يقول لنا القرآن ﴿فلا تهنوا ولا تحزنوا﴾
أي لا تيأسوا ولا تحزنوا فأنتم أعلى من الآخرين. هناك شرط يتبع هذه الجملة وهو ﴿إن كنتم مؤمنين﴾.
كل هذا الكلام الذي قلناه (حول النصر) هو للوقت الذي تكون فيه علاقتنا مع الله جيدة، وللوقت الذي تكونون فيه أنتم أيها الشباب متقين، وللوقت الذي تسعون فيه أنتم رجالاً ونساءً لحفظ دينكم ولا تستسلمون أمام إغراءات المحرمات وتقاومون أمام وسوسات الشيطان. وأنتم يمكنكم ذلك، لقد جربنا قدرتكم.. فلقد ذهبتم تحت وابل نيران العدو، النيران الكثيفة والمتتالية التي كان يرميها على رؤوسكم... مع ذلك ذهبتم إلى الأمام ولم تخافوا، رأيتم جسد رفيقكم الطاهر الذي وقع إلى جنبكم واستشهد ومع ذلك ذهبتم إلى الأمام. فالشيطان وسوساته القوية هناك، الشيطان يخيف، الشيطان يخوف أولياءه، ولم يستطع تخويفكم، لم يستطع وضعكم في قبضته وتصرفه.
إن الخديعة اليوم هي عقد "مؤتمر التسوية" من أجل الاعتراف بإسرائيل والذي تديره وترعاه أميركا، هذا المؤتمر الذي أزال هاجساً كبيراً من أمام الصهاينة من خلال اعتراف العرب بهم، وبمجرد أن حصل ذلك عاد هؤلاء الصهاينة لممارسة لعبة العنف والقوة والخيانة، وهم في هذه اللحظة يستخدمون الخبث والعنف في لبنان.
بعد مضي خمسة وأربعين عاماً على هذا الاغتصاب، فقد زادت وقاحة العدو وزاد عنفه، وبالمقابل فقد تراجعت الدول العربية وكذلك المنظمات الفلسطينية، وبالتالي لم يعد أمام الشعب الفلسطيني سوى طريق واحد وهو الكفاح الشديد والتضحية التي يجب أن يلتزم بها في داخل وخارج الأراضي المحتلة، ومن واجب جميع المسلمين أن يدعموهم ويساندوهم لأن كفاحهم إسلامي.