11 ذو القعدة عام 148هـ:
ولادة الإمام الرضا عليه السلام
- لقد أشاد الإمام الكاظم عليه السلام بولده الإمام الرضا عليه السلام، وأوصى أبناءه بالرجوع إليه في أمور دينهم، فقال لهم: "هذا أخوكم عليّ بن موسى، عالم آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فاسألوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمّد عليه السلام غير مرّة يقول لي: إنّ عالم آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لفي صلبك، وليتني أدركته فإنّه سميُّ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام"(1).
- يصف إبراهيم بن العبّاس مكارم أخلاق الإمام الرضا عليه السلام بقوله:
"ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا عليه السلام، وشاهدت منه ما لم أشاهده من أحد، وما رأيته جفا أحداً بكلامه قطّ، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجليه بين يدي جليس له قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليس له قطّ، ولا رأيته يشتم أحداً من مواليه ومماليكه، وما رأيته تفل قطّ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه، بل كان ضحكه التبسّم، وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البوّاب والسائس، وكان قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها الى الصبح، وكان كثير الصوم..."(2).
29 ذو القعدة عام 220هـ:
شهادة الإمام الجواد عليه السلام
- عن إسماعيل بن مهران قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتَيه، قلت له عند خروجه: جُعلت فداك، إنّي أخاف عليك في هذا الوجه، فإلى مَن الأمر بعدك؟ فكرّ بوجهه إليّ ضاحكاً وقال: "ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة"، فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له: جُعلت فداك، أنت خارج، فإلى مَن هذا الأمر من بعدك؟ فبكى حتّى اخضلّت لحيته، ثمّ التفت إليّ فقال: "عند هذه يُخاف علَيَّ، الأمر من بعدي إلى ابني عليّ"(3). ولمّا خرج من المدينة في المرّة الأخيرة قال: "ما أطيبك يا طيبة! فلست بعائدٍ إليك"(4).
- من مـــــــــــواساته عليه السلام للناس: تعازيه للمنكوبين والمفجوعين، فقد بعث رسالة إلى رجل قد فجع بفقد ولده، وقد جاء فيها بعد البسملة:
"ذكرتَ مصيبتَك بعليّ ابنك، وذكرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك، وكذلك الله عزّ وجلّ إنّما يأخذ من الوالد وغيره أزكى ما عند أهله، ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة، فأعظم الله أجرك، وأحسن عزاك، وربط على قلبك، إنّه قدير، وعجّل الله عليك بالخلف، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله تعالى"(5).
7 ذو الحجّة عام 114هـ:
شهادة الإمام محمّد الباقر عليه السلام
- من وصيّة الإمام الباقر لابنه الإمام الصادق عليهما السلام: "يا بنيّ، إذا أنعم اللّه عليك نعمة فقل: الحمد للّه، وإذا أحزنك أمر فقل: لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، وإذا أبطأ عليك الرزق فقل: أستغفر اللّه"(6).
- وعنه عليه السلام: "اعرف مودّة أخيك لك بما له في قلبك من المودّة، فإنّ القلوب تتكافأ"(7).
- وعنه عليه السلام: "إنّ اللّه يعطي الدنيا من يحبّ ويبغض، ولا يعطي دينه إلّا من يحبّ"(8).
- وعنه عليه السلام: "في كلّ قضاء اللّه خيرٌ للمؤمن"(9).
1.إعلام الورى بأعلام الهدى، الطبرسيّ، ج2، ص65.
2.بحار الأنوار، المجلسيّ، ج49، ص91.
3.الكافي، الكلينيّ، ج1، ص323.
4.الثاقب في المناقب، ابن حمزة الطوسيّ، ص516.
5.الكافي، (م.س)، ج3، ص205.
6.الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة، ابن الصبّاغ، ج2، ص892.
7.البداية والنهاية، ابن كثير، ج9، ص341.
8.الوافي، الكاشانيّ، ج5، ص739.
9.تحف العقول، الحرّانيّ، ص293.