مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

دراسة: نظرة اليهود إلى الأديان السماوية..تدليس ولعنات وأشياء أخرى


يوسف الشيخ


في البداية وقبل أي مناقشة لنظرة اليهود للأديان السماوية الأخرى، لا بد من عرض أولي لمجموع عقائدهم وقيمهم ومفاهيمهم للدين لتصويب البحث والانطلاق منه للحكم على حقيقة التزوير الكبير للديانة اليهود في عملية التمهيد لاغتصاب أرض المقدسات فلسطين وبناء كيان عنصري قائم على كم هائل من الدعاوى التاريخية وحشد ضخم من الشعارات ذات اللون التي دعي رافعوها أنها دينية.

يجمع كل البحاثة والمؤرخين المتقدمين وأصحاب الاختصاص باليهودية، أنما طرح من مفاهيم منذ القرن السادس ما قبل ميلاد السيد المسيح ليس إلا كذبة علمية كبرى جرى إلباسها زي التاريخ، ويؤكد المختصين بشتى مشاربهم واتجاهاتهم أن التوراة التي بين أيدينا والتي سميت بالعهد القديم ليست تلك التوراة التي كلم بها الله نبيه الكليم موسى عليه السلام أو أوحاها إليه، لأنها باختصار خضعت لعملية تضييع مقصودة ما بعد ارتحال سيدنا موسى عليه السلام إلى الرفيق الأعلى، وحل مكان هذه التوراة سلسلة طويلة عريضة من النصوص الشفهية (التي نقلت عن لسان معاصرين)، والتفسيرات الشخصية لحاخامات فضلاً عن تاريخ غير مضمون لتقاليد وعادات كانت متبعة في مواطن حل فيها يهود يدور شك حول هل أنهم اتبعوا نبي الله موسى عليه السلام أم كانوا من العاصين له، ويشكك المؤرخون بأصول العهد القديم الموجود بين أيدينا ويؤكدون من خلال الكم الهائل من الطقوس الوثنية التي تسللت إليه أنه خضع للتدليس نتيجة لوجود عدد كبير من الكتّاب الذين دونوا هذا العهد طيلة خمسة أو ستة قرون، ويرى بعض المختصين أن الحكم المنهجي السائد لدى كل من درسوا نصوص العهد القديم وأصوله التاريخية توصلوا إلى نتيجة وهي أن اليهودية الحديثة التي سبقت بعثة النبي عيسى عليه السلام وحتى أيامنا هذه ما هي إلا خليط من طقوس وثنية وبعض الشرائع التي أسيئ تفسيرها أو نقلها، ويستدل المختصون في أحكامهم العلمية هذه على أنه رغم وجود كتاب يزعم أنه التوراة فإن اليهود لا يتعاملون به بل يأخذون بتعاليم التلمود وهو التشريعات اليهودية المتأخرة التي أنجزها حاخامات متأخرون.

وينقل عن أحد أرفع المراجع المفسرين الحاخام سعاد ياها جاعون الذي عاش في القرن العاشر وأصبح مضرب الأمثال، "أن شعبنا هو شعب فقط بسبب الشرائع الدينية (التلمود)".
كما يأخذون بالكابالا وهي تعليمات الصوفية اليهودية التي ظهرت ونمت في القرنين 12 و13م وهي عقيدة باطنية يؤكد جميع ساسة وقادة العدو أنها الملهم العقائدي الرئيسي لمجموع حاخامات ومنظري الصهيونية اليوم والتي حجبها اليهود منذ منتصف القرن 16 ميلادياً بسبب اتهامات عديدة لها من قبل حكام وملوك ورؤساء أديان ذاك الزمان أنها تعتمد على السحر والشعوذة والطقوس الوثنية، حتى أن مؤرخين يهوداً معاصرين كإسرائيل شاحاك قال عنها في كتابه "الديانة اليهودية وتاريخ اليهود" ما يلي: "لقد اندثر الإيمان بإليه واحد عندما انتشرت الصوفية اليهودية الكابلا".

ورغم ما أدرجناه عن الكابلا باعتبارها "عقيدة باطنية" إلا أن "اليهودية الحديثة" ليست ديناً يعطي اهتمامه للعقيدة لأنها باختصار تقع في أسفل سلم أولويات الحاخامات اليهود إلا لدى بعض المنظمات المغالية بالتطرف كجماعات غوشن أمونيم وحراس الهيكل أو الجماعة التي خرج منها المجرم باروخ غولدشتاين الذي نفذ مجزرة الأقصى وهو تلميذ الحاخام مئير كاهانا المجرم المشهور.
إشارة هنا إلى أن حاخام "إسرائيل الأكبر" شلومو غورين قال في حفل تأبين غولدشتاين الذي قتل بعيد تنفيذه مجزرته بلحظات: "إن مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي واحد، لقد كان غولدشتاين حارساً للعقيدة وطبيباً ناجحاً عرف الداء فوصف الدواء".
ورغم التساهل الكبير في الأمور المتعلقة بالمعتقد إلا أن التفسير التلمودي للنصوص اليهودية هو تفسير ملزم إلزاماً صارماً.
وقد أدى التساهل في الأمور العقائدية إلى افتراءات يهودية شتى على جميع الأنبياء وحتى على الله والتي لا تبعد كونها انعكاساً واضحاً لآثر الطقوس الوثنية وللتفسيرات الشخصية للدين والمعتقد..
فعلى سبيل المثال لا الحصر: هناك إقرار واضح في نصوص التوراة المزيفة بصحة وجود آلهة آخرين ولكن إله اليهود "يهوه" هو أقوى هذه الآلهة، ويقولون بأنه يشعر بغيرة شديدة من منافسيه لذلك يحرم على شعبه عبادتهم..
وهناك مقولة أخرى في توراتهم المزيفة تقول: "إن الله (جلا وعلا) يصلي لنفسه وبأنه يقوم جسدياً ببعض الممارسات التي أوصى الفرد اليهودي بالقيام بها".
وبحسب الكابلا الآنفة ذكرها "لا يحكم الكون إله واحد بل عدة آلهة".
وحسب طقوس الكابلا فإنه على طريق تحصيل أعلى المقامات الصوفية اليهودية الاعتقاد بأنه يجب على ابن العلة وأخته اللذان أوجدا الكون الاتحاد "بطريقة منافية للحشمة".
الابن يدعى الوجه الصغير وهو يرمز للحكمة.
والابنة تدعى شخينة وهي رمز المعرفة.

ويقول الحاخام أبراهام إسحاق كوك ملهم حركة غوش أمونيم التاريخي ومؤسس أول مدرسة صهيونية دينية والذي يرجع له الدور الكبير بتنظيم العلاقة بين الصهيونية اليهودية والعلمانية اليهودية قبيل اغتصاب فلسطين:
"الوحي المقدس بأي درجة كان يكون نقياً في أرض "إسرائيل" فقط، بينما يكون في خارجهاً مشوشاً ملوثاً وغير نقي".
ونفس القول يردده أحد قادة الصهيونية التاريخيين الحاخام صموئيل حاييم لانداو الذي يشير في أكثر من مناسبة: "أن القبس الإلهي لا يؤثر في الشعب اليهودي إلا وهو في أرض "إسرائيل").
بيد أن بن غوريون مؤسسة الكيان الصهيوني أجاب على الصحافيين عندما سئل مرة: هل تؤمن بالله فقال: "السؤال هو عن الله، إن معظم اليهود يتصورونه رجلاً عجوزاً ذا لحية طويلة يجلس على مقعد وثير ويعتقدون أنه تحدث إلى موسى، ولقد سمع موسى صوت إنسان في قلبه بوذلك عرف أن عليه أن يفعل ما يفعل، بيد أنني أؤمن بوجود قوى مادية فحسب في العالم".
هذا على مستوى العقيدة بالله فماذا عن العقيدة بالكتب السماوية وعن الملائكة والشياطين؟
توجد نصوص صريحة في التلمود تحرم قراءة الكتب اليهودية في المرحاض أما عن الحكم بقراءة الكتب الأخرى في نفس المكان الإنجيل والقرآن فذلك جائز في الشريعة اليهودية.
وتشير إحدى قواعد السلوك التلمودية على اليهود بوجوب إحراق أي نسخة من الكتب المقدسة غير اليهودية تقع بأيديهم.
وقد ألحق نص ثانٍ بهذا الحكم يؤكد أن الواجب الديني يعتبر إحراق هذه النسخة علناً أفضل من إحراقها سراً.
وثمة احتفالات عديدة سجلت في السنوات الخمسين الأخيرة أي بعد قيام الكيان الغاصب قامت فيه جماعات يهودية معينة بجو احتفالي بإحراق مصاحف وأناجيل علناً في شوارع القدس وتل أبيب وبعض المستوطنات اليهودية في الخليل كان آخرها ما جرى بأحد مساجد الخليل العام الماضي.

