثّلة في ذلك الزمن بالإمام الصادق عليه السلام.

* لماذا الإمام الصادق عليه السلام؟
تميّز زمن الإمام الصادق عليه السلام عن غيره من أزمنة الأئمّة السابقين له واللاحقين، بوضع سياسيّ وثقافيّ خاص، ولم يتكرّر بعد شهادته عليه السلام سنة 148هـ. وقد امتاز زمنه عليه السلام بثلاث خصائص: ضعف الدولة الأمويّة، وحربها مع بني العباس، ورفْع بني العباس شعارات نصرة أهل البيت عليه السلام. اجتمعت هذه الظروف ممّا ساهم في تخفيف التضييق على الإمام عليه السلام وأعطاه فرصة التحرّك بحريّة لم تتوفر لغيره من الأئمة عليهم السلام .

* المدرسة الجعفريّة
أمام هذه الفرصة الذهبيّة المتاحة، فجّر الإمام الصادق عليه السلام علوم آل محمّد عليهم السلام بشكلٍ لا نظير له. وكانت جامعة الإمام الصادق عليه السلام تقدّم الكثير من المعارف الدينيّة، وكانت تستقبل الطلاب من الشيعة وغيرهم، حتّى أن بعض أصحاب المذاهب تتلمذوا فيها كأبي حنيفة النعمان.

ولهذه المدرسة من الجاذبيّة ما ليس لغيرها، حيث انتشرت منها علوم جمّة فبُهرت بها العقول. وقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام من الثقات على اختلاف آرائهم ومقالاتهم، فكانوا أربعة آلاف رجل ذكرهم الحافظ بن عقدة الزيدي في كتاب رجاله، وذكر مصنّفاتهم، فضلاً عن غيرهم.

لو لم يقم الإمام الصادق عليه السلام بهذا الدور الإبداعيّ ويُجري هذه الينابيع العلميّة من صدره إلى الناس، لما استطاع أحد بعده أن يتولّى هذا الدور؛ لأنّ الظروف تغيّرت، والظلم اشتدّ أكثر على أئمّتنا عليهم السلام بعد استقرار دولة بني العبّاس.


1- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج 8، ص 430.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع