د. علي ضاهر جعفر
* فقه اللّغة
الجَمُّ: الكَثيرُ من كلِّ شيء.
العِلْقُ: النَّفيسُ من كلِّ شيء.
الصَّريحُ: الخالص من كلِّ شيء.
الرَّحب: الواسعُ من كلِّ شيء.
الذَّرِبُ: الحادُّ من كلِّ شيء.
المُطَهَّم: الحَسَنُ التّامُّ من كلّ شيء.
الصَّدع: الشِّقُّ في كلِّ شيء.
الطِّلاع: الصّغيرُ مِن وَلَدِ كلِّ شيء.
الزِّرياب: الأصفرُ من كلِّ شيء.
العَلَندى: الغليظُ من كلِّ شيء.
* أغلاط شائعة
وَصْلٌ لا إيصال: يصحُّ استخدام مفردة (وَصْل) للدَّلالة على وصول مبلغٍ ما من شخص إلى آخر، أمّا (إيصال) فليس من العربيّة الفصيحة ولم يرد في المعاجم، ويمكن من باب التّسمية بالمصدر أن يقال (وصولٌ) ويُجمع (وصولات).
* رموز
الحمامة الّتي تحمل غصن الزّيتون: يُعَدُّ هذا التّلازم بين هذا الطّائر وغصن الشّجرة الّتي ذكرت في القرآن وأُسبِغت عليها صفة البركة رمزاً للسّلام والحياة. ويُقال إنَّ سبب هذه الدَّلالة أنَّ حمامةً أرسلها النبيّ نوح عليه السلام عند الطوفان فعادت وهي تحمل غصن زيتون، ما أنبأه بانتهاء الطّوفان وانحسار الماء، وكان غصن الزّيتون دليلاً وبرهاناً؛ لأنَّ الماء كان قد علا كلَّ شيء حتّى الجبال العالية وفق النّصّ القرآنيّ والرّوايات ذات الصّلة، قبل توقّف المطر وقبل أن يغيض الماء إلى باطن الأرض.
* حكمة شعريّة
مَن يَهنْ يَسهُلِ الهَوانُ عليهِ
ما لِجُرحٍ بميِّتٍ إيلامُ
(أبو الطّيّب المتنبّي)
* في البلاغة
المجاز المُرسَل: هو استعمال لفظة مكان أُخرى، بقصد التّنويع أو الإيجاز، بناءً على علاقةٍ بين اللّفظتَيْن غيرِ علاقةِ المُشابَهة. مثل: "جرى النَّهر" بدلاً من "جرى ماء النَّهر"؛ لأنَّ ضفَّتَي النَّهر لا تجريان، بل الّذي يجري هو ماءُ النَّهر.
ومن أمثلة المجاز المُرسَل في الشِّعر قولُ كُثيِّر عَزَّة:
ولمّا قضينا من منى كلَّ حاجةٍ
ومسَّحَ بالأركانِ مَن هو ماسِحُ
وشدَّت على حدبِ المهاري رحالُنا
ولم ينظرِ الغادي الّذي هو رائحُ
أخذنا بأطراف الأحاديثِ بينَنا
وسالَتْ بأعناقِ المطيِّ الأباطِحُ
فقد جعل الشّاعر الأباطح هي الّتي سالت بدلاً من أن يقول: "سالت أعناق المطايا بالأباطح".
* أمثال سائرة
"لأمرٍ ما جدع قصيرٌ أنفَه": يحكي هذا المثل الّذي له روايتان: عربيّة وإغريقيّة، فعل الحيلة والدّهاء. فقصير هو مستشار جذيمة الّذي كان بينه وبين (زنوبيا) ثأرٌ، وإذ أحبَّها وطلبها -أو خدعته وطلبت الزّواج منه بدعوى توحيد مُلكَيْهِما- مع رفضِ مستشاره هذا الأمر وتحذير جذيمة منه، كانت عاقبة جذيمة أن قتلته الزُّباء الّتي كانت قد حفرت نفقاً في قصرها لأيِّ طارئ يستدعي الهروب والتّخفّي.
وبعد أن خَلَفَ عمرو بن عديّ خالَه جذيمة في الحكم، وأراد الثّأر له، جاءه قصير جادعاً أنفه وقال إنّه سيحتال على الزّباء ليثأر لجذيمة، وقال جملته الشّهيرة الّتي ردّدها النّاس لمعرفتهم بدهائه، وصارت مثلاً يشير إلى أنَّ وراء شيءٍ ما سبباً خفيّاً أو حيلةً ودهاءً. ثمَّ قصد قصير الزّباء وأقنعها بأنَّ ما أصابه هو من فعل عمرو بن عديّ الّذي شكَّ بخيانته، ثمَّ جعلها تأمنه وتطمئنُّ إليه، وأدخل عَمْراً ومن معه لاحقاً إلى قصرها في قافلة من الصّناديق الّتي تخفّى فيها عمرو ورجاله، ثمَّ سدَّ عليها السّرداب بالرّجال، وقتلها ابن عديّ ثأراً لجذيمة، بفعل دهاء قصير وحيلته.