نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الشيخ محمد باقر المجلسي (رضوان الله عليه)


السيد محمد القدسي


العالم العليم، البحر الخضم، الأزهد الأعبد، الأتقى الأنقى، شيخ الإسلام المولى محمد باقر بن المولى محمد تقي المجلسي، نوّر الله ضريحه. أجمع العلماء على جلالة قدره وتبرّزه في العلوم العقلية والنقلية والحديث والرجال والأدب، وأنّه في طليعة الفقهاء والأعلام وأنّه عظيم من عظماء الشيعة، وكلّ ما قيل فيه من كلمات الثناء لا يصل إلى ما فيه.

قال الملى الأردبيلي: "محمد باقر بن محمد تقي بن المقصود علي الملقّب بالمجلسي مدّ ظله العالي أستاذنا وشيخنا وشيخ الإسلام والمسلمين خاتم المجتهدين، الإمام العلامة، المحقّق المدقّق، جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، وحيد عصره، فريد دهره، كثيرالعلم، ثقة وأقره في علّو قدره وعظم شأنه وسمو رتبته وتبحره في العلوم العقلية والنقليّة ورقة نظره وإصابة رأيه وثقته أشهر من أن يذكر، وفوق ما يحوم حول العبارة".
وقال محمد بن الحسن الحر العاملي: "مولانا الجليل محمد باقر المجلسي، عالم فاضل، ماهر، محقّق مدقّق، علامة فهّامة، فقيه متكلم، محدّث جامع للمحاسن والفضائل".
وفي كتاب مناقب الفضلاء "ملاذ المحدّثين في كلّ الأعصار، ومعاذ المجتهدين في جميع الأمصار، غوّاص بحار أنوار أسرار الدقائق بذهنه الناقب، حياة قلوب العارفين، وجلاء عيون السالكين، ملاذ الأخيار، ومرآة عقول أولي الأبصار، مبيّن غامضات مسائل الحلال والحرام، وموضح مشكلات القواعد والأحكام، رئيس الفقهاء والمحدّثين، أسوة المحقّقين والمدقّقين، وقدوة المتقدمين والمتأخرين من فحول أفخام المجتهدين، خادم أخبار الأئمة المعصومين عليهم السلام المحقّق النحرير المولى محمد باقر المجلسي، طيّب الله مضجعه".
ولادته:
ولد العلاّمة المجلسي  قدس سره سنة 1037 وتوفي في 27 شهر رمضان سنة 1110 ودفن في أصفهان بالباب القبلي من جامعه العتيق في القبّة التي دفن فيها والده، وفيها مدفن عدّة من العلماء.

* كرامات العلامة المجلسي:
كراماته  قدس سره كثيرة نذكر بعضها:
1- يقول حفيد الوحيد البهبهاني في كتاب (مرآة الأحوال): سمعت من بعض الثقاة أنّ المولى المجلسي الأول (والد الشيخ محمد باقر المجلسي) قال: في ليلة من الليالي وبعد الصلاة والتهجّد والبكاء والتضرع بين يدي الله تعالى، وجدت نفسي بحالة علمت معها أن أيّ شيء أطلبه من الله عزّ وجلّ فهو مقرون بالإجابة طبعاً وسيمنّ الله علي بتحقيقه... وفيما كنت أفكر ماذا أطلب من الله؟ طلباً دنيوياً أم أخروياً؟ ارتفع فجأة صوت الطفل محمد باقر بالبكاء في مهده فقلت: إلهي بحق محمد وآل محمد إجعل هذا الطفل مروّج الدين وناشر أحكام سيد المرسلين ووفقه التوفيقات التي لا تحد... ثمّ يقول حفيد الوحيد.. ومن المسلّم أن خوارق العادات التي ظهرت من ذلك العظيم ليست إلاّ بسبب دعاء هذا العظيم.

2- تشيع حوالي 70 ألفاً عندما وصل كتابه (حق اليقين) إلى الشامات وتوابعها.

3- إنّ تأليفاته إذا قيست على أيام حياته يكون لكلّ يوم ألف بيت، كل بيت خمسون حرفاً. وهذا تأييد من الخالق تعالى. لأنّ كتابة ألف بيت كلّ يوم صعب جداً وهو لا يمكن صدوره من أكثر الناس إضافة إلى زمان ولادته وطفولته ومرضه وسفره وتدريسه وغيرها من الأعذار.

4- أنّ عالماً خرسانياً رأى في منامه أنّه يدخل بيتاً فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام. فجيء بقماط فيه طفل يحمله الملا محمد تقي فدعا النبي  صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام لهذا الطفل وأمر العالم الخرساني أن يدعو له أيضاً. ولما وصل هذا العالم إلى أصفهان دخل بيت الملا محمد تقي جاءه الملا بقماط فيه ولده محمد باقر وطلب منه أن يدعو فدعا له، فتذكر ما جرى في المنام.

5- أنّ شخصين من مبغضي العلامة المجلسي شاهدا في وقت واحد من الليلة التي توفي فيها المجلسي  قدس سره أنّ النبي يأخذ بعضده الأيمن وأمير المؤمنين عليه السلام يأخذ بعضده الأيسر وقالا له إنهض حتّى نذهب فأخذاه معهما، فاستفاق الرجلان وأخبر كلّ واحدٍ منهما الآخر بما رأى فذهبا إلى بيت المجلسي  قدس سره فسمعا صوت البكاء والنحيب فعلما أنّه توفي.

6- نقل من خط الملا محمد باقر هذه العبارة: "يقول العبد الخاطي محمد باقر بن محمد تقي إنّني مررت في ليلة من ليالي الجمعة على أدعيتي فوقع نظري على دعاء قليل اللفظ كثير المعنى فقررت أن أقرأه في تلك الليلة وقرأته. وفي ليلة الجمعة المقبلة أردت أن أقرأ ذلك الدعاء وإذ بي أسمع صوتاً من سقف البيت "أيها الفاضل الكامل لم يفرغ حتّى الآن الكرام الكاتبون من كتابة ثواب هذا الدعاء في ليلة الجمعة السابقة حتّى تقرأه مرة ثانية".

* مؤلفاته ومصنفاته:
للمجلسي  قدس سره مؤلفات وتصانيف كثيرة جداً. ويكفي منها ما لم يسبقه عليه أحد من الفحول والأعاظم وهو كتابه:
1- بحار الأنوار: وهو دائرة معارف تجمع فنون العلوم الإسلامية وتحوي فروعها إلى أصولها، وهو موسوعة حافلة في العلم والدين والكتاب والسنة والفقه والحديث والحكمة والعرفان والفلسفة والأخلاق والتاريخ والأدب والذكر والدعاء والأوراد والرقية وغيرها.
وهو آية محكمة تدل على تضلع مؤلفه من فنون العلم، وهو عبء فادح تنوء به العصبة من الفطاحل، ويبهظ حمله الجم الغفير من عباقرة العلم والأدب والتاريخ، ويفتقر مثله في التأليف إلى جماعات من أساتذة كلّ فن من فنونه.
أتى فيه شيخنا المجلسي  قدس سره في غضون مجلدات هذا السفر القيّمة أبواباً واسعة النطاق كنطاق الجوزاء في شتّى فنون الإسلام وعلوم ولم يدع  رضوان الله عليه بحراً إلاّ خاض عبابه، ولا غمرة إلاّ اقتحمها، ولا حديثاً إلاّ أفاض فيه ولا فناً إلاّ ولجه، ولا علماً إلاّ بحث فيه وأبلجه.
برز هذا الكتاب الكريم إلى الملأ العلمي بحلة زاهية، ساطعة أنواره، ناصعة حقائقه، رقراقة دقائقه، يجمع كل من أجزائه بين دفتيه من العلم الناجع ما لا غنى عن لأيّ متضلع، ففيه ضالة الفقيه وطلبة المفس وبُلْغة المحدث وبغية العارف المتأله، ومقصد المؤرخ ومنية المفيد والمستفيد، وغاية الأديب الأريب.. فهو محمد  صلى الله عليه وآله وسلم، وتقصر عن وصفه جمل الثناء والإطراء وينحصر دون إدراك عظمته البيان.
وهو صورة ناطقة عن عبقريّة مؤلفه العلامة الأوحد، وقدّم كلّ ما عاناه وقاساه وتحمل المشاق أداءً لواجب الشريعة، وإحياءً لما درس من معالم الدين.
وهو الآن مطبوع بمئة وعشرة مجلدات (110 مجلدات) ومن مؤلفاته أيضا:
2- مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم.
3- ملاذ الأخيار.
4- الوجيزة في الرجال.
5- رسالة الاعتقادات.
6- رسالة في الشكوك.
7- الفوائد الطريفة في شرح الصحيفة.
وأمّا مؤلفاته بالفارسية فكثيرة جداً منها:
1- عين الحياة.
2- مشكاة الأنوار.
3- حق اليقين.
4- حلية المتقين.
5- حياة القلوب.
6- جلاء العيون.
7- مقباس المصابيح.
8- ربيع الأسابيع.
9- رسالة في الرجعة.
10- زاد المعاد.

* أساتذته:
تتلمذ المجلسي  رضوان الله عليه على جملة من أرباب العلم وأساطينه منهم:
1- الشيخ العالم الفاضل القاضي أبو الشرف الأصفهاني.
2- العالم النحرير أبو الحسن المولى التستري.
3- الفاضل الصالح الشيخ عبد الله بن الشيخ جابر العاملي.
4- السيد الأمجد نور الدين علي بن علي الحسيني الموسوي العاملي.

* تلامذته:
1- المولى الفاضل إبراهيم الجيلاني.
2- العالم الجليل السيد إبراهيم القزويني.
3- العالم العامل، أفقه المحدثين أبو الحسن النباطي العاملي الغروري.
4- العالم الأمجد الشيخ أحمد البحراني.
5- السيد الجليل والمحدّث النبيل السيد نعمة الله الجزائري.
6- المولى الصالح المتوقد محمود الطبسي.
ويصل عدد تلامذته إلى الخمسين من أكابر العلماء والمحدثين.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع