* 20 صفر: أربعون الإمام الحسين عليه السلام
يقول سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله): "إنّ المؤمن لا يمكن أن ييأس، بل ينظر بعين الله إلى كلّ الأيّام والسنين والقرون الآتية، ولا يمكن أن ينتهي الأمل؛ لأنّه ينطلق من الثقة بالله سبحانه وتعالى وبِوعده؛ هكذا كانت السيّدة زينب عليها السلام"(1).
* 28 صفر عام 11هـ: رحيل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
يروي أحد أصحاب الإمام الباقر عليه السلام عنه: "لمّا قُبِض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بات آلُ محمّد عليهم السلام بأطول ليلة حتّى ظنّوا أنْ لا سماء تظلُّهم ولا أرض تقلُّهم؛ لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وترُ الأقربين والأبعدين في الله، فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إنّ في الله عزاءً من كلّ مصيبة، ونجاة من كلّ هلكة، ودركاً لما فات (...) إنّ الله اختاركم وفضّلكم وطهّركم، وجعلكم أهل بيت نبيّه، واستودعكم علمه، وأورثكم كتابه... فتعزّوا بعزاء الله، فإنّ الله لم ينزع منكم رحمته (...)، وأنتم أولياؤه، فمن تولّاكم فاز، ومن ظلم حقّكم زهق، مودّتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين، ثمّ الله على نصركم إذا يشاء قدير، (......) والسلام عليكم. فسألتُ (الراوي) أبا جعفر عليه السلام ممّن أتاهم التعزية، فقال: من الله تبارك وتعالى"(2).
* 28 صفر عام 50هـ: شهادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
دخل جنادة بن أبي أميد على الإمام الحسن عليه السلام في مرضه الذي توفِّي فيه، وطلب منه أن يعِظه، فكان ممّا وعظه به: "استعدّ لسفرك، وحصِّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، واعلم أنّك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلّا كنت فيه خازناً لغيرك... وإذا أردتَ عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان، فاخرج من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزّ وجلّ..." ثمّ قال الراوي: ثمّ انقطع نفسُه، واصفرّ لونه حتّى خشيت عليه، ودخل الحسين عليه السلام والأسود بن أبي الأسود، فانكبّ عليه حتّى قبّل رأسه وبين عينَيه، فقال أبو الأسود: إنّ الحسن قد نُعيت إليه نفسه، وقد أوصى إلى الحسين عليه السلام(3).
* 29 صفر عام 203هـ: شهادة الإمام الرضا عليه السلام
سأل رجل خراساني الإمام الرضا عليه السلام تفسير رؤياه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دُفن في أرضكم بضعتي، واستُحفظتم وديعتي، وغُيِّب في ثراكم نجمي؟ فقال الرضا عليه السلام: "أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيّكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمَن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقّي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، ومَن كنّا شفعاءه يوم القيامة نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والإنس"(4).
* 1 ربيع الأوّل عام 1هـ: هجرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومبيت الإمام عليّ عليه السلام في فراشه
يقول السيّد الطباطبائيّ قدس سره في ذيل قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ﴾ (البقرة: 207): أنّ فيها بيان أنّ ثمّة رجلاً آخر، باع نفسه من الله سبحانه، لا يريد إلّا ما أراده الله تعالى، لا هوى له في نفسه، ولا اعتزاز له إلّا بربّه، فيصلح به أمر الدين والدنيا، ويحيى به الحقّ، ويطيب به عيش الإنسانيّة، وبذلك يظهر ارتباط الذيل بقوله تعالى: ﴿وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ (البقرة: 207)، فإنّ وجود إنسان بهذه الصفة من رأفة الله سبحانه بعباده(5).
* 8 ربيع الأوّل عام 260هـ: شهادة الإمام العسكريّ عليه السلام
عندما طلب جعفر من المعتمد العبّاسيّ أن ينصّبه للإمامة، بدل أخيه الإمام العسكري عليه السلام أجابه: "اعلم، أنّ منزلة أخيك لم تكن بنا وإنّما كانت باللّه عزّ وجل، ونحن كنّا نجتهد في حطّ منزلته والوضع منه، وكان اللّه يأبى إلّا أن يزيده كلّ يوم رفعةً بما كان فيه من الصيانة، وحسن السمت، والعلم، والعبادة، وإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا، وإن لم تكن عندهم بمنزلته، ولم يكن فيك ما كان في أخيك، لم نغنِ عنك في ذلك شيئاً"(6).
(1) من كلمةٍ له (حفظه الله) بتاريخ 17/09/2022م.
(2) الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج 1، ص 445.
(3) انظر: الخزّاز القمّيّ، كفاية الأثر، ص226-229.
(4) الشيخ الصدوق، الأمالي، ص 121.
(5) العلامة الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 2، ص 98.
(6) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص50.