"إنّ تلك الزمر والشراذم التي ناوأت الإمام سودت وجوهها بأيديها، وإنّ الذين استهدفوا إدخال الفرحة والبهجة على الصهاينة وأميركا وملء جيوبهم بأموال نفط الأنظمة الرجعية، وتجاهلوا الحقيقة وصاروا أعداء الدّاء للإمام، قد خابوا ووصلت أمورهم إلى الحضيض".
القائد الخامنئي دام ظله
* إسرائيل في قلب العالم الإسلامي
إنّ الذي أوجد إسرائيل – برأي الإمام الخميني – في قلب العالم الإسلامي هي قوى الغرب والشرق، أو بتعبير آخر، قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسهم أميركا وبريطانيا: "لقد ولدت إسرائيل بفكر مشترك وتواطوء بين الشرق والغرب من أجل استعمار الشعوب الإسلامية والقضاء عليها، واليوم فإنّها محميّة ومدعومة من قِبل جميع المستعمرين".
ويرى الإمام إنّ بقاء إسرائيل واستمرارها ونموها ليس بقدرتها الذاتية، وإنّما بسبب دعم الغرب وخيانة الشرق، وعلى رأسهم الاتحاد السوفياتي الذي لم يسمح بتزويد المسلمين والعرب بقدرات تسليحية تمكنهم من مواجهة إسرائيل والصهيونية. وتبني إسرائيل على المستوى السياسي واضح جداً وذلك من خلال استخدام أميركا لحق الفيتو على أيّ قرار يدين إسرائيل أو يسيء إليها، وكذا على المستوى الإقتصادي. فكثيراً ما تسمعون أنّ الكونغرس الأميركي صوّت على مساعدة بمليار دولار لإسرائيل.
أمّا على المستوى العسكري فإنّ لدى إسرائيل الأسلحة المتطورة مما لا تملكه أيّة دولة عربية بل ما لا يملكه مجموع الدول العربية؛ وهذا هو سبب الدعم اللامحدود من قِبل أميركا والغرب لها. لكن؟ هل دعم الغرب وخيانة الشرق هما السبب الوحيد لاستمرار إسرائيل في المنطقة؟؟ يرى الإمام أنّ هناك أسباباً أخرى لبقاء إسرائيل واستمرارها، ومن هذه الأسباب:
أ- اختلاف المسلمين:
يقول الإمام المقدّس في إحدى كلماته:
"لو أنّ رؤساء الدول الإسلامية يتخلّون عن خلافاتهم الداخلية ويتعرّفون على الأهداف العالية للإسلام ويميلون إلى الإسلام فإنّهم لن يصبحوا أسرى وأذلاّء للاستعمار"ز إنّ الخلافات الحادّة بين المسلمين على مستوى الحكومات وداخل كلّ بلد والتي عملت قوى الإستكبار العالمي على تغذيتها على مدى أكثر من مئتي عام من خلال العملاء السياسيين والأمنيين النافذين في الكثير من وسائل الإعلام والمؤسسات. إنّ مثل هذه الاختلافات هي التي تمزق الأمّة وتشتّت طاقاتها وتجعلها ضعيفة أمام حثالة اليهود.
ب- إعتماد الطرق الديبلوماسية:
إنّ من جملة أسباب بقاء إسرائيل في قلب العالم الإسلامي هو رهان العرب والمسلمين على الطرق السياسية والديبلوماسية في طريقة التعاطي مع إسرائيل لحلّ قضيتهم منذ سنة 1948، وما ذلك إلاّ بسبب تخاذلهم وعدم توكلهم على الله سبحانه، وللإمام في هذا المجال كلام واضح ومهم، إذ يقول قدس سره الشريف:
"من أجل تحرير القدس يجب استعمال الرشاشات المتكلة على الإيمان وقوة الإسلام وأن يدعوا جانباً اللعب السياسية التي تفوح منها رائحة المساومة لتبقى الدول الكبرى راضية. يجب على الشعوب الإسلامية وخصوصاً الشعب الفلسطيني واللبناني أن ينتبهوا إلى الذين يقضون أوقاتهم في المناورات السياسية وأن لا يذهبوا تحت اللعب السياسية التي لا تعطي نتيجة سوى الخسارة والضرر للشعب المظلوم".
ج- الحكومات الفاسدة:
إنّ عدم وجود حكومات صالحة في بلاد المسلمين، مضافاً إلى إبعاد الإسلام عن حركة الصراع والانطلاق في حلّ المشكلات بمنطلقات قومية أو وطنية، كانا سببين لإبقاء إسرائيل في المنطقة. ويرى – قدس سره – إبعاد الإسلام عن حركة الصراع السبب الرئيس في استمرار وجود إسرائيل، لقناعته بعدم مؤثرية المنطلقات القومية والوطنية في إيجاد حركات مقاومة للعدو.
* مشروع إسرائيل في المنطقة:
عندما يتحدث الإمام الراحل عن مشروع إسرائيل في المنطقة، فإنّه لا يتحدث عن مشروعها القاضي بالسيطرة على الأراضي الواقعة بين النيل والفرات، بل نراه يوسع حدود هذه الأرض لتشكل جميع الأراضي العربية ودولها. فإسرائيل الكبرى من منظار الإمام قدس سره الشريف لا حدود لها:
"منذ سنوات طوال وأنا أذكّر وأحذّر المسلمين دائماً في الخطب والمقالات في إسرائيل وجرائمهان ومن أنّ هذه الغدة السرطانية الموجودة في إحدى زوايا الدول الإسلامية لن تكتفي فقط بالقدس".
فحدود إسرائيل الكبرى هي القدرة اليهودية، والتي قد تتجاوز العالم الإسلامي بأسره. ولهذا رأينا الإمام قد حذّر إثر حرب عام 1967 بقوله: "ألم أقل لكم إنّ إسرائيل تريد أن تتوسع؟ من يستطيع الآن أن يستردّ الجولان من إسرائيل؟ فإسرائيل بنظر الإمام قدس سره الشريف لا تشكّل تهديداً لبلاد المسلمين فقط، وإنّما لكلّ الإسلام لكونها تسعى إلى استئصاله من جذوره؛ وهذا عداء تاريخي يعود إلى زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
علاقة إسرائيل بأميركا والغرب:
يعتبر الإمام المقدّس أنّ أميركا هي السبب في بقاء إسرائيل واستمرار وجودها في المنطقة، ويرى أنّ القرار الإسرائيلي هو قرار أميركي مئة بالمئة.
يقول قدس سره الشريف: أميركا تعطي الإمكانيات لإسرائيل من أجل تشريد العرب المسلمين". لكن، وفي بعض الأحيان، ولأجل أن تكون أميركا مقبولة في الأوساط الإسلامية والعربية تعمد إلى المناورة السياسية باستخدام لغتين مختلفين لتوحي للرأي العام أنّها غير راضية عن إسرائيل في هذا الموقف أو ذاك. ولأجل أن تبقى محافظة على طروحاتها التي تتكلم عنها كالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، تعمد إلى الأسلوب الآنف والذي يعتبر الأمل للحفاظ على ماء وجهها؛ وهو ما أشار إليه الإمام في أكثر خطاباته. فصاحبة القرار أميركا وليست إسرائيل والذين يقولون بأنّ لإسرائيل قرارها المستقل مخطئون، والقائلون بأنّ لكلّ منهما مشروعه الخاص وهناك نقاط اشتراك بينهما، مخطئون أيضاً.
فالصهيونية برأي الإمام ليست إلاّ وسيلة وأداة في يد الولايات المتحدة الأميركية. وحتّى عندما يتحدث عن مصائب المسلمين، فإنّه يعتبر مصيبة إسرائيل من صنع أميركا. وهذا لا يمنع أن يكون لليهود تأثير في القرار الأميركي، لكن أميركا هي سيدة القرار، واليهود لا يستطيعون الخروج عن دائرة القرار الأميركي.
وللإمام الراحل تعبيرات متعدّدة تتناول هذا الموضوع منها: "إسرائيل تتبع سياسة أميركا وتنفذ مشروعها في المنطقة"، و "إسرائيل هي الولد غير الشرعي لأميركا في المنطقة". وعليه، فمهما حاولت أميركا وإسرائيل رفع شعارات الصلح والسلام في المنطقة، فعلينا أن ندرك أنّها للمناروة والتكتيك، ولن يقبل منها ذلك. يقول الإمام الراحل:
"لقد قلت مراراً: إنّ العلاقة بين أميركا وإيران هي علاقة الذئب والحمل فلا يمكن أن يقع بينهما صلح أبداً"، ويقول أيضاً:
"لو لم تكن أميركا وقدرتها الشيطانية موجودة لما حصل ذلك الفساد في بلاد المسلمين".
* الأسلوب الأمثل للمواجهة:
لمواجهة إسرائيل، لا بدّ من العمل على اجتثاثها واستئصالها بحيث لا يبقى لها وجود. وللإمام تعبيرات متعدّدة تتناول غرض استئصال هذا الكيان الغاصب:
"يجب أن تزول إسرائيل من الوجود"، و "يجب أن تزول جرثومة الفساد من جسد الأمة"، و "يجب استئصال الغدة السرطانية"؛ فلا خيار غير ذلك.
* وسائل تحقيق الاستئصال:
هناك عدّة وسائل يمكن استخدامها لاجتثاث الكيان الغاصب إسرائيل:
أ- تنبيه المسلمين: فلا بدّ من تنبيه المسلمين إلى خطر إسرائيل، والعمل على تعبئة الشعوب الإسلامية تربوياً وثقافياً في مواجهة هذه الهجمة، وإفهامهم أنّ الصراع لا يدور حول فلسطين فقط، بل حول أصل الإسلام ومستقبل الشعوب الإسلامية في المنطقة. يقول قدس سره الشريف: "نبّهوا الناس وحذروهم من خطر إسرائيل وعملائها".
وفي هذا السياق يعتبر الإمام أنّ مسؤولية العلماء والمفكرين والمربين والأساتذة والإعلاميين تنبيه الأمة إلى ذلك الخطر. ولكي تبقى هذه القضية في عقل الأمة ووجدانها، عمل الإمام على إعلان يوم عالمي للقدس، واختار هذا اليوم في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، مع ما يثيره هذا اليوم من عوامل روحية وإيمانية، ومن أهمية كبيرة، وذلك ليثير في وجدانها عمق هذا الخطر وأثره المدمر على الإسلام والمسلمين.
ب- إزالة عوامل الفرق والخلاف: إزالة هذه العوامل سبب لرفع التشتّت والتمزق والضياع – الذي، يسمح لإسرائيل أنّ تقوى يوماً بعد يوم – فتبرز أهمية الوحدة". يراجع موضوع الوحدة الإسلامية – الحلقة التاسعة.
ج- تركيز مفاهيم الإسلام: لكي تستطيع الأمة أن تقف في وجه العدو الإسرائيلي، فإنّه لا بدّ من تركيز مفاهيم الإسلام وأحكامه في وسط الأمة، ليدخل إلى عقلها وقلبها، فتستطيع بذلك أن تقف على أرض صلبة من حيث الانتماء الفكري والعقائدي للإسلام، وتستطيع أن تثبت هويتها المميزة
في مقابل طرح أي فكر آخر. ومن بين المفاهيم التي طرحها الإمام ليربي الأمة على أساسها، هو مفهوم الحياة العزيزة، ولو اضطرت أن تحيا حياة الفقر والحرمان، ورفض حياة الذل مقابل التمتع بحياة مادية، لأنّ الحرّ يستطيع أن يصنع الرفاه المادّي في أيّ وقت يريد، بينما المستعبد والذليل لا يستطيع ذلك لأنّ حريته وعزته واستقلاله مسلوبون. قال الإمام قدس سره الشريف: "أنا متأكد من أنّ الشعب الإيراني لا يبادل لحظة عزة واستقلاله بألف سنة من النِعم والدلال ولكن مع التبعية للأجانب".
وقال أيضاً:
"يجب على الناس أن يقرّروا: إمّا الرفاه والتبذير وإمّا تحمّل المصاعب والاستقلال والشرف والكرامة".
د- تأكيد مفهوم المقاومة المنفية: ومفهوم المقاومة المنفية يعني المقاومة السلبية أي عدم الاعتراف بالكيان الغاصب، وحرمة الاعتراف ببقائه وحقّه في الأمن. وعلى ضوء هذا المفهوم كان لحزب الله موقف من القرار 425، حيث اعتبر أنّ مثل هذا القرار يستبطن في طيات كلماته الاعتراف بحقّ إسرائيل في الأمن والسيادة، والاعتراف المسبق بحقّ الوجود والبقاء.
هذا المفهوم يؤّد على رفض أيّ طرح سياسي أو أمني يعطي إسرائيل حقّ الوجود، ويؤكّد حرمة أي نوع من أنواع الإعانة، ولو بكلمة بمقروءة أو مسموعة.
يضاف إلى ذلك حرمة أي تبادل تجاري، وحرمة شراء – بل واستعمال البضائع الإسرائيلية إذا جاءت عن طريق غير الشراء، وعليه نفهم مواقف الإمام من اتفاقية كامب دايفيد، ومشروع فهد، ومشروع ريغان، وسائر المشاريع السياسية والأمنية التي تستهدف الحفاظ على كيان إسرائيل، ولو على جزء بسيط من أرض المنطقة. وقد دعا الإمام الدول العربية الإسلامية إلى المقاومة بالأساليب المختلفة، وفي حرب عام 1973 دعا أيضاً إلى عدم الالتزام بقرارات الأمم المتحدة التي قضت بوقف إطلاق النار ضدّ العدو الإسرائيلي. قال قدس سره الشريف:
"أنا أنصح الحكومات أن يطردوا إسرائيل الغاصبة من الدول الإسلامية ومن الأراضي المغتصبة، وأن يدعوا العنصرية ولسان العجز الذي يدينه الإسلام ويرده".
هـ- اعتبار قضية القدس قضية إسلامية: لا بدّ أن تكون المواجهة ضدّ العدو على مستوى الأمّة، ليأخذ الصراع طابعه وشكله الإسلاميين، فلا تبقى قضية القدس قضية الشعب الفلسطيني ومشكلته وحده، ولا قضية العرب ومشكلتهم وحدهم، بل تتحول لتصبح قضية مليار مسلم. يقول قدس سره الشريف:"يجب علينا وبكل جديّة أن نطرد إسرائيل.. ويجب على المسلمين أن ينهضوا بأنفسهم للقضاء عليها".
و- قيام شعوب المنطقة وتحالفهم: إنّ هذا القيام وهذا التحالف له الدور الأساسي في عملية إزالة إسرائيل. وعلى هذا الأساس، كان دور المقاومة الإسلامية ذا أثر كبير على إرغام إسرائيل على الانسحاب، وتذكرون أنّه عندما بدأت إسرائيل بالانسحاب كانت أصوات من هنا وهناك تقول: أغلقوا جبهات الجنوب باعتبار أنّ الجنوبيّين غير قادرين على تحمّل أعباء التحرير لوحدهم، فكان ردّ حزب الله باستمرار المقاومة. وكان الهدف هو تثوير شعوب المنطقة بأسرها، والذي أنتج الانتفاضة الإسلامية في داخل فلسطين، وغليان الشارع المصري إثر اتفاقية كامب ديفيد، فكان خالد الإسلامبولي وسليمان خاطر، ولو تعاونت حكومات تلك الدول مع شعوبها لزالت إسرائيل حتماً. يقول الإمام المقدّس:
"يجب على الدول الإسلامية أن تتخذ موقف العداء من إسرائيل المحتلة التي في يدها أسرُ أكثر الدول الإسلامية، وأن يدافعوا بكلّ قوة عن فلسطين ولبنان العزيز".
يقول قدس سره الشريف: "لا تغفلوا عن تقديم المساعدات والعون للرجال المضحّين الذين يناضلون في طريق تحرير فلسطين".
لا بدّ في نظر الإمام من دعم كلّ المجاهدين والمقاومين لإسرائيل سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وعسكرياً، وعلى جميع المستويات، ويرى أنّ هذا التقاتل- ولو مع عدم التكافؤ- هو قتال شرعي وواجب. ولأهمية هذا الأمر فقد أذن الإمام أن يُدفع لهؤلاء المجاهدين من الزكوات وسائر الصدقات،
مع العلم أنّ الزكاة لا يستطيع أحدٌ أن يتصرّف بها إلاّ بإذن الحاكم الشرعي. ولذلك أعطى الإمام الإذن بصرف هذه الحقوق للمجاهدين والمقاومين لإسرائيل مع غضّ النظر عن هوية هؤلاء، فالمهم أن تصرف تحت هذا العنوان؛ ولذا أجاز إعطاءها للمنظمات الفلسطينية التي كانت تقاتل آنذاك.
ح- إقامة حكومات صالحة في بلاد المسلمين: يعتبر –قدس سره- أنّ مثل هذه الحكومات تقربنا، من الهدف أكثر، لأنّ أكبر المشاكل التي تعانيها الشعوب هي من الحكومات الفاسدة والعميلة. قال قدس سره الشريف: "هذه الحكومات هي التي أوجدت المشاكل لنا ولجميع المسلمين بسبب علاقاتها مع الدول الكبرى وبسبب عمالتها للدول الكبرى يسارية ويمينية، وإذا زالت هذه المشكلة من أمام المسلمين فإنّهم سوف يصلون إلى أغراضهم وآمالهم، وطريق حلّها بيد الشعوب".
ومع بقاء مثل هذه الحكومات تبقى الأمّة مقيّدة وغير قادرة على توظيف طاقتها من أجل تحقيق هذا الهدف – الإزالة – ولذلك اعتبر الإمام قدس سره الشريف أنّه بإسقاط الشاه وتشكيل الحكومة الإسلامية في إيران، سقط أكبر حليف لإسرائيل في المنطقة، والذي أضعفها سياسياً، واقتصادياً بعد أن كانت تتمتع بنفوذ كبير في عهد الشاه. وتحول البلد من بلد حليف لإسرائيل إلى بلدٍ في قمة العداء لها في عهد الثورة. وعلى هذا الأساس، فقد أعلن الإمام عن استعداد الجمهورية الإسلامية لإرسال قواتها المسلحة وكلّ قدراتها العسكرية للتحالف مع أيّة دولة في المنطقة لقتال إسرائيل.
وكان يرى أنّ إسقاط النظام في العراق وإزالة صدام، هي الخطوة الأولى لتحرير القدس، لأنّ صدام كان يشكل الحاجز الأمني الكبير في مواجهة أيّ جهد يصبّ في خانة تحقيق هدف إزالة إسرائيل من الوجود. ولهذا فعندما قبل الإمام بالقرار 598، قال: أنا شربت السمّ وبذلت ماء وجهي، ليس لأنّ هدف حفظ الجمهورية لم يتحقّق، بل لأنّ هدفاً آخر لم يتحقّق هو الذي أحرق قلب الإمام، والذي بتحقيقه كان السير بشكل صحيح يتجه باتجاه إزالة إسرائيل.
ط- الجهوزية لقتال إسرائيل: ينبغي على كلّ مسلم، وبالوجوب العيني، أن يجهّز نفسه لقتال إسرائيل، وهذا الكلام أكّده سماحة القائد آية الله السيد علي الخامنائي منذ فترة وذلك في مؤتمر خاص بفلسطين في طهران حيث قال: "إنّ الاستعداد لمواجهة إسرائيل والتهيؤ لقتالها واجب عيني على كلّ مسلم، وليس واجباً كفائياً، لأنّ هدف إزالة إسرائيل لا يتحقّق بالواجب الكفائي".
ي- فصل مشكلة الصهيونية عن اليهود: فمن الحكمة في قضية الصراع ضدّ إسرائيل فصل مشكلة الصهيونية عن مشكلة اليهود من الناحية السياسية، فصراعنا مع الذين يغتصبون أرض فلسكين وليس مع اليهود في العالم. هذا على مستوى التعاطي السياسي والإعلامي، أمّا على مستوى التعبئة الداخلية، فإنّه لا بدّ من تعبئة الأمة بفكرة عدم وجود فارق بين الصهيونية واليهود، وأنّه لا يوجد يهوديّ في العالم لا يرضى باغتصاب فلسطين.
هذا ما أردنا التنبيه إليه، وهذا ما وجدناه في كلمات الإمام التي تشكل بمجموعها المشروع العملي لتحقيق الهدف الاستراتيجي، "إزالة إسرائيل من الوجود".
والحمد لله ربّ العالمين.