لطالما كنتَ شهيداً حيّاً، منذ بداية شبابك نذرتَ نفسك للعبّاس والحسين وأهل بيته الأطهار عليهم السلام.
أخي يا مهجة قلبي، كنتَ تغيب مدّةً طويلة، إلّا أنّ هذا البُعد لم يزدنا إلّا قُرباً. كنتَ الأقرب إلينا جميعاً. وكنتَ مصدر الأمان، وملجأ الجميع دون استثناء؛ ملجأً للقريب والصديق والجار، وحتّى الغريب.
لقد كنتَ الأب الحنون في غياب أبينا. تابعتَ تفاصيل حياتنا، علّمتنا، زوّجتنا، ثمّ أثقلت نفسك لتشغل نفسك أيضاً بالاهتمام بنا فرداً فرداً.
تمتلئ بيوتنا حبّاً بوجودك، بحضورك، كأنّ عرساً قد حان. عند مجيئك يصبح الجلوس بقربك هو الجائزة، يحضر الحنان، والتواضع، والسكينة، والهدوء، كأنّنا ملكنا الدنيا.
كيف للملاك الحارس أن يُثقل قلوبنا بالغياب؟
قل لي يا أخي كيف يحيا قلبنا بلا نبضٍ بعد الآن؟
ثمّ ماذا؟
سلامٌ لعينيك الضاحكتين، حتّى لو سكنهما الحزن.
سلامٌ لقلبٍ أنهكه البُعد والترحال، وهنيئاً لنا بهذا الفخر، هنيئاً لك هذه الشهادة، وهذا العزّ.
أختك زينب اليتامى
* الشهيد القائد الحاج عبّاس حسن اليتامى "أبو ميثم":
15 آب 2021م.