ولعل أبرز احتفال جرى في هذا الصدد وكان ضخماً ما جرى في آذار عام 1980 عندما أحرقت منظمة يادلافيم (التي تقدم لها وزارة الأديان اليهودية معونات مالية كبيرة) مئات الكتب المقدسة في احتفال ضخم أقيم في القدس.
وبالنسبة للملائكة فإن الله سبحانه لعن اليهود في أكثر من موضع في القرآن، كيف جعلوا الملائكة "بنات الله" واعتبروهم إناثاً والعياذ بالله.
وحسب طقوس الكالاه فإنه لا بد عند تقديم القرابين "ليهوه" من تقديم تضحيات للشيطان إلا أن الملائكة تمنع من تقديم هذه التضحيات، لذا فإن على اليهودي أن يخدع الملائكة التي يزعم التلمود أنها لا تفقه إلا اللغة العبرية وهذا الخداع يتم بقراءة صلوات باللغة الآرامية، وهناك طقوس غريبة أخرى تقول إن على اليهودي المتدين الذي يقوم بطقس غسل اليدين قبل الطعام وبعده، أن ينوي استرحام الشيطان بإحدى اليدين وعبادة الله في أخرى.
عموماً فإن آلاف الطقوس والمعتقادت الغريبة توجد في التلمود اليهودي تؤكد على استخفاف اليهود بالعقيدة وتحويلها إلى طقوس وثنية تخلط بين الله والشيطان بطريقة مبتذلة.

فكيف ينظر اليهود إلى الأنبياء ومن خلالهم إلى الديانات الأخرى؟
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي لفت النظر إلى أن الله سبحانه وتعالى في أكثر من سورة عرض اليهود كقتلة للأنبياء وعدد ما فعلوه مع نبيهم موسى وكيفية إشراكهم بالعجل ودورهم بقذف الصديقة الطاهرة السيدة مريم عليه السلام والذي أشار إليه صراحة في الآية 156 من سورة النساء . فضلاً عن دورهم بالنفاق والمؤامرات والدسائس في فترة نبوة خاتم الأنبياء الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو ما فصله الله في عدد كبير من المواضع.
إلا أننا سنستعرض بعضاً مما ورد في توراتهم المزيفة عن الأنبياء لنخلص إلى نتيجة نهائية لبحثنا..
ويتهمون النبي موسى عليه السلام أنه لفق التوراة التي دعاهم بها إلى الله وبأن الله أمر يوشع بن نون وصيه ليقتله وبأنه قتله بأن رماه من شاهق. كما أنهم يتهمون نبي الله إبراهيم بأنه لا غيرة عنده حيث أنه زعم أن امرأته سارة أخته عندما "إنحدر إلى أرض مصر فأخذها فرعون لتكون له زوجة" الإصحاح 12 من سفر التكوين ص 14 من توراتهم.
وكذلك لوط عليه السلام الذين يقولون إنهم من سليلته حيث يفحشون عنه بأقذع التهم بأنه أشرب خمراً من قبل بناته اللاتي حملن منه سفاحاً.
كما ورد في الإصحاح 19 من سفر التكوين ص 21 من التوراة.
وكيف اتهموا داوود عليه السلام أنه قتل أوريا الحتي ليتزوج أرملته التي أعجب بها.
وكذلك عن النبي يعقوب الذي يصارع الرب يهوه فيغلبه.
أما أكثر من صب اليهود عليه اللعنات فهو نبي الله عيسى عليه السلام فعلى سبيل المثال يضيف بن ميمون عبارة فليهلك اسم الشرير كلما ورد اسم عيسى أو يسوع في كتابه "ميشنة توراة" الذي يعتبر من أِم كتب الشرائع عند اليهود ويعتبرون أن عقاب النبي عيسى في الجحيم يقضي بإغراقه بماء آسن يغلي.

وحسب التلمود أيضاً يعتبر السيد المسيح عليه السلام محكوماً في محكمة حاخامية عام 33م بتهمة عبادة الأصنام وبتحريض اليهود على عبادة الأصنام.
وغالباً ما يسمونه "بالقرين" "الشرير" "عابد الأوثان" أما عن سيدتنا البتول مريم عليه السلام فيقذفونها بجرم عظيم وقد رأينا ماذا فعلوا السنة الماضية عندما وزعوا رسوماً تصورها والعياذ بالله بصورة مشينة.
أما عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكلنا يذكر ماذا وزعوا عنه كذلك العام الماضي من رسوم مشينة لا داعي لذكرها احتراماً لمقامهما المقدس، إلا أن أدبيات اليهود في كل كتبهم الدينية تصف نبينا الأعظم بأنه (ميشيوغا) وتعني بالعربية "الرجل المجنون".
هذا بعض ما عند اليهود من حقه على كل الديانات بما فيها اليهودية الحقة التي لم يبق منها شيء، ولم نشأ أن نتوسع أكثر في العرض والبحث خشية الإطالة، إلا أن القارئ قد بدأ يدرك معنا من هم اليهود وما هي اليهودية، وعليه تقع الدارة الآن للغوص أكثر في حقيقة هؤلاء الملعونين على لسان الله وعلى لسان كل الأنبياء الذين ذاقوا الأمرَّين منهم.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع