نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

قرآنيات: فوائد قرآنيّة


إعداد: سكينة عبد الله


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿آلر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ (يوسف: 1-3).

• لفتة قرآنيّة
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ (الطور: 21).
يلتقي الأهل مرّتين: في الحياة الزائلة، وفي الحياة الباقية. كلّما نظرتَ إلى ولدِك، فكّر في دوامِ اللقاء الذي يعقب هذا الالتقاء؛ وهو رهنُ الإيمان والصلاح.

• مفردات قرآنيّة
قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ (القيامة: 22-23).
1. ناضرة: من مادة (نضر) وتعني البهجة الخاصّة، التي يحصل عليها الإنسان من وفور النعمة والرفاه مع ما يلازمه من السرور والجمال والنورانيّة، شبيهٌ لما جاء في الآية: ﴿تعرف في وجوههم نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾ (المطففين: 24)، هذا في العطايا الماديّة.
2. ناظرة: وهي في العطايا الروحيّة؛ فالنظر بعين القلب وشهود الباطن، نظرة تجذب المؤمنين إلى ذلك الكمال، وتهبهم اللذة الروحانيّة، وفي تقديم (إلى ربّها) إشارة للحصر، فهي ناظرة بهذه الكيفيّة إلى ربّها فقط(1). وقد ورد أنّ المعنى من الانتظار والتشوّق، وليس النظر(2). ورد عن الإمام الرضا عليه السلام في تفسيره للآية: "ناظرة يعني مشرقة، تنتظر ثواب ربّها"(3).

• من أحكام التلاوة
سجدة التلاوة، وهي سجدة يجب أداؤها عند تلاوة أو الإنصات إلى أربع آيات وردت في سور العزائم وهي (فصلت، الآية 37/ السجدة، الآية 15/ العلق، الآية 19/ النجم، الآية 62). ويكفي في هذه السجدة وضع الجبهة على الأرض، ولا يجب فيها الذكر، بل يستحبّ.

• سؤال وجواب
هل من معادلة قرآنيّة للسعادة؟
قال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ (النور: 54).
في القرآن الكريم معادلة رائعة: الطاعة  الهداية  التقوى  الخير العظيم(4).
أ. طاعة الله تؤدّي إلى الهداية: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾؛ مثلاً، ضرب الله حجاباً تامّاً على الفتيات والنساء طاعةً له، ومدعاةً للهداية، كما سدّد الفتيان والرجال بالورع مراعاةً لطاعته، ومدعاةً للهداية.
ب. الهداية طريق إلى التقوى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ﴾؛ بالهداية تؤتى التقوى.
ج. التقوى مفتاح كلّ خير: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْث لا يَحْتَسِب﴾ (الطلاق: 2-3)؛ فنتائج التقوى خير ورزق عظيم.
إنّ طاعة الله منطلق الخير كلّه؛ إنّها معادلة السعادة في الدارين.

• آية وعبرة
نستفيد من الآيات القرآنيّة كقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾، وقوله تعالى: ﴿وأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾ وقوله تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾، أنّ جميع الفساد والإفساد والقيل والقال والضجيج الّذي كان على سطح الأرض، وما زال وسيبقى، كلّه من أجل هذا المأكل والمشرب؛ لأنّ التكاليف تتناول الغضب والشهوة، وتناول الطعام والشراب من موجباتهما وأسبابهما.
الويل لنا نحن الّذين نعدّ أنفسنا أشرف المخلوقات، فإنّ جميع هذه النفقات من أجل التقلّبات غير المشروعة التي لا معنى لها. وإذا ما اعتدلنا في مأكلنا ومشربنا، فكم ستعتدل ميول الغضب والشهوة لدينا؟ فهل نحن محتاجون إلى كلّ هذا الفساد الأخلاقيّ والاختلاطات الضارّة وغير المشروعة، وكلّ هذا الصراع من أجل الرئاسة والقتل والظلم؟!(5).

• إعراب آية
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى﴾ (سورة الأعلى: 14).
﴿قَدْ﴾: قد: حرف تحقيق، مبنيّ على السكون، يدخل على الفعل الماضي والفعل المضارع المثبتين والمتصرّفين. فإذا دخل على الفعل الماضي، أفاد تحقيقاً وتأكيداً، وإذا دخل على الفعل المضارع أفاد التقليل أو الشكّ؛ مثل: قد هطل المطر- قد يهطل المطر.
﴿أَفْلَحَ﴾: فعل ماضٍ، مبنيّ على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مَن﴾: اسم موصول، مبنيّ على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿تَزَكَّى﴾: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (تزكّى) صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب(6).

• تعريف بسورة
سورة البقرة: سُمّيت بذلك لغرابة قصّة البقرة التي ذكرت فيها، وامتياز هذه السورة بها عن سائر السور. وهي مدنيّة، بل أوّل سورة نزلت في المدينة إلّا آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله﴾ (البقرة:281). ونزلت يوم النحر في منى في حجّة الوداع. وعدد آياتها مائتان وسبع وثمانون(7).
وورد في فضل قراءتها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ سورة البقرة، كانت صلواتُ الله ورحمتُه عليه، وأُعطي من الثواب، ما يُعطى المرابط في سبيل الله، الذي لا تسكن روعته"(8).

• علوم قرآن
ثمّة بعض المسميّات التي تطلق على السور بحسب عدد آياتها أو غيره، منها:
1- السبع الطوال: وهي أطول سور القرآن الكريم: البقرة، آل عمران، النساء، الأعراف، الأنعام، المائدة، يونس.
2- المِئون: هي السور التي تبلغ آياتها المائة، أو ما يقاربها، وهي تلي السبع الطوال، وعددها يقرب اثنتي عشرة سورة.
3- المثاني: هي السور التي لا تبلغ آياتها المائة، وهي ما تقارب عشرين سورة.
4- الحواميم: السور التي بدأت بـ "حم"؛ هي سبع سور.
5- الممتحنات: مجموعة من السور تضم سورة الممتحنة و15 سورة أخرى، سُميّت بذلك للتشابه المضمونيّ الذي يربط السور بسورة المُمتحنة.
6- المفصّلات: وهي قصار السور، من سورة ق، وقيل من سورة الرحمن إلى آخر القرآن(9).
 

1. الشيخ الشيرازي، الأمثل، ج 19، ص 220.
2. العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 20، ص 116.
3. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 2، ص 105.
4. السيّد عباس علي الموسويّ، أوضح البيان في تفسير القرآن، ص 75.
5. في مدرسة الشيخ بهجت قدس سره، ج 1، ص 98.
6. مركز نون للتأليف والترجمة، إعراب السور القرآنيّة، ص 29.
7. الميرزا محمّد المشهدي، تفسير كنز الدقائق، ج 1، ص 71.
8. الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج 4، ص 334.
9. الشيخ معرفة، تلخيص التمهيد، ج1، ص168-169.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع