د. محمّد عليق(*)
كيف أبني في طفلي شخصيّة القائد وتحمّل المسؤوليّة؟
قبل الإجابة، ما رأيكم لو نتأمّل قليلاً ونفكّر في معنى هذا السؤال المتكرّر من الأهل الكرام.
نسألكم عن المقصود بدقّة من هدفكم في أن يصبح ابنكم قائداً.هل هو إدارة الآخرين أو الشهرة والزعامة؟ هل المقصود التأثير بمحيطه ورفاقه، أو أنّ التفكير بأبعاد القيادة يفتح لنا آفاقاً كثيرة؟
لا بأس، إنّ أولى الأولويّات هي مساعدة الأبناء على قيادة أنفسهم بالدرجة الأولى وتحمّل مسؤوليّة بناء هويّتهم العاقلة الساعية بوعي للحياة الطيّبة، ليختاروا بأنفسهم التكليف الإلهيّ، ويتحمّلوا دورهم في خدمة المجتمع. فالقيادة هي الخدمة الحقيقيّة لا غير.
وهنا يكون دورنا كأهل:
1- تمرين الطفل على التعقّل والتفكير منذ سنواته الأولى عبر اللعب، والمرح الذكيّ، والحوار، والقصّة، والإشباع العاطفيّ، خاصّة في السنوات السبع الأولى.
2- التدرّج في تكليفه وتمرينه على المشاركة في المسؤوليّات؛ من شؤونه الشخصيّة وصولاً إلى الاهتمام بالآخرين بقَدر الوسع والتعاون دوماً مع "القادة الآخرين من رفاقه"؛ فالكلّ راعٍ ومسؤول.
3- تعريفه على صفات الله، الربّ الحكيم، والمدبّر للعالم، ومشروعه لكمال الإنسان، وتعريفه على الشخصيّات العظيمة التي حملت همّ هداية الناس ونشر العدل ومقاومة الشرّ، فيحبّهم ويحاول الاقتداء بهم؛ الأنبياء والأولياء والقادة وإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، ونائبه الوليّ بشخصه وأهمّ أفكاره.
4- ترسيخ ثقته بنفسه وبقدرته على التكامل، والنجاح والحلم دوماً بتغيير العالم كلّه؛ ليجهّز نفسه متوكّلاً على ربّه كي ينصر المصلح العالميّ ويكون من خواصّ "الأئمّة والوارثين".
(*) أستاذ جامعيّ وباحث اجتماعيّ وتربويّ